الرئيسية / سياسة / الجبل مزدحم بالتوترات.. وإستغراب لاستهداف الجيش

الجبل مزدحم بالتوترات.. وإستغراب لاستهداف الجيش

الثلاثاء 02 تموز 2019

مجلة وفاء wafaamagazine

الجبل مزدحم بالتوترات التي تسابق معالجات لم تصل بعد الى إطفاء فتيل حادثة قبر شمون، بل انّ الساعات الماضية ‏عكست منحى تصاعدياً، ارتفع فيه سقف الخطاب التوتيري الى مستويات خطيرة، بالتوازي مع “أشباح خفية” سعت ‏الى العبث بالأمن وإثارة القلق على مستوى البلد بشكل عام، من خلال ترويج رسائل نصّية تخوّف الناس من أحداث ‏أمنية وتفجيرات، اكّدت الجهات الامنية الرسمية انّها شائعات لا اساس لها‎.‎
‎ ‎
على انّ اصطدام المعالجات بالتصعيد المُتبادل، يُنذر بمزيد من سواد صورة الجبل، ويحمل على الخشية من بروز ‏مضاعفات تخرج عن السيطرة، وخصوصاً انّ حادثة قبر شمون اصابت المصالحة المسيحية – الدرزية في صميمها، ‏وأظهرت انقساماً حاداً وغير مسبوق داخل الساحة الدرزية يُنذر بتوسّع الهوّة اكثر بين اطرافها، بعدما سادت لغة الدم ‏في ما بينهم، وتهدّد بوضع “البيت الواحد” على حافة تداعيات وسلبيات لا حصر لها‎.‎
‎ ‎
ومن هذه الأجواء القاتمة، تتدفق التساؤلات من كل اتجاه، عن خلفيات هذا التوتير وابعاده والمدى الذي سيبلغه، والأهم ‏عن الجهة المسببة له والمصرّة على النفخ في ناره. ولعلّ ما لفت الانتباه هو انفلات الكلام من عقاله، كما ورد على ‏ألسنة بعض المحازبين الذين تجاوزوا الدولة وهيبتها بتوجيه تهديدات مباشرة لها، وتلويحهم بأمن ذاتي. وايضاً الهجوم ‏المُستغرب على المؤسسة العسكرية ومخابرات الجيش، ومحاولة زجّها في ما وصفته مصادر سياسية “عملاً مدبّراً ‏ومخططاً له مسبقاً، بما يؤكّد وجود اصابع مخابراتية خارجية كان لها الدور الاساس في إشعال فتيل حادثة قبر شمون، ‏بهدف اشعال الفتنة‎”.‎
‎ ‎
هذه الاجواء استدعت اتصالات مكثفة سعياً لتبريدها، تولّاها بشكل مباشر رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي اتصل ‏بكل من رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، وشيخ عقل الطائفة الدرزية، والوزير صالح الغريب ‏والوزير السابق غازي العريضي‎.‎
‎ ‎
وشدّد بري خلال هذه الاتصالات على ضرورة إنهاء ما يجري، وقال: “الوقت الآن هو للاحتكام للعقل والحكمة وبذل ‏كل المستطاع من اجل الحفاظ على الوحدة والاستقرار العام، ولنا ملء الثقة بعقلاء الجبل الأشم، وليأخذ القضاء دوره ‏في التحقيق‎”.‎
‎ ‎
مجلس الدفاع
وعلى وقع التوتر الذي تنقّل امس، بين منطقة وأخرى، بعد قطع طريق صوفر – بعلشميه، والتحرّكات في قرى عاليه ‏والشحار الغربي، انعقد الإجتماع الإستثنائي للمجلس الأعلى للدفاع في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية‎.‎
‎ ‎
