الرئيسية / آخر الأخبار / دفعة «الشؤون الاجتماعية» للفقراء: أن تُفطر على بصلة

دفعة «الشؤون الاجتماعية» للفقراء: أن تُفطر على بصلة

مجلة وفاء wafaamagazine

يشبه الأمر «أن تصوم دهراً ثمّ تُفطر على بصلة»؛ يقول أبو محمد وهو واحدٌ من الفقراء المستفيدين من شيكات الشؤون الاجتماعية، مُعلّقاً على الأنباء المتداولة عن صرف دفعة نقدية موحّدة قبل عيد الأضحى قيمتها 400 شيكل فقط. ويضيف في حديثه إلى «الأخبار»: «لم نتقاضَ أيّاً من مستحقّاتنا منذ 20 شهراً، كنّا نتوقّع أن يصرفوا لنا خمس دفعات نقدية في شهر واحد، هل نكافَأ على صبرنا بمبلغ كهذا؟».

وكان وزير الشؤون الاجتماعية، أحمد مجدلاني، قد أعلن، مساء الإثنين، عن صرف دفعة من مستحقّات «الشؤون» قبيل العيد. وتزامنت تصريحاته هذه مع قرار وزارة المالية تحويل مبلغ 35 مليون شيكل لمصلحة مخصّصات «الشؤون». ووفقاً لمصدر مطّلع في الوزارة تحدّث إلى وكالة «صفا» المحلّية، فستَصرف «الشؤون» مبلغ الـ400 شيكل لكلّ الشرائح المنتفعة من برنامجها، على أن لا تُحسب تلك الأموال من الدفعة المقرَّر صرفها عند تسلّم السلطة الحوالة المالية من قِبل الاتحاد الأوروبي نهاية الشهر الجاري. وسبق للمتحدّث باسم بعثة الاتحاد الأوروبي في فلسطين، شادي عثمان، أن أكد أنه سيتمّ صرف مخصّصات الشؤون الاجتماعية في غضون شهر ونصف شهر تقريباً. وقال عثمان إن «صرف الشؤون يأتي في إطار المساعدات المالية المُقدَّمة من الاتحاد الأوروبي للسلطة الفلسطينية، والبالغة قيمتها 225 مليون يورو، بعد توقّف صرفها لأكثر من عام ونصف عام».
ad

ومع انتهاء شهر حزيران الماضي، مضى على وقف صرف مخصّصات الشؤون الاجتماعية 20 شهراً، في وقت يستفيد منها في قطاع غزة نحو 650 ألف شخص مع عوائلهم. وبدأت معاناة الأسر الأشدّ فقراً منذ قرابة 5 سنوات، حينما شرعت الحكومة في تقليص عدد الدفعات من 4 سنوياً إلى ثلاث، ثمّ إلى دفعتَين قبل القطع النهائي أواخر عام 2020. ووفق وزارة التنمية في رام الله، يستفيد نحو 70 ألف أسرة من شيكات الشؤون الاجتماعية في الضفة المحتلة وقطاع غزة.

خطوة مثيرة للشكوك
لا يبدي كثير من مستفيدي «الشؤون» ارتياحاً لخطوة الحكومة؛ بالنظر إلى أن السلوك الحكومي على مدار عامَين من الأزمة كان «فظّاً وقاسياً»، كما يقول الحقوقي، محمود ناصر، لـ«الأخبار»، لافتاً إلى أن «الوزارة ممثَّلة بشخص الوزير أحمد مجدلاني، قابلت احتجاجات الفقراء ومطالبتهم بحقوقهم، بسلوك تنوَّع بين التجاهل، أو التذرّع بأزمة السلطة المالية للتهرُّب من تقديم أيّ حلول حتى ولو جزئية، ووصل السلوك الوزاري في بعض الأحيان إلى مهاجمة الفقراء، إذ زعم مجدلاني في وقت سابق، أن منتفعي الشؤون يدّعون الفقر، وأن الكثير منهم لهم أملاك وأبنية (…). وحين طاول الحديث الامتيازات التي يحصل عليها هو من عمله، أو مبلغ راتبه الذي يؤمّن أكثر من 30 أسرة فقيرة، خرج من اتّزانه الرسمي مخاطباً الفقراء بقوله: كفاكم تسوّلاً».


رواتب «الشؤون» تتفاوت تبعاً لمستوى الفقر وعدد أفراد الأسرة

كلّ ما سبق يفتح المجال للتساؤل عن توقيت «الكرم الحكومي المفاجئ». وهنا، يجيب صبحي المغربي، وهو المتحدّث باسم «اللجنة العليا للمطالبة بحقوق فقراء الشؤون الاجتماعية»، في حديثه إلى «الأخبار»، بأن ما «أُعلن عنه – إن صدق القول – معيب ومهين للفقراء الذين قاسوا الفقر والديون والطرد من البيوت التي يستأجرونها مدّة عامين»، مضيفاً أن «مبلغاً زهيداً كهذا، يأتي في الوقت الذي ينتظر فيه الفقراء انفراجة كبيرة يأملون من خلالها الحصول على دفعة لا بأس بها من مستحقّاتهم المتراكمة (…) تحيط بهذه الخطوة علامات استفهام كبيرة». ويتساءل المغربي: «لماذا لم تقدّم السلطة بادرة كهذه منذ عام 2017 حتى عام 2022، على رغم أنها تتحمّل مسؤولية صرف 60% من مجمل مستحقّات الشؤون من خلال موازنتها العامة، ويتكفّل الاتحاد الأوروبي بـ40% فقط؟»، مُقدِّراً أن «السلطة تمهّد لأكبر تقليص ممكن في ملفّ فقراء الشؤون»، موضحاً أنه «من المتوقّع أن تَعتبر هذا المبلغ الموحّد والمقلّص، دفعة من بين 7 دفعات يدين بها منتفعو الشؤون للوزارة»، علماً أن رواتب «الشؤون» تتفاوت تبعاً لمستوى الفقر وعدد أفراد الأسرة، وتبدأ من 700 شيكل كحدٍّ أدنى، وتصل في بعض الأحيان إلى 2500 شيكل، ومن المفترض أن تُصرف مرّة واحدة كلّ ثلاثة أشهر. ويختم المغربي بأنه «إذا سلّمنا جدلاً بأنها مساعدة، فسنكون في القريب العاجل أمام مفاجأة صادمة، باعتبارها راتباً سيُخصم من المستحقّات المتراكمة، ما يعني أن السلطة ستقضم مبلغاً هائلاً في دفعة واحدة، هو الفارق بين الحالات المستفيدة».

 

 

 

 

الأخبار

عن Z H