الرئيسية / سياسة / “بلدنا فلتان”.. وأوراق التوت تتساقط

“بلدنا فلتان”.. وأوراق التوت تتساقط

الخميس 13 حزيران 2019

مجلة وفاء wafaamagazine

منذ منتصف شباط الماضي، عندما اعلنت الحكومة انها زيّتت محرّكاتها وانطلقت في اتجاه ما سمّاه القيّمون عليها «العمل المجدي والمنتج»، لا يكاد يمضي يوم الّا وتنكشف واحدة من «أرشيف صور» الفساد المريع، او تسقط ورقة توت عن واحدة من كومة العورات والارتكابات واللصوصية التي تجتاح البلد في كل مفاصله. وفي المقابل، سيلان كلامي يتدفق على المنابر فقط، ووعيد وتهديد بالاقتصاص من المرتكبين، وأما على ارض الواقع فتبدو محرّكات المحاسبة مطفأة، ولا اثر لهذا الكلام، بل لا أحد يحرّك ساكناً، ولم تلمس الناس على الارض ولو مبادرة واحدة متواضعة لمحاسبة مرتكب او فاسد او مفسد.
وآخر بدع الفساد، او بالأحرى اللصوصية، هو «المدارس الوهمية»، وأزمة طلبات الترشيح لشهادة «البروفيه»، لتنضم تلك المدارس الى مسلسل الجمعيات الوهمية والأموال الطائلة التي دُفعت لها، والشهادات المزورة في هذا القطاع الوظيفي او ذاك، والصناديق الوهمية في بعض المؤسسات، والوظائف الوهمية وغيرها وغيرها.

هذه الصور المعيبة، هي التي نقدّمها الى الخارج، كما يقول مسؤول كبير، لـ»الجمهورية»، ويضيف: «مع الاسف «بلدنا فلتان» على كل المستويات، ومصاب بمرض لا شفاء منه؛ صارت اللصوصية احترافاً، في حالة المدارس الوهمية، صرنا أمام لصوص لا يعذبون أنفسهم بالذهاب الى الناس ليسرقوهم، بل يأتون بالناس اليهم فيسرقوهم بكل هدوء وبلا اي عناء. لكن المريب في الأمر هو انّ هذه المدارس ليست وليدة اليوم، بل هي مستمرة منذ سنوات طويلة، وبالتالي لا بدّ من محاسبتها».

ويضيف المسؤول عينه: «أستغرب بعض الكلام الذي يصدر عن خبراء في الاقتصاد وعالم المال، ويقول ان لا خوف على لبنان من الإفلاس، فهو غير اليونان، فأنا أُخَطِّىء هؤلاء، لأنّ ما نعانيه من فساد هو اخطر ممّا عانته اليونان من إفلاسها وعجزها المالي، ونتيجة هذا الفساد والتقصير في مكافحته الجدّية، هي أكثر ايلاماً مما حصل في اليونان. فاليونان وجدت في أزمتها من يعينها من الاوروبيين، واما نحن إن اسقطنا الفساد في المصيبة الكبرى، فمن سيعيننا، لا أحد».

الجمهورية

عن WB