مجلة وفاء wafaamagazine
الديار: ماذا فعل الطائف للبنان؟ وحده عهد الرئيس اميل لحود كانت السلطة فيه مسيطرة على الارض وكانت تلجم كل تظاهرة في مهدها، وكان الحكم قوياً جدا ايام العماد اميل لحود بفضل الجيش ومن خلال السلطات الامنية، وفي ذات الوقت فتح خطوطاً سياسية مع القوى المتصارعة، لكن لم تكن هنالك لا رحمة ولا شفقة حيال من يمس السلم الاهلي والوحدة الوطنية.
يجب منع اي فتنة في مهدها ويجب اصدار قرار عن مجلس الوزراء بمنع التظاهرات الا بعد اخذ الاذن بذلك، ويجب تحديد مكان التظاهر كي لا تحصل اشتباكات اثناء التظاهرة مع سكان المنطقة التي يمرون فيها كما يجب تحديد اشخاص يكونون المسؤولين عن التظاهرة.
يوم امس، ظهر الامر بشكل واضح ان الوحدة الوطنية اللبنانية غير موجودة، وان هنالك صراعاً مذهبياً خاصة بين السنة والشيعة بشأن موقع رئاسة مجلس الوزراء المركز الثالث على مستوى السلطة في البلاد.
على السلطة ان تعمل من اجل قيام الوحدة الوطنية الحقيقية من اجل حب لبنان، من اجل حب العلم اللبناني، من اجل حب الجيش اللبناني، وفرض مواد في الدراسة والتربية على حب لبنان ووحدته الوطنية والجيش اللبناني، كي تترسخ في النفوس الوحدة الوطنية لدى الاجيال الاتية.
الاستنكارات بعد حصول الفتنة
لقد صدرت من كل الاطراف الاستنكارات لما حصل وما جرى من المؤامرة الفتنة، وهذه الاستنكارات لا تجدي نفعاً، كل الذين كانوا في الشارع هم تحت امرة قيادات كان يجب ان تنزل هي الى الشارع وان تطلب الى المتظاهرين بدل البقاء في المراكز العليا ومنع التظاهر والشتائم وقطع الطرقات، وعندها تكون الوحدة الوطنية حقيقية، اما ان تصدر استنكارات كلامية لما حصل فهو تكريس للفتنة، وتكريس لعدم وجود الوحدة الوطنية.
ان لبنان يحتاج الى نظام الدولة المدنية، ان لبنان يحتاج الى منع المذهبية والارتكاز على الوحدة الوطنية والارتكاز في التعيينات على الكفاءة وليس على المذهبية، وان القيادات كلها التي استنكرت مسؤولة عما حصل، ولا يجب ان تتهرب من مسؤوليتها عبر بيانات استنكار، فإما ان تكون على اهبة الاستعداد لضبط الشارع او هي تقود الشارع الى الفتنة، عندها على كل المسؤولين ان يتخلّوا عن القيادة.