مجلة وفاء wafaamagazine
خلصت دراسة نُشرت مؤخراً الى أنّ التنمّر الإلكتروني يشكل تهديداً على المستخدمين أكثر خطورة مما كان يعتقد، إذ انّه يؤثر بشكل مباشر على الصحة والتنشئة الإجتماعية.
لم يعد الأشخاص يعيشون فقط في عالم حقيقي، بل هنالك عالم آخر في حياة كل شخص وهو العالم الإفتراضي. فأثناء تواجدنا في الفضاء الرقمي، نتواصَل إجتماعياً ونقضي أوقاتاً ممتعة، ولكن للأسف نواجه حالات غير سارّة أيضاً مثل التنمّر الإلكتروني في الفضاء الرقمي، ما يمكن أن يكون له تأثير سلبي على نفسيتنا، بل وقد يتسبّب لنا بمشكلات ترافقنا طيلة حياتنا. فالتنمّر الإلكتروني بمفهومه يعني الترهيب أو الإساءة المتعمدة التي قد يتعرض لها الأشخاص على شبكة الانترنت. فقد بيّنت نتائج دراسة جديدة أنّ الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و16 عاماً على دراية بتهديدات التنمر أكثر من الآباء أنفسهم. ووفقاً للدراسة، يعتبر 13% من الأطفال و21% من الآباء بأنّ التنمر الإلكتروني غير مؤذ. وفي الوقت ذاته، أبدى 16% من المستطلعين مخاوف من التعرّض للتنمر عبر الإنترنت أكثر من تعرضهم له في العالم الحقيقي، في حين أنّ نصف المستطلعين أظهروا نفس المستوى من المخاوف من حيث التعرض للتنمر في العالم الإفتراضي والحقيقي على حد سواء.
أضرار فادحة
مع انتشار عمليات التنمر الإلكتروني، بات الأمر يستدعي عدم التقليل من شأن مخاطره. فقد تسبّب بأضرار فادحة في الحالة العاطفية لدى الذين تعرضوا إليه، بحيث أشار 37 % من الضحايا الى انخفاض مستوى احترام الذات، وشهد 30 % تدهوراً في أدائهم الدراسي والعملي، فيما لاحظ 28 % ظهور حالات اكتئاب. وبالإضافة لذلك، أفاد 5 % بأنّ التنمر عبر الإنترنت قد أحدث اضطراباً في النوم لديهم وتسبّب في حدوث أحلام مزعجة. ولاحظوا أنهم قاموا بتجنّب الإتصال مع الآخرين، وعانوا فقدان الشهية. والمثير للقