
مجلة وفاء wafaamagazine
أحيت منفذية بعلبك في الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى أنطون سعاده باحتفال خطابيّ أقيم في قاعة تموز في بعلبك، بحضور نائب رئيس الحزب ووفد مركزيّ، النائب ملحم الحجيري، نائب رئيس المكتب السياسي في حركة “أمل” الشيخ حسن المصري، عضو منطقة البقاع في “حزب الله” حسين نصرالله وممثلي الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفصائل الفلسطينية وفاعليات وحشد من القوميين والمواطنين.
استهلّ الاحتفال بالنشيدين الحزبي واللبناني ثم عرض فيلم يوثّق مشاهد “عودة الزعيم من مغتربه القسري”.
عرّف الاحتفال يوسف برو، وألقى منفذ عام بعلبك حسين الحاج حسن كلمة المنفذيّة، وقال: “نحن أبناء المدرسة العقائديّة التي علّمتنا بأن حياتنا كلّها وقفة عزّ فقط وليس لنا خيار إلا خيار المقاومة، المقاومة التي أسّسها سعاده منذ العام 1932 وتكاملنا بها مع أبناء أمتنا الذين خطّوا بدماء الشهداء حبر التاريخ والحاضر والمستقبل”.
“حزب الله”
وألقى عضو قيادة منطقة البقاع حسين نصرالله كلمة “الحزب” وقال: “المقاومة قدّمت أغلى ما تملك في سبيل التحرير، ومجزرة البايجر تشهد على حجم التضحيات. سلاح المقاومة يجب أن يبقى، فهو لتحرير الأرض ولصون السيادة والكرامة، أما إسرائيل فهي التي يجب أن تزول من الوجود، كما قال الإمام الخميني، لأنها “شر مطلق” كما وصفها الإمام المغيب موسى الصدر. والزعيم أنطون سعاده الذي نحتفي اليوم بذكرى استشهاده، قال الصراع بيننا وبين الصهاينة ليس صراع حدود بل هو صراع وجود.. وعليه فإن خيار المقاومة خيار حتميّ حتى زوال إسرائيل من الوجود”.
وتابع: “العدو لا يفهم إلا لغة القوة ومواجهة هذا العدو واجب الوجوب، ونحن مع كل قوى المقاومة وعلى امتداد الجبهات مستعدّون لكل الاحتمالات، وعلى أعلى درجات الجهوزية والقوة لصدّ كل أشكال العدوان سواء من الجنوب أو الشرق أو الشمال. السلاح باقٍ بأيدينا حتى انسحاب الإسرائيلي من كامل تراب الجنوب، وحتى زوال خطره، ومن يطالب بنزع هذا السلاح، عليه أن يراجع حساباته، خصوصاً في ظل المجازر التي يرتكبها الإرهاب التكفيري. إن سلاح المقاومة لم يوجه الى الداخل، بل يوجه فقط لمقاومة الاحتلال والإرهاب”.
وتحدث عن “لقاءات مشبوهة تعقد، ومنها لقاء بروكسل قبل أيام، والذي يؤشر إلى تمهيد لعلاقات تطبيع تحت الطاولة، وهذا ما يدعونا للتنبيه، بأن من يظن أنه على أعتاب 17 أيار جديد هو واهم، فنحن لا نزال نمتلك كل عناصر القوة والنصر آت”.
وختم: “نحن حرصاء على السلم الأهلي والوحدة الوطنية، ومن هذا الموقع ندعو الدولة بكل مؤسساتها الى خطوات حاسمة لوقف التحريض من بعض المؤسسات الإعلامية ووأد أي تحرك مشبوهة”.
الحجيري
وألقى النائب ملحم الحجيري كلمة تحدّث فيها عن “اغتيال أنطون سعاده برصاصات الغدر والخيانة التي هي نتاج مؤامرة سايكس بيكو التقسيمية، مؤكداً أن فكر سعاده سلاح لجيش كبير من المثقفين والمناضلين والمقاومين”.
وقال: “نحيي ذكرى استشهاد سعاده في ظل هجمة أميركية ـ صهيونية ـ غربية منسّقة وشاملة مع عرب الخيانة، وحروب إبادة “إسرائيلية” وفتن طائفية ومذهبية، حيث نعيش أخطر مراحل تاريخنا على الإطلاق في ظل السعي المحموم لتغيير وجه منطقتنا وإقامة شرق أوسط جديد تقوده أميركا وإسرائيل”.
وأعتبر أن “ما يجري من صراع دولي في المشرق العربي هو حرب عالمية مصغرة، تهدف الى رسم الجغرافيا السياسية والديموغرافية لمنطقتنا من خلال تمزيق كياناتها ومجتمعاتها، وأدان العدوان الصهيوني على دمشق والأراضي السورية ومعلناً الوقوف إلى جانب الشعب السوري ورفض ما تقوم به المجموعات الإرهابية والتكفيرية من ممارسات تكرّس الانقسامات وتحقق أهداف العدو”. وقال: “نحن باقون وصامدون ضد الدعوات المشبوهة المطالبة بنزع سلاح المقاومة، متوجّهاً بالتحية الى الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي كان شريكاً في المواجهة”.
وتوجّه الى “المتآمرين على قوة لبنان”: “ابنوا الدولة القادرة القوية، بدل دولة المزرعة، وسلحوا الجيش اللبناني، قبل أن تسألونا عن نزع السلاح واحتكار الدولة له واحتكارها قرار الحرب والسلم، فالعدوان لا يواجه بالدبلوماسية ولا بالنحيب بل بالمقاومة”.
وختم: “السيادة الوطنية ليست شعاراً كلامياً إنما فعل يُمارس من خلال رفض الخنوع والاستسلام، وذلك يكون بحماية المقاومة وسلاحها الذي هو الضمانة الوحيدة لمواجهة مشروع العدو الأميركي ـ الصهيوني”.
“أمل”
وألقى كلمة “أمل” نائب رئيس المكتب السياسي الشيخ حسن المصري، وقال: “أنطون سعاده، اليوم نستحضره وهو الذي لم يغب في المشروع الذي نلتزم به في مدرسة الإمام القائد السيد موسى الصدر، بمحاربة المشروع الصهيوني الذي يتمدد ليطبق على كل البلاد العربية ليصل خطره الى الجمهورية الإسلامية في إيران. نستحضره وإمامنا في عزم المقاومين والمجاهدين في المشروع الإصلاحي لبناء لبنان خارج قيود الطائفية وأغلالها، وبناء الدولة القوية والعزيزة، والتي نحافظ على سيادتها بحراً وجواً وأرضاً، ونحمي نظام مصالحها وشعبها عبر الحفاظ على عوامل قوتها في الجيش القوي والمقاومة الباسلة ووحدة الشعب، وعدم التفريط بأي عنصر وعناصر قوة لبنان، وعدم الرضوخ لإملاءات العدو وداعميه”.
أضاف: “في هذا اليوم نؤكد على أن الأوطان تُبنى بالعزم والوحدة وبقيادات رؤيوية طموحة وشجاعة تتجاوز صراع الزواريب وترتقي بأدائها إلى مستوى التحديات الوطنية، وتضع حداً لأي تدخل أجنبي بشؤوننا وشؤون بلدنا. كما تعامل حدودها وأطرافها كالمركزيّ منها والقلب، وعليه إن إعادة إعمار ما هدمته آلة الحرب الصهيونيّة المجرمة في الجنوب والبقاع والضاحية وبيروت وجبل لبنان والشمال، ليس منّة أو أعطية من أحد، بل هو واجب الدولة تجاه شعبها ومواطنيها الذين محضوها الثقة ربطاً بضرورة اتخاذ كل الإجراءات والخطوات التي تُلزم العدو بوقف إطلاق النار والانسحاب من كل أراضينا المحتلة. لأن دولة تمتلك جيشاً وشعباً مقاوماً وبعداً استراتيجياً يجب أن لا تتوانى عن كل خطوة ترغم هذا العدو على القيام بانسحابه من كل أراضينا المحتلة وعدم خرق أجوائنا وبحرنا وبرنا، والاعتداء على الآمنين من أهلنا في قراهم وبيوتهم”.
وتابع: “إننا في يوم استشهاد المعلم، نتطلع الى موقف لبناني موحّد من كل أبناء الوطن بوجه كل التهويلات التي تتقاطر علينا من كل اتجاه عبر موفدين ومراسلين للتخلي عن مصدر قوتنا وعزتنا وانتمائنا الوطني، وعن كل إيماننا بقضايا أمتنا وفي طليعتها قضية فلسطين. إن تكالب الأمم من كل اتجاه على ذبح الشعب الفلسطيني لتصبح فلسطين منسية في قاموس الأمتين العربية والإسلامية، وشعبها الذي يُجزّر به على أيدي قتلة الأنبياء الصهاينة الطغاة، ولا من رادع حتى على المستوى الإنساني من ذبح أطفال ونساء وشيوخ.
هذا التهويل الذي يأتينا من خلف البحار، والذي يطال شعبنا في لبنان لن يصل إلى قلوبنا منه خوف ولا رعب ولا استسلام”.
وختم: ” في يوم سعاده، تعالوا لنعود إليه لبناء المجتمعات على أساس الانتماء الوطني وروابط الحياة والدولة المجتمعيّة الواحدة، ونقطع الطريق على انبعاث مشاريع القتل والتكفير والإلغاء. هذه البلاد إن كانت تمتلك ما يميزها، فالفضل للتنوّع والغنى الثقافي والحضاري الذي شعّت أنواره منذ آلاف السنين على هذه الرباع، ولتكن ذكراه باعثاً ومحرّضاً من أجل وحدة الحزب الذي قال في إنه باقٍ”.
القومي
وألقى نائب رئيس القومي وائل الحسنية كلمة حيّا في مستهلها الحضور وقال: “أنطون سعادة لم يكن صاحب فكر وواضع عقيدة فحسب، بل أطلق مقاومة فعليّة لمواجهة اليهود على أرض فلسطين”.
أضاف: “أمتنا تمرّ في أصعب مراحلها، فالكيان الصهيوني المصطنع يواصل عدوانه لتصفية المسألة الفلسطينية والمقاومة في أمتنا والقضاء على وجودنا، وبعض العرب يلهثون للارتماء في أحضان مغتصبي فلسطين والتطبيع معهم. وفي الشام، تلك التي قالو انها ثورة، تأكل بعضها ونفسها نتيجة تعدد فصائلها المتعدّدة الجنسيات، في وقت وسّع العدو الصهيوني احتلاله حتى تخوم دمشق، واستغلّ الفظائع والمجازر بحق بعض الشرائح السورية ليزعم الدفاع عنها، لكنّه في الحقيقة يبث الفتنة وينشر سموم التنابذ ويحرّض على الاقتتال بين السوريين ليضاعف المآسي والويلات ويفتت عرى الوحدة بين السوريين”.
ودعا الى “تضامن السوريين ووحدتهم في مواجهة التحديات”.
ورأى أن “همّ الأميركي ليس حصرية السلاح بيد الدولة، بل تجريد لبنان من عناصر قوته بوجه إسرائيل”. ورأى أن “الحل الوحيد هو بتسليح الجيش اللبناني بأحدث أنواع الأسلحة، بما يطمئن المواطن إلى حياته، وأرزاقه، وكرامته. والمطلوب اليوم، هو إعادة إعمار ما تهدّم في جنوب لبنان وكل المناطق، وإصلاح البنى التحتية، واستراتيجية دفاعية وطنية تحمي لبنان، وحينها يمكن النقاش في موضوع السلاح”.
ونوه برئيس الجمهورية جوزف عون “وعدم إنصاته لأبواق الفتنة التي تريد جرّ الجيش لصدام مع جزء من أبناء هذا الشعب. وحيّا الجيش اللبناني والقوى الأمنية على دورهم في مكافحة شبكات الجريمة، كخطوة استباقيّة لحماية الأمن والاستقرار. وحيا “المقاومين الأبطال، الجرحى والشهداء”.
واختتم الاحتفال بتحية إلى الأسير المحرر جورج إبراهيم عبدالله.