الرئيسية / آخر الأخبار / دكاش إلى السياسيين في عيد القديس يوسف: حان الوقت ليستيقظ ضميركم فتحملوا مسؤولياتكم كي تنقذوا بلادنا

دكاش إلى السياسيين في عيد القديس يوسف: حان الوقت ليستيقظ ضميركم فتحملوا مسؤولياتكم كي تنقذوا بلادنا

مجلة وفاء wafaamagazine

احتفلت جامعة القديس يوسف في بيروت بعيد شفيعها في كنيسة حرم العلوم والتنكولوجيا – مار روكز – الدكوانه، حيث أحيت قداسا احتفل به رئيس الجامعة البروفسور سليم دكاش اليسوعي مع عدد من الآباء اليسوعيين، وفي مقدمهم السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزف سبيتري والرئيس الإقليمي للرهبنة اليسوعية في الشرق الأدنى والمغرب الأب مخايل زميط، إضافة إلى نواب رئيس الجامعة والمديرين والعمداء.

دكاش
بعد القداس، ألقى كلمة عنوان: “من أجل أن يعيش لبنان الغد: صمود الجامعة”، قال فيها: “لم تتردد جامعة القديس يوسف في بيروت، من خلال أسرتها التعليمية والطالبية، وكذلك من خلال مستشفى أوتيل ديو دو فرانس في أن تكون في الطليعة من أجل تقديم المساعدة لشعبنا المتضرر من جراء الأزمات والجرائم التي يرزح تحت وطأتها. واليوم، كما في الأمس، سنكون في الصفوف الأمامية من أجل التعبير عن تضامننا بالأفعال، وليس بالكلمات فقط. وواجبنا أن نكون مع شعبنا، نحن الذين دمرتنا الجريمة، ويجب أن نطالب بالحقيقة لأن الحقيقة حق من حقوق الإنسان التي لا تتزعزع. وواجبنا أن نفكر اليوم في عائلاتنا الثكلى، وكذلك في جرحى شعبنا وانهياره بسبب الجائحة، وعواقب الانفجار في مرفأ بيروت الذي يثقل ضميرنا حتى يستيقظ ويصحو، وحتى لا يغمر النسيان شهداءنا”.

وتوجه إلى السياسيين بالقول: “في بلدنا، لدى كل شاب لبناني مشروع موهبة لا ينبغي أن يضيع. في الوقت الذي يتحدث فيه العالم عن تنشئة مهارات الغد، فإن المواهب المتنوعة في الهندسة، المهندسين، والأطباء، والمحامين، والأدباء، يحرضهم سياسيو بلدنا على الفرار من بلادهم. لقد حان الوقت لكي يستيقظ ضميركم، تحملوا مسؤولياتكم كي تنقذوا بلادنا، وإلا فستعانون، كما يكرر البطريرك الراعي، حكم محكمة التاريخ”.

أضاف: “صحيح أن النظام السياسي اللبناني يجب أن يتطور، إلا أن دورنا كجامعة هو تشجيع تحول العقليات للوصول إلى إجماع بين اللبنانيين حول تشكيل لبنان الآتي. الحوار السياسي الداخلي الحقيقي والمستمر، ليس خيارا من بين العديد من الخيارات، إنه متطابق اليوم مع طبيعة وجود دول تعددية مثلِ دولة لبنان الكبير، في ضوء تنُع الجماعات وتطورها التاريخي. العجز عن إقامة حوار، يعني أن جماعة ما تسعى إلى فرض إرادتها على مجمل الوطن، أو تسعى إلى عزل نفسها عن الآخرين، وهو الأمر الذي يهدد الميثاق الوطني ووجود لبنان كقيمة مطلقة. سيتعين على هذا الحوار معالجة القضايا الشائكة، مع الحفاظ على مصلحة اللبنانيين وحدها ورفاههم ومستقبلهم”.

وتابع: “لبنان الرسالة في خطر جدي دفع البطريرك بشارة الراعي للدعوة الى عدم السكوت من أجل تحرير الدولة من كل من يشل مؤسساتها. فكيف لا نؤيد هذه الدعوة التي تؤكد استقرار لبنان وهويته، وسيادة حدوده، وتمسكه بالحرية، والمساواة والحياد بدعم الجيش اللبناني، الوحيد القادر على الدفاع عن لبنان”.

وأشار إلى أن “أي إصلاح للدولة والنظام السياسي يجب أن يوجه لبنان نحو المزيد من المواطنة والانتماء إلى الشمولية، أكثر من الانتماء إلى التفرد الذي تحتفظ به أيديولوجية أجنبية، وإلا فإن بلادنا ستبقى غير قابلة للحكم، وسيتم تسليمها مرة أخرى إلى الحرب الأهلي”، وقال: “فليسع من يطالبون بتعديلات دستورية إلى تحسين أداء دولة المواطنين وعدم توسيع سلطتهم في إدارة الدولة على حساب طرف آخر أو أي حيزآخر. نحن نرفض أي بحث عن المزيد من السلطة الممنوحة لهذا الطرف أو ذاك، مما يؤدي إلى تدمير أسس العيش معا أو الذهاب إلى لامركزية سياسية واسعة أو تقسيم البلاد”.

أضاف: “نحن نواصل النضال من أجل أن يعيد جيل جديد من السياسيين، بناء دولة لبنان الكبير”.

وتحدث عن التحديات التي تواجهها الجامعة فقال: “إن جامعتنا إنسانية ومتضامنة دائما من أجل بناء الإنسان فينا، من أجل طلابها وكل أسرتها، وإلا فلن تكون جامعة يسوعية. ونريد الآن أكثر من أي وقت مضى، وفي صميم الأزمة وتحدي هذه الأزمة، أن تستمر جامعتنا بكونها مرجعية في التميز في يما يتعلق بالتعليم الجامعي. في التصنيفات الدولية، نحن فخورون بأن يتم ذكر جامعتنا كواحدة من أفضل الجامعات في المنطقة، في مجال تنشئة الشباب الموكلين إلينا”.

أضاف: “يجب على الجامعات العالمية أن تواجه المستقبل من خلال ابتكار مصادر تمويل جديدة مثل التدريب الرقمي. لقد أغرقتنا جائحة كورونا، لا في صميم التعليم عن بعد والعمل عن بعد فحسب، ولكن في العلاقة القائمة أيضا بين القيود وفوائد العالم الافتراضي من ناحية، والوجود الحضوري من ناحية أخرى. يضعنا هذا التقرير أمام التعليم والتعلم المدمجين اللذين يفتحان الجامعة على انتقال رقمي، إلى آفاق لم تكن معروفة بالأمس، وإلى إعادة تشكيل طبيعة الحرم الجامعي الذي تمت إزاحته عن طبيعته الجغرافية والمادية. من هنا، فإن اتحاد الجامعات في لبنان ملتزم ومعني بمشاريع قوانين مثل قانون التعليم عن بعد، وضمان الجودة على المستوى الوطني. لن تسمح المؤسسة – التي تهتم بمستوى الشهادات التي يجب أن تقدمها الجامعات لتجار المعابد – بنشر الشهادات التي لا تتمتع بعمق أكاديمي مؤكد. حتى في خضم الأزمة، هدفنا أن يكون كل دبلوم قيمة مضافة لحاملها ولصورة بلدنا”.

وتابع: “ستكون جامعتنا الأساس الذي تبنى عليه المواطنة اللبنانية، أو لن تكون حقا جامعة تحترم طبيعتها، وهي التي تبغي، في قلب التعددية اللبنانية، تخطي الانكفاء الذاتي الطائفي، وتحريم استخدام الدين كأداة هلاك أو تلاعب بالمشاعر والمقدسات الخاصة بكل فرد. تعتبر التنشئة على المواطنة بالنسبة إلينا جميعا، كمعلمين وطلاب وإداريين وحتى الخريجين القدامى، جزءا لا يتجزأ من مهمة جامعة القديس يوسف”.

وأردف: “نطلق في أقرب وقت ممكن أكاديمية للتدريب على المواطنة، سيتوافر لها إطار مرجعي صارم وبرنامجها المفاهيمي والعملي المتماسك، لكنها ستستمد مقرراتها وأنشطتها بشكل أساسي، مما هو موجود بوفرة في مجال التنشئة على المواطنة داخل جامعة القديس يوسف، من طريق تسليحها بالأدوات المناسبة من أجل إدارة غير عنيفة للنزاعات. في الوقت نفسه، نحن نواصل عرض ثقافة حقوق الإنسان وواجباته والمواطنة لكل طالب من طلابنا. وإني على يقين أن هذه المبادرة ستكون قيمة مضافة لصورة الجامعة على المستويين اللبناني والدولي”.

وأشار إلى أن الجامعة “تنفذ عملية Rise to Bloom… ننمو لنزهر”، وقال: “إن الهدف منها استعادة طاقتنا التي ضربتها الأحداث بأشكال مختلفة لنوجهها نحو فرقنا التعليمية والإدارية، وكذلك الأمر، نحو طلابنا”.

أضاف: “رسالة البابا فرنسيس بسيطة: الحوار ليس تبادلا بهدف بناء توليفة عقائدية، نوعا من التسوية العقائدية غير الملائمة. هذا الحوار ضروري من أجل قبول بعضنا بعضا كمختلفين، كمتعارضين في نقاط العقيدة. لا تكفي معرفة ما هو مشترك وما هو مختلف بين الأطراف المعنية للسير في اتجاه التكامل أو في اتجاه القطيعة، فلا بد من المضي أبعد من ذلك، ومساءلة الاختلاف من أجل أن نستخلص منه ما يمكن أن يثري الطرفين، مثل مفهومي المواطنة والأخوة. صحيح أن العقيدة ليست هي نفسها: لا لدى الكاثوليك ولا لدى المسلمين، لكن قبول الاختلاف هذا، المستنير بمعرفة الآخر، هو حجر الزاوية في العيش معا والمواطنة والولاء للوطن”.

وختم: “يمكن لمسيحيي الشرق، بل عليهم أن يفخروا برؤية البابا فرنسيس يريهم طريق شهادتهم ورسالة لبنان. ألم يقل هذه الكلمات التي تحاكينا في العمق: لبنان رسالة، لبنان يعاني آلاما مبرححة، إلا أن لبنان يمثل أكثر من توازن قوى، لبنان يعاني ضعفا يسببه تنوع سياسي لم يتصالح مع نفسه، لكنه يمتلك قوة الشعب الذي تصالح مع نفسه، قوة توازي قوة أرز لبنان”.

الوكالة الوطنية للاعلام

عن Z.T