الرئيسية / آخر الأخبار / الانتخابات بعيون إيرانية: خَراج الرابحين عندنا!

الانتخابات بعيون إيرانية: خَراج الرابحين عندنا!

مجلة وفاء wafaamagazine

طهران | حتّى الآن، لم تعبّر السلطات الإيرانية عن موقف رسمي من نتائج الانتخابات العراقية، باستثناء ما جاء على لسان وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، الذي هنّأ، في رسالة وجّهها إلى نظيره العراقي، فؤاد حسين، بـ«نجاح الانتخابات البرلمانية في العراق كرمز لمكانة الديموقراطية فيه»، معرباً عن أمله في أن «يقود توافق وتلاحم الشعب وممثّليهم المنتخَبين، وكذلك تشكيل حكومة جديدة في العراق، إلى تحقيق الاستقرار والازدهار». في المقابل، كانت للأوساط السياسية والإعلامية الإيرانية قراءات متباينة لما تمخّضت عنه الانتخابات من نتائج؛ فبينما أبرز بعضها انخفاض نسبة المشاركة فيها، سلّطت أخرى الضوء على ما عدّته ضرراً لحق بالمجموعات الحليفة لطهران، بالتالي بنفوذ الأخيرة الإقليمي. لكن قسماً ثالثاً ركّز على معارَضة جزء كبير من الفائزين للوجود الأميركي، بالتالي فإن «ذلك يشكّل ربحاً بالنسبة إلى محور المقاومة».

المقاطعة… الرابح الرئيس
أكثر من أيّ شيء آخر، أبرزت الصحف الإصلاحية المشاركة المتدنّية في الانتخابات النيابية العراقية، معتبرة إيّاها مؤشّراً إلى ارتفاع منسوب التذمّر في الأوساط الشعبية. ويبدو أن تلك الصحف، التي تنتقد حكومة إبراهيم رئيسي، تحاول من خلال التركيز على مسألة المشاركة، إظهار أوجه الشبه بين الانتخابات التشريعية العراقية، والانتخابات الرئاسية الإيرانية، التي أجريت في حزيران الماضي، والتي سجّلت نسبة مشاركة جماهيرية هي الأدنى منذ الثورة. وعلى هذه الخلفية، رأت صحيفة «اعتماد» أن «المقاطعة» هي «الرابح الرئيس» في الانتخابات العراقية، مشيرة إلى أن مشاركة 41 في المئة من الناخبين تُعدّ مؤشراً إلى أن «الكثير من أفراد الشعب العراقي خاب أملهم من فعالية النظام الديموقراطي لبلادهم»، وأن «مشاركتهم من عدمها في الاقتراع، ليس لها أثر مصيري في تقرير مصيرهم».

تراجع حلفاء إيران
من جهتها، تطرّقت صحف أخرى إلى تراجع مكانة الأحزاب والتحالفات القريبة من طهران، باعتبار ذلك مضرّاً بـ«النفوذ الإقليمي الإيراني». وكتبت صحيفة «جهان صنعت» أن «النتائج التي أُعلنت، حتّى الآن، لا تلبّي طموحات إيران – أو على الأقلّ ذلك الجناح الذي يعير أهمية للنفوذ الإقليمي». وأضافت: «لقد ازدادت قوّة الناقدين لإيران ثقلاً، في الوقت الحاضر، ومالت كفّة الميزان لمصلحتهم، بيد أن موضوع النفوذ الإيراني في العراق، يرتبط بعشرات القضايا الأخرى». وفي هذا المجال، أوضحت أن «موضوع العلاقات بين إيران وأميركا، والعلاقات بين إيران والسعودية، ووضع الاتفاق النووي، وموضوع اليمن… كلّها قضايا لها وقعُها في هذا الخصوص، وطالما لم تسوَّ، فإنّ الطرف الآخر يسعى إلى محاصرتنا من كلّ الجهات».
کانت للأوساط السياسية والإعلامية الإيرانية قراءات متباينة لنتائج الانتخابات العراقية

وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة «ابتكار» الإصلاحية أن «نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية أطلقت هذا التحذير لإيران، من أن الأوضاع لدى الجارة الجنوبية الغربية ستكون أكثر ارتباكاً ممّا هي عليه الآن»، معتبرةً أن «المشاركة الضئيلة للعراقيين في انتخابات الأحد الماضي ونتائجها، لا يمكن لها أن تُفضي إلى تشكيل حكومة قوية ومعتمدة في هذا البلد، أو رسم أفق جليّ وباعث على الأمل». وتابعت الصحيفة أن «ارتباك العراق الذي وضع أكثر من السابق، زمام المبادرة بيد تيار (التيار الصدري) يُشكَّ في أصالته في حفظ استقلاله النظري، وكذلك توجّهه الوصولي في التجاذبات والتواطؤات السياسية، والذي رسمت عنه دائماً صورة يكتنفها الغموض وغير قابلة للتكهّن، يمكن أن يحمل رسالة تحذيرية أخرى لإيران، التي تواجه اليوم جيراناً غير مستقرّين».

فوز المناهضين لأميركا
في مقابل ذلك، حاولت معظم الصحف الرسمية والحكومية إظهار انتخابات العراق، على أنها شكل من أشكال فوز «الإسلاميين الشيعة»، وفي اتجاه الهدف الاستراتيجي المتمثّل في «طرد القوات العسكرية الأميركية من العراق». واعتبرت صحيفة «كيهان»، القريبة من مكتب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، أن هذا الفوز يمثّل إحدى النقاط المهمّة للانتخابات العراقية، واضعة «المجموعات الشيعية» على اختلاف رؤاها وتوجّهاتها، في جبهة واحدة. وأشارت الصحيفة إلى أن «أحد الخطوط الخاصّة التي كانت أميركا والحكومة السعودية تتابعانها، هو شطب الإسلاميين الشيعة من الدورة السياسية في العراق»، مضيفة أن «الأرقام الأوّلية التي أعلنتها المفوضية العليا للانتخابات، تُظهر أنّ غالبية مقاعد الشيعة ذهبت إلى الإسلاميين».
أمّا «هيئة الإذاعة والتلفزيون» الرسمية الإيرانية، فقد اعتبرت، في مقال نشرته على موقعها الإلكتروني، نتائج الانتخابات العراقية «هزيمة للمشروع الأميركي – البريطاني – السعودي – الصهيوني، الرامي إلى دقّ إسفين بين الشيعة وغير الشيعة وبين التيارات الإسلامية وغير الإسلامية». ورأت أن «التيارات والمجموعات التي فازت في الانتخابات العراقية، ترفع شعار الوحدة الوطنية ومواجهة المحتلّين الغزاة؛ فقد حصلت المجموعات الإسلامية الشيعية، بما فيها التيار الصدري ودولة القانون والفتح وتحالف قوى الدولة الوطنية (عمار الحكيم) وحركة حقوق (حسين مونس) وتحالف العقد الوطني (فالح الفياض)، على معظم الأصوات، وبوسعها تشكيل الحكومة العتيدة في العراق، على اعتبار أن هذه المجموعات، تشكّل أكبر كتلة برلمانية، أو من خلال التحالف مع التيارات الأخرى».

احتمالات التزوير
وعلى الجانب الآخر، أبرزت بعض الصحف الإيرانية موضوع التزوير، انسجاماً مع مواقف قادة «الحشد الشعبي» (تحالف الفتح). وأثارت صحيفة «جوان»، القريبة من «الحرس الثوري»، بشكل صريح، مزاعم حدوث تزوير في الانتخابات العراقية، وكتبت أن «الصورة العامّة، هي أنّه سيتمّ، في ظلّ إيجاد تغييرات غير طبيعية في نسبة مقاعد الحزب الديموقراطي الكردستاني (بارزاني)، وسائرون (الصدر)، وحزب تقدم (الحلبوسي)، تشكيل المثلّث الذي تنشده أميركا، بهدف إيجاد الهوّة وزرع الفتنة واستمرار الظروف العصيبة الماضية وحكومة غير فاعلة، توفّر فرصة ذهبية لأميركا للبقاء في قاعدة دهوك الجديدة، بدلاً من عين الأسد، والبدء بخطّة تقسيم كردي في شمال العراق وسوريا». وأضافت: «لذلك، لا يجب تجاهل الحقّ القانوني للبتّ في الطعون، وعلى الأرجح بشكل جاد، حصول تزوير وتلاعب في النتائج».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الاخبار

عن Z H