الرئيسية / سياسة / ساعات حكومية حاسمة على وقع هدير الشارع… التشكيلة باتت جاهزة والانظار الى اجتماع عين التينة

ساعات حكومية حاسمة على وقع هدير الشارع… التشكيلة باتت جاهزة والانظار الى اجتماع عين التينة

مجلة وفاء wafaamagazine

حبس أنفاس يسيطر على الساحة الداخلية اللبنانية بانتظار ما قد تحمله الساعات القليلة المقبلة من لقاءات واتصالات متعلقة بالملف الحكومي، لا سيما اللقاء الذي من المرتقب أن يجمع رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف تشكيل الحكومة حسان دياب ظهر اليوم في عين التينة، والذي من المتوقع أن يخرج منه الدخان الأبيض ايذاناً بالاتفاق على التشكيلة الحكومية.

وسط هذه الأجواء، تتجه الانظار ابتداء من عصر اليوم الى طبيعة التحركات الجديدة التي قد تطلقها الانتفاضة في ظل الاتجاهات المنتظرة لبت استحقاق تأليف الحكومة، علماً ان الانتفاضة كانت حددت مهلة 48 ساعة للرئيس المكلف حسان دياب تنتهي بعد ظهر اليوم لانجاز تشكيلة حكومة اختصاصيين مستقلين والا الاعتذار.

اجتماع عين التينة المفصلي
اذاً، يخضع الرئيس المكلف اليوم لامتحان اللمسات الأخيرة على “وليمة” الحصص والحقائب التي يقيمها بري له، وفي ضوء نتيجة الامتحان يتلمّس دياب صدور “مراسيم عين التينة” وإعطاءه الضوء الأخضر لولادة حكومته إيذاناً بصعوده بعدها إلى قصر بعبدا لوضع رئيس الجمهورية في محصلة اتفاقه مع بري وجدولة عملية الإعلان عن التشكيلة الحكومية العتيدة.

وبحسب المعلومات لـ”نداء الوطن”، فإنّ بري وبعدما كان طيلة الأسبوع الماضي يرجئ مسألة تحديد موعد لدياب، عاد فدعاه إلى مأدبة غداء اليوم للتداول في مستجدات الصيغة الحكومية المرتقبة، على أن يحاول رئيس المجلس إقناع الرئيس المكلف بتوسيع التشكيلة إلى 24 وزيراً “لضرورات تمثيلية”، غير أنّ مصادر مطلعة أكدت أنّ هذه المحاولة في حال تعثرها لن تؤدي إلى الإطاحة بالحكومة بعد الاتفاق على معظم الخطوط العريضة لولادتها لا سيما مع باسيل الذي سينال “حصة الأسد” فيها فضلاً عن نجاحه في إخضاع دياب لشرط استبعاد دميانوس قطار عن حقيبة الخارجية إلى وزارة العمل باعتبارها لا تمسّ بحصة “التيار الوطني” في التركيبة التحاصصية.

وإذا صدقت النيّات، فإن ملف تأليف الحكومة دخل مراحله الأخيرة، على ان إعلان التشكيلة بات أقرب من أي وقت، وهو منتظر بعد الاتفاق على بعض التفاصيل في اللقاء المرتقب اليوم، على غداء عين التينة، وهذا ما اختصرته مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة لـ”اللواء” متحدثة عن ان هذا اللقاء قد يُشكّل مفصلاً اساسياً في المراحل المقبلة.

واشارت المصادر الى ان الرئيس بري سيسعى مع الاطراف السياسية من اجل تذليل كل العقبات وتسهيل وتسريع تشكيل الحكومة، خاصة بعد التوافق على توزيع الحقائب السيادية الاربع. فإذا انتهى الاتفاق اليوم قد تصدر مراسيم التشكيل الجمعة، مع تعهد بإقرار البيان الوزاري بسرعة لتمثل الحكومة امام المجلس لنيل الثقة بأقرب فرصة، وربما قبل موعد جلسة الموازنة التي حددها الرئيس برّي يومي الأربعاء والخميس في 22 و23 كانون الثاني الحالي.

حزب الله يضغط
في غضون ذلك، لخصت الاوساط القريبة من طبخة تشكيلة حكومة دياب المعادلة السياسية التي أدت الى تقدم عملية انضاج الولادة الحكومية بالآتي: “حزب الله” ضغط لتعويم تكليف دياب والرئيس نبيه بري تحرك في هذا الاتجاه والوزير جبران باسيل “كوع” عن موقف سلبي كان يزمع اتخاذه ولكنه سيخرج بحصة وازنة جدا لتياره في الحكومة، والرئيس المكلف دياب رضخ لتعديل عدد من الاسماء. ولن يكون الحزب التقدمي الاشتراكي ممثلا فيهاً.

وأشاعت مصادر قيادية في 8 آذار لـ”نداء الوطن” اجواء إيجابية تؤكد دخول مفاوضات التأليف ربع ساعتها الأخير، مؤكدةً أنّ “حزب الله” لعب دوراً محورياً في تذليل عقبات التأليف من خلال دفعه باتجاه زيارة باسيل “عين التينة” للاتفاق مع بري على وقف التصعيد وتهيئة الأرضية لتشكيل الحكومة في أقرب وقت، وصرف النظر عن إعلان رئيس “التيار الوطني” مسألة المقاطعة الحكومية، وفي هذا السياق تنقل المصادر عن بري قوله خلال اللقاء لباسيل: “إنتو شو عم تعملوا؟ لا يمكن لفريق رئيس الجمهورية الوقوف في صفوف المعارضة وعدم المشاركة في حكومة دياب، فكيف لرئيس الجمهورية أن يوقّع مرسوم تأليفها ولا يشارك فيها؟ أنا بإمكاني عدم المشاركة لكن أنتم لا يمكنكم… هذا غير منطقي”.

