الرئيسية / آخر الأخبار / المؤتمر الأول لسبت بعلبك الثقافي حول التغيير المنشود

المؤتمر الأول لسبت بعلبك الثقافي حول التغيير المنشود

مجلة وفاء wafaamagazine

نظمت جمعية “سبت بعلبك الثقافي”، بالتعاون مع “منتدى التنمية والثقافة والحوار” مؤتمرها الأول في قاعة تموز في بعلبك، تحت عنوان “التغيير: الإشكاليات، التحديات، وسبل المعالجة”.

الرفاعي
اعتبر رئيس الجمعية علي الرفاعي أن “التغيير الذي لاح بريقا وضوءا مغريا في أفق المنطقة العربية عام 2011، ما لبث أن تحول إلى كابوس قد لا نخرج منه إلا بعد أجيال عدة، وبخسائر لا يمكن حصرها وقياسها، لأن منطق تغيير الواقع بدءا من رأس هرمه جعل الواقع يسقط على رؤوسنا، وجعل النظام ينهار بين أيدينا، فتخلخلت بذلك القوانين الناظمة التي كانت ترعى بالحد الادنى، وعلى علاتها، حياة الناس وشؤونهم اليومية وانفرط العقد الاجتماعي في غير بلد عربي إلى مكونات هوياتية بدائية كالمنطقة والقبيلة والطائفة”.

وأضاف: “إن نظرة سريعة إلى الواقع اللبناني الحالي ستضعنا مباشرة أمام عدد كبير من الانهيارات والأزمات التي تفتح لنا كل يوم طبقة جديدة من طبقات جهنم”.

وختم الرفاعي: “لا قيامة ترجى لوطن حقيقي على هذه البقعة من الجغرافيا الساخنة، إلا بالعودة إلى الأفكار المؤسسة وبإعادة إنتاج المفاهيم ضمن مسار طويل من البناء الفردي كمقدمة للبناء المجتمعي، و لهذا المسار باب واحد هو الفكر. فلنجعل معا من هذا المؤتمر مساحة للتفاعل والتلاقح الفكري علنا نحدث ثقبا في الجدار”.

المحور الأول
وترأست الجلسة الأولى للمؤتمر بتول سليمان، مشيرة إلى أن “المحور الأول تحت عنوان: قراءة في المشهد الاجتماعي الثقافي على صعيد الوطن، ويتناول موقع النخب وعلاقتها بالجماهير، وإشكالية خلق الدافعية والاستقطاب”.

علوه
وتحدثت رئيسة قسم الصحافة في المفكرة القانونية سعدى علوه، فرأت أن “التغيير لا يكون إلا انطلاقا من عند الناس، وأسمى العلوم الإنسانية والاجتماعية كانت تمارس في الجامعة الوطنية، فالجامعة اللبنانية كانت ولادة للحركة الطلابية والنقابات وللحركة السياسية، وكانت الأحزاب التقدمية تناضل من أجل التغيير، لأنها لم تكن آنذاك ممسكة بالسلطة، وبعد اتفاق الطائف أمسك أمراء الحرب بالدولة ومؤسساتها طيلة 30 سنة، ضمن هذا النظام الطائفي التحاصصي، وعملوا على تدمير ممنهج للدولة وللتعليم الرسمي، لصالح مجارس الأحزاب والطوائف التي لا تبني دولة”.

وقالت: “نرى اليوم كيف امتصت أحزاب السلطة مقدرات الوطن، وتآكلت المؤسسات بشكل ممنهج، حتى وصلنا إلى حالة الأنهيار، وباتت نسبة البطالة في البلد تفوق 60 %، وراتب الأستاذ الجامعي بعد انهيار قيمة العملة الوطنية أصبح يعادل ما تتقاضاه العاملة المنزلية، من هنا نلاحظ هجرة حوالي 25 % من كفاءات الجامعة اللبنانية. طريقنا صعبة وطويلة، ولكن علينا العمل الجاد لكي نسترد المدرسة الرسمية والجامعة الوطنية والنقابات، ولا مجال للتغيير بدون أحزاب ونقابات تغييرية”.

ورأت علوه أن “الأمل ضئيل بأن تحدث الانتخابات النبابية المقبلة أي تغيير يعتد به، لذا يجب أن نبني على المرحلة التي تلي الاستحقاق الانتخابي القادم”.

صلح
وأكد الشاعر مصطفى صلح الذي ترأس الجلستين الثانية والثالثة، أن “للإعلام قدرة تأثير كبيرة على حياة الناس وأفكارهم، وتحتل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة ومواقع التواصل الاجتماعي مكانة أساسية في صناعة الوعي الفردي والمجتمعي، وكذلك تساهم هيئات المجتمع المدني في تحريك الوعي باتجاه التغيير المنشود”.

غصن
بدوره اعتبر الإعلامي جاد غصن أن “وسائل الإعلام إما مملوكة من جهات سياسية أو يملكها أصحاب رؤوس الأموال، فلا يوجد وسائل إعلام حيادية بكل ما تعني الكلمة”.

وأكد أن “النقابة تشكل حاجة للصحافي لحماية نفسه تجاه مؤسسته، وغالبية محطات التلفزة هي محطات تجارية”.

وأكد غصن أن “الإعلام البديل يعطي هامشا أوسع من الحرية للصحافي”.

سليمان
ورأى المحامي الشريف سليمان أن “لا تغيير بدون مجتمع مدني يضم شبابا بهذه الروحية والإنتماء الوطني، وهذا المؤتمر الأول حيوي لصناعة الفضاء الفكري التنظيري، والتغيير ليس لحظة أو مجرد قرار يتخذ، وإنما هو مسار ونهج”.

وأضاف: “بدأ الحراك المدني بعصره الحديث عام 2011 تحت شعار الشعب يريد إسقاط النظام الطائفي، وعام 2015 شارك حوالي 100 ألف خلال التحرك لمواجهة الفساد وأزمة النفايات، وفي حراك تشرين الأول 2019 نزل مئات الآلاف إلى الشارع، أي أننا في حالة تقدم وتطور وتراكم، وخلال السنوات العشر السابقة هناك تبدلات كبرى في تكوين البنية المجتمعية، نشأت في هذا الخضم طفرة قيمية جديدة سوف تؤدي إلى تغيير حتمي”.

عن Z.T