الرئيسية / متفرقات / اللعبة القطبية الكبرى.. واشنطن تخطط لميناء استراتيجي في الشمال لمواجهة المدّ الروسي والطموح الصيني

اللعبة القطبية الكبرى.. واشنطن تخطط لميناء استراتيجي في الشمال لمواجهة المدّ الروسي والطموح الصيني

الاحد ٢٣ حزيران ٢٠١٩


مجلة وفاء wafa magazine

دعا مشروع قرار للكونغرس الأمريكي جيش البلاد لتعزيز حضوره في منطقة القطب الشمالي، لضمان وصول الولايات المتحدة إلى موارد المنطقة القطبية، ومواجهة المد الروسي والطموح الصيني هناك.

وأشار مشروع قانون إقرار الدفاع الوطني للعام 2020، إلى ضرورة قيام خفر السواحل وغيره من فروع القوات المسلحة الأمريكية بتحديد موقع لإنشاء ميناء استراتيجي جديد في منطقة القطب الشمالي، في خطوة لا تخفي الوثيقة أنها تستهدف مواجهة الوجود الروسي والتطلعات الصينية في المنطقة.

تستمر الأهمية الاستراتيجية للقطب الشمالي في الازدياد، حيث تدرك الولايات المتحدة ودول أخرى الأهمية العسكرية للممرات البحرية ونقاط الاختناق داخل المنطقة وتفهم إمكانية إسقاط الطاقة من القطب الشمالي إلى مناطق متعددة.

وحسب مشروع القانون الذي سيجري التصويت عليه الأسبوع القادم، فإن المخاوف الأمريكية من “التوسع الروسي” في المنطقة تعود لامتلاك موسكو نحو 40 كاسحة جليد (بينما لا يوجد لدى الولايات المتحدة إلا سفينة واحد من هذا النوع)، واستثمارات روسيا “الملموسة” في البنية التحتية العسكرية، بما في ذلك إنشاء “قيادة قطبية شمالية” جديدة، إضافة إلى بنائها أو تحديث 16 ميناء بالمياه العميقة و14 مهبط طيران في تلك المنطقة.إقرأ المزيدموسكو تتهم واشنطن بالسعي لجعل القطب الشمالي مسرحا للعمليات العسكرية

وتذكر الوثيقة بقلق أن الصين التي أطلقت عام 2018 استراتيجيتها القطبية الشمالية الجديدة المسماة “طريق الحرير القطبي”، وصفت نفسها بأنها “دولة قريبة من منطقة القطب الشمالي”، معبرة عن رغبتها في ربط مبادرتها “الحزام والطريق” بمنطقة القطب الشمالي عبر استثمارات في الدول الواقعة هناك.

كما أن الصين أبدت اهتماما بتوسيع حضورها في المنطقة من خلال نشاط سفن الأبحاث، ونيتها بناء كاسحة جليد نووية تضاف إلى كاسحتي الجليد العاديتين اللتين تمتلكهما بكين الآن.

ويحذر مشروع القانون، من أن روسيا والصين توحدان جهودهما في استكشاف موارد الغاز في منطقة القطب الشمالي، مشيرا إلى أن:

الأهمية الاقتصادية للمنطقة القطبية الشمالية في ازدياد، مع بدء البلدان في جميع أنحاء العالم فهم الفرص الكامنة في النقل البحري عبر المنطقة والتنمية الاقتصادية والتجارية هناك.

وتشير الوثيقة إلى أن المنطقة القطبية الشمالية تحتضن نحو 13% من موارد النفط و30% من موارد الغاز غير المكتشفة في العالم، إضافة إلى “وفر من اليورانيوم والمعادن النادرة والذهب والماس وملايين الأميال المربعة من الموارد غير المستغلة”.

وفي مايو الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن “منطقة القطب الشمالي أصبحت حلبة لـ(إظهار) القوة والتنافس”، وأن الولايات المتحدة تدخل في عصر جديد من الارتباط الاستراتيجي في القطب الشمالي، محفوف بتهديدات جديدة لمنطقة القطب الشمالي، وكافة مصالحنا في تلك المنطقة”، معتبرا أن “الممرات البحرية في القطب الشمالي يمكن أن تصبح قناتي سويس وبنما القرن الحادي والعشرين”.إقرأ المزيدأول فيديو يظهر قاعدة عسكرية جديدة في القطب الشمالي 

وتجدر الإشارة إلى أنه إضافة إلى تطوير مشروع الميناء الاستراتيجي، يتضمن مشروع القرار إنتاج ست كاسحات جليد جديدة بحلول 2029، على أن تدخل أولها في الخدمة عام 2023.

ولا تقف روسيا مكتوفة اليدين من المطامع الأمريكية في المنطقة، حيث أقام الجيش الروسي في السنوات القليلة الماضية أحدث قاعدة له هناك، أطلق عليها اسم “النفل الشمالي”، وجدد مجموعة من المطارات السوفيتي المهجورة في المنطقة.
وبعيدا عن المنشآت الدفاعية، فإن موسكو تفكر أيضا في المشاريع الاقتصادية الضخمة داخل حدودها البحرية، كما تأمل في تسهيل السياحة في الدائرة القطبية الشمالية.

المصدر: RT

عن H.A