الرئيسية / مقالات / لبنان الكبير: مُلاحظات رقمية، واستنتاجات استراتيجية!!

لبنان الكبير: مُلاحظات رقمية، واستنتاجات استراتيجية!!

مجلة وفاء wafaamagazine

د. إيلي جرجي الياس

على ضوء المئوية الأولى لانبثاق لبنان الكبير في ١ أيلول ١٩٢٠، لا بدّ من تسجيل المُلاحظات التالية:
– بين نهاية الحرب العالمية الأولى، واستقلال لبنان الكبير في ٢٢ تشرين الثاني ١٩٤٣، ٢٥ عاماً تقريباً. وبين إعلان لبنان الكبير، واستقلاله، ٢٣ عاماً تقريباً.
– بين استقلال لبنان الكبير، وحوادث ١٩٥٨ المؤسفة، ١٥ عاماً تقريباً.
– بين حوادث ١٩٥٨ المؤسفة، والحرب الأهلية اللبنانية التي سُمّيت حرب الآخرين على لبنان والتي اندلعت سنة ١٩٧٥، ١٧ عاماً تقريباً.
– دامت الحرب الأهلية اللبنانية، من سنة ١٩٧٥ حتى سنة ١٩٩٠، أي ١٥ عاماً تقريباً.
– بين نهاية الحرب الأهلية اللبنانية وانبثاق دستور الطائف، وانسحاب العدوّ الإسرائيليّ من لبنان سنة ٢٠٠٠، ١٠ أعوام تقريباً. وبين نهايتها، وانسحاب الجيش السوري من لبنان إثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري سنة ٢٠٠٥، ١٥ عاماً تقريباً.
– بين ثورة ١٤ آذار ٢٠٠٥، والتي حتّمت انسحاب الجيش السوري من لبنان، والثورة الشعبية اللبنانية ضدّ الفساد والتي انطلقت مؤخراً، ١٥ عاماً تقريباً.
لا يُمكن المرور على هذه المُلاحظات الرقمية الهامّة مرور الكرام، ورغم أنّ لبنان الكبير قد فاته قطار التخطيط والتصميم كما أراد له الآباء المؤسسون لاستقلال هذا الوطن، بسبب تراكم أزماته السياسية والاجتماعية والاقتصادية المُتتالية والمُتواصلة، إلّا أنّه من الضروريّ عرض استنتاجات استراتيجية نوعية تواكب هذه المُلاحظات الرقمية:
– ليس من المُصادفة، أنّ لبنان الكبير، عرضة لازمة حادّة، كلّ ١٥ عاماً تقريبأ. فالمُصادفات لا قيمة لها في تاريخ الشعوب والمُجتمعات والأُمم.
– وضع البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني أصبعه على الجُرح القديم الجديد، بتسمية لبنان الكبير: الوطن الرسالة، وطن قيمته الاستراتيجية أكبر من مساحته الفعلية بمئات المرّات….
– لبنان الكبير، وكأنّه يسير عكس مسارات الشرق الأوسط الديكتاتورية والعنفية، فهو رغم كل تجاربه المُتناقضة حيناً والمُترابطة أحياناُ، وطن الحرّية والديموقراطية والأمل….
– إنّ أكثر ما يزعج الكيان الإسرائيليّ الغاصب، تألّق لبنان ونجاحه رغم كل الظروف القاسية والعواصف الهوجاء….
– ثمّة نادٍ أو لوبي أو آلية أو مجموعة غامضة، دائمة التخطيط في سبيل إغراق لبنان في سلسلة من الأزمات المُتلاحقة…. في سبيل إرضاء غرورٍ ما، وإشباع لرغبات الكيان الإسرائيليّ الغاصب الدفينة أن يبقى لبنان معلّقاً على صليب انتظاراته….
أمّا، وكيف الحلّ؟؟
أولاً، أن يساهم الجميع، الشعب والدولة والجيش والمُقاومة والثورة، في خلق حالة وعيٍ مُطلقة حول الزمن الآتي من التكاتف والتعاون في سبيل نهضة لبنان السيّد الحرّ المُستقلّ، خالياً من جميع أشكال الفساد والعنف، طامحاً ان يسطع من جديد كطائر الفينيق….
وثانياً حثّ اللبنانيين في كلّ دول الانتشار، على رفد لبنان بالدعم الاستراتيجيّ ثمّ الدعم الاقتصاديّ، لصمود لبنان بوجه كل المُخططات التي تستهدف استقلاله ورقيّه وتقدّمه الشامل وتألّقه التاريخيّ الكامل!!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

د. إيلي جرجي الياس
كاتب وباحث استراتيجيّ وأستاذ جامعيّ

عن Z.T