الرئيسية / سياسة / أزمة السيولة تُثير فوضى المحطّات

أزمة السيولة تُثير فوضى المحطّات

الجمعة 27 أيلول 2019

مجلة وفاء wafaamagazine

 بدا مشهد التداعيات المتصاعدة لأزمة السيولة بالدولار الاميركي التي تتوالى فصولاً منذ فترة غير قصيرة، مرشحاً لإثارة بلبلة واسعة في عدد من القطاعات ولا سيما منها قطاع المحروقات الحيوي الذي شهد منذ مساء أمس فوضى واسعة بفعل الانقسام النقابي حيال الاضراب المفتوح. ومع ان المعطيات المتوافرة ليلاً أشارت الى ان المعالجات الجارية لمسألة تمويل استيراد المحروقات لن تكون بعيدة ولن توجب تالياً الاتجاه الى خطوات سلبية تصعيدية، شهدت ساعات الليل بدء تنفيذ الاضراب في عدد من محطات المحروقات وامتناع عدد آخر عن التزام الاضراب الامر الذي عكس الفوضى والبلبلة في هذا القطاع على خلفية تأخر ايجاد الحل لتسهيل التحويلات المالية بالدولار الاميركي.

وفي انتظار اجتماع يعتقد انه سيكون حاسماً قبل ظهر اليوم بين رئيس الوزراء سعد الحريري وممثلي قطاع المحروقات ونقاباته، تصاعدت مساء أمس التباينات بين أصحاب المحطات وموزعي المحروقات. وبعد اجتماع صاخب تخلّله خلاف في وجهات النظر بين مطالبة الاكثرية بالاضراب ورفض النقيب، أعلن نقيبا أصحاب محطات المحروقات والصهاريج الاضراب المفتوح الى أجل غير مسمّى. وبدأت مظاهر الازمة ليلاً مع تهافت ارتال السيارات الى المحطات بينما امتنع عدد منها عن بيع المادة.

ولفت نقيب اصحاب المحطات سامي البراكس الى انهم كانوا ملتزمين مع الرئيس الحريري حتى اليوم ولم يحصل أي تطوّر، فيما أكد نقيب أصحاب الصهاريج انه لم يعد في مقدورهم ان يتحمّلوا أكثر.

وخلال الاجتماع، كان هناك اقتراح بالتوقف عن بيع المازوت وشرائه وشلّ مولدات الكهرباء، فيما دعت وجهة نظر أخرى الى الاضراب الاثنين ليوم واحد.

وقد أعلنت شركات موزعي المحروقات ونقابة الصهاريج والشركات المستوردة للنفط لاحقاً عدم مشاركتها في الإضراب، فيما صرح ممثل شركات موزّعي المحروقات ومستشار نقابة أصحاب محطات الوقود فادي أبو شقرا الذي أفيد انه انسحب من الاجتماع: “اننا لسنا ملزمين ما أعلنه البراكس ولا اضراب في انتظار مبادرة الرئيس الحريري”. وأضاف: “هناك آلية تسير والرئيس الحريري متفهم للوضع واليوم الشركات ستُفتح لها اعتمادات مع المصارف ولقاء الرئيس الحريري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة كان لحل مشكلتنا”.

وفي المقابل، أكد سامي البراكس لـ”النهار” أن “الاضراب المفتوح أصبح منذ هذه اللحظة امراً واقعاً”، مطالباً الحكومة بتحديد سعر صرف الدولار. وقال: “إن أبو شقرا لا يمثل إلا نفسه، ومحطات الوقود ستلتزم الاضراب المفتوح”.

وأفادت معلومات ليلا ان الرئيس الحريري اتصل بحاكم مصرف لبنان الذي كان زار بعد الظهر السرايا واجتمع برئيس الحكومة وانهما اتفقا على آلية معينة ستبلغ اليوم الى قطاع المحروقات خلال اجتماع الحريري بممثلي القطاع.

موجة شائعات
ورافقت تهافت السيارات على المحطات موجة شائعات كاذبة عن قطع طرق، لكن غرفة التحكم المروري أكدت ان “زحمة السير في بعض المناطق سببها تهافت المواطنين على محطات الوقود اثر إعلان نقيب أصحاب محطات الوقود سامي البراكس الاضراب المفتوح”. ونفت ما تم تداوله من معلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن قطع طرق في بيروت والأشرفية والكولا وكورنيش المزرعة والزلقا، للمطالبة باسقاط الحكومة.

وفي أي حال، شهدت السرايا الحكومية أمس يوماً ماراتونياً آخر تركزت الاجتماعات خلاله على الملفات المالية والاقتصادية، فضلاً عن ملف الموازنة من خلال جلسات مجلس الوزراء المتعاقبة لانجاز اقرارها.

ورأس الرئيس الحريري أمس الاجتماع الاول للجنة الوزارية لدراسة الاصلاحات المالية والاقتصادية على المدى القصير والمتوسط والبعيد في حضور الوزراء غسان حاصباني، علي حسن خليل، محمد فنيش، منصور بطيش، وائل ابو فاعور، كميل ابو سليمان، عادل افيوني، محمد شقير وصالح الغريب. وبعد الاجتماع صرح الوزير شقير: “جرى البحث في خمس نقاط هي تجميد زيادة الرواتب، زيادة الحسومات التقاعدية، زيادة الضريبة على القيمة المضافة على الكماليات وفرض رسوم على الدخان والبنزين، ولم يتخذ أي قرار في شأن هذه النقاط بعد”.

وأفيد ان اللجنة ناقشت تجميد الأجور ثلاث سنوات وزيادة الحسومات التقاعدية وفرض رسم حد أدنى على البنزين ورفع الرسوم على التبغ. ومن المتوقع ان تعقد اللجنة اجتماعاً ثانياً يوم الاثنين المقبل.

اما مجلس الوزراء، فأنجز أمس اقرار موازنات 15 وزارة مع خفوضات في أرقامها وسيعقد جلسته المقبلة الاثنين.

عون يعود
في غضون ذلك، يعود رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم الى بيروت بعدما قدم موعد عودته من نيويورك حيث شارك في افتتاح أعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة وألقى كلمة لبنان، وقد عدل عن فكرة عقد مؤتمر صحافي أمس للحديث عن انشاء “أكاديمية الانسان للحوار والتلاقي” في لبنان.

وأوضحت المصادر المرافقة للرئيس عون ان المؤتمر الصحافي كان فكرة وقد عُدل عنها بعدما رأى رئيس الجمهورية ان الحاجة إلى الحديث عن الأكاديمية انتفت بعدما تناولها بإسهاب في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، كما في اللقاءات التي عقدها على الهامش.

وإنشاء هذه الأكاديمية كان محور لقاء رئيس الجمهورية والممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات ميغيل أنخل موراتينوس، الذي بحث معه في التعاون ووضع أسس وبرامج هذه الأكاديمية في مجالي الثقافة والتربية. وأشار الرئيس عون الى انه يجري الآن إعداد المواد الاساسية لنظام الاكاديمية وما يتصل ببرامجها التعليمية.

النهار

عن WB