وأكدت المصادر الوزارية أن هناك إجماعا من مختلف الأطراف على أهمية تسهيل تأليف الحكومة في ظل تفاقم الأوضاع التي يعيشها لبنان، موضحة لـ”الشرق الأوسط” أن “دخول “حزب الله” وبري على خط التأليف ولقاء ممثليهما مع دياب ساهم في تذليل العقبات العالقة ونتج عن المباحثات الأخيرة التوجه لتشكيل حكومة من 24 وزيرا بدل 18، وذلك بإضافة 6 أسماء لشخصيات سياسية وأخذ بري على عاتقه مهمة إقناع دياب بهذا الأمر خاصة أن هناك اتفاقا بين الفرقاء الذين دعموا تكليفه بهذا الشأن”. من هنا تضيف المصادر: “حظوظ نجاح هذا الاتفاق وإعلان الحكومة متوقفة على تجاوب دياب مع هذا التوجه”. وحول الخلاف الأخير الذي كان عالقا بين دياب وباسيل وخاصة بشأن توزير الوزير السابق دميانوس قطار الذي طرحه الرئيس المكلف لتولي وزارة الخارجية ورفضه باسيل، تقول المصادر: “سيكون قطار وزيرا في الحكومة إنما ليس في وزارة الخارجية أو الاقتصاد”.

وفي هذا الاطار، افادت المصادر لـ”اللواء” ان هناك استكمالا لبعض الأسماء وحسما للبعض الأخر وقد تردد ان اسم الوزير السابق دميانوس قطار لم يعد عائقا وانه قد تسند اليه وزارة العمل ويبقى ذلك مرهونا بالأتفاق النهائي.

الاسماء تسقط على الحقائب
وقالت الاوساط لصحيفة “النهار” انه جرى مساء امس اسقاط الأسماء على الحقائب الوزارية وحلت مبدئيا آخر العقد بموافقة الوزير باسيل على مشروع حل متعلق بتوزير دميانوس قطار في وزارة العمل وقد نقل شادي مسعد الى باسيل هذا الاقتراح الذي وافق عليه. وتحدثت الاوساط عن امكان ولادة الحكومة غداً على أبعد تقدير وقالت إن الغداء الذي سيجمع ظهر اليوم الرئيس بري ودياب في عين التينة سيشهد عرض مسودة التشكيلة الحكومية وبت اسماء الوزراء الشيعة بعدما وزعت الحقائب بين كل القوى الحكومية وبت توزيع الحقائب السيادية الاربع. وأوضحت ان التشكيلة الحكومية ستكون من 18 وزيرا وليس من 24 وان دياب اختار وزراءه من اسماء رشحتها الاحزاب المشاركة في الحكومة وبينهم أربع سيدات وقد سمى كل فريق وزراءه. وأعطي الثنائي الشيعي خمس حقائب بعد دمج الزراعة بالثقافة أو الاعلام.

التشكيلة الحكومية
وتضم التشكيلة بحسب المعلومات 4 سيدات، وأعطي الثنائي الشيعي 5 حقائب بعد دمج الزراعة مع الثقافة او الاعلام، علماً أن رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط لن يكن شريكاً ولن يمنح الحكومة الثقة.

ويفترض ان يحسم لقاء عين التينة أيضاً اسم الوزير السيادي الشيعي الذي سيتولى حقيبة المالية، رغم انه يرجح ان يكون الخبير الاقتصادي غازي وزني، اما الوزير الماروني سيكون السفير السابق ناصيف حتي للخارجية، والسني سيكون طلال اللادقي للداخلية، والارثوذكسي ميشال منسى للدفاع مع توليه منصب نائب رئيس الحكومة.

وتم إسقاط الأسماء على حقائب رئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر” فاعطيت الطاقة للارثوذكسي ريمون غجر وهو عميد سابق لكلية الهندسة في جامعة LAU، والاقتصاد لشخص من آل حداد والعدل لماري كلود نجم والبيئة لمنال مسلم، في حين سيحصل تيّار “المردة” على حقيبة الاشغال تتولاها لميا يمين الدويهي، ويحصل الطاشناق على السياحة والثقافة والسياحة والإعلام حسب المبادلة مع فارني اوهانيان، وتبقى الحصة الدرزية بحقيبة الشؤون الاجتماعية والمهجرين لرمزي مشرفية.

اما الحصة السنية فقد انتهت لحسان دياب لرئاسة الحكومة وطلال اللادقي للداخلية وطلال حواط لوزارة الاتصالات وطارق المجذوب للتربية والرياضة والشباب.

انذار دولي أخير
في هذا الوقت، وصل الإنذار الأخير بوجوب تشكيل حكومة اختصاصيين الى مسامِع المسؤولين من الخارج، إذ علمت “الأخبار” أن رسائل بالغة السلبية بعثت بها وكالات التصنيف الى المعنيين أبدت استياءً كبيراً من “خفّة تعامل القوى السياسية مع الوضع الحالي”، مؤكدة أن البلاد “باتت في حكم المفلسة”! وإلى جانب وكالات التصنيف التي وضعتها السلطة في منصب الوصي، خرج المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش أمس ليقول إن “السياسيين في لبنان يقفون في موقف المتفرج بينما ينهار الاقتصاد”، مُنتقداً بشدة “النخبة السياسية التي فشلت في تشكيل حكومة في بلد ينزلق أكثر نحو أزمة اقتصادية ومالية”، لافتاً الى أن “السياسيين يجب أن يلوموا أنفسهم على “هذه الفوضى الخطرة”.

Lebanon 24

عن H.A