وفي معلومات “الجمهورية”، انّ البحث تناول تطورات اليومين الماضيين بكامل وقائعها في قرى عاليه والشحار ‏وساحل بعبدا، وما سبقها من بوادر توتر في بلدة كفرمتى مساء الخميس الماضي، وقرب كنيسة مار الياس في بحمدون ‏يوم السبت، حيث أُلقيت قنبلة صوتية في الأولى وعثر على ثانية قرب الكنيسة، ونتائج التحقيقات الأولية التي اجرتها ‏القوى الأمنية والسلطات القضائية‎.‎
‎ ‎
وتضيف المعلومات، انّ رئيس الجمهورية طلب الى الاجهزة المختصة التعاطي مع الحادث بالكثير من الجدّية ‏والصرامة وتوقيف المتسببين بالحادث والمشاركين في الإعتداء على الناس. فيما اكّد رئيس الحكومة سعد الحريري انّ ‏مسؤولية الجميع تفرض السعي الى التهدئة وضبط النفس وتقديم المعالجة السياسية اللازمة على اي خيار آخر. وأصرّ ‏على عدم إقحام الاجهزة العسكرية والامنية بالخلافات السياسية. الّا انّ الحريري عبّر عن انزعاجه من عدم تجاوب ‏القادة السياسيين المعنيين بأحداث الجبل، كاشفاً انّ احدهم قال له: “الموضوع فلت من أيدي‎”.‎
‎ ‎
وقد تقاطعت المعلومات حول وجود فعلٍ محضرٍ، وانّ ما تعرّض له موكب الوزير الغريب هو محاولة اغتيال. فطلب ‏الوزير جريصاتي خلال الاجتماع إحالة الجريمة الى المجلس العدلي، كونه توافرت فيها كل عناصر الجرم وتهدّد السلم ‏الأهلي. فكان الرأي انتظار التحقيقات خصوصاً انّ هناك تقارير شكّكت بوجود الكمين المسلح، واعتبرت انّ القتل جاء ‏نتيجة اشتباك. واللافت انّ هذه المعلومات تضمنها بيان مجلس الدفاع “بإشارته الى سقوط ضحايا واستهداف وزراء ‏ونواب في تجوالهم وتنقلهم والتعبير عن آرائهم بحرية، وقطع الطرق الداخلية والعامة‎”.‎
‎ ‎
وجاء في البيان: ” في ضوء ضرورة الحفاظ على العيش الواحد في الجبل ورفض اي شكل من اشكال العنف الدامي، ‏اتخذ المجلس قرارات حاسمة بإعادة الامن الى المنطقة التي شهدت الأحداث الدامية ومن دون إبطاء او هوادة، وتوقيف ‏جميع المطلوبين وإحالتهم الى القضاء”، على ان تتمّ التحقيقات بسرعة بإشراف القضاء المختص، وذلك وأداً للفتنة ‏وحفاظاً على هيبة الدولة وحقناً للدماء البريئة وإشاعة لاجواء الطمأنينة لدى المواطنين والمصطافين والسياح، في ظل ‏توافق سياسي يظلل الامن في كل بقعة من لبنان ويحصّنه‎”.‎
‎ ‎
اتصالات
وبعد الاجتماع، تولّى كل من الرئيس الحريري والمدير العام للامن العام الاتصالات والعمل على خط التهدئة. وفور ‏عودته من الكويت عصراً اوفد جنبلاط الوزير وائل ابو فاعور للقاء الحريري الذي التقى كذلك السفير الكويتي. في ‏هذا الوقت كان اللواء ابراهيم يتواصل مع الوزير اكرم شهيب وتمّ الاتفاق بينهما على خطوات نقلها شهيب الى جنبلاط ‏وانتظر ابراهيم الجواب عليها، وتتعلق بتسليم المتهمين كخطوة أولى على مسار معالجة الأحداث. وكان الرئيس عون ‏قد اجتمع مع ارسلان وطلب منه التهدئة، واعداً بجدّية الإجراءات والقرارات التي تمّ الاتفاق عليها‎.‎

المصدر: الجمهورية
‎ ‎

‎ ‎

‎ ‎

‎ ‎

‎ ‎

عن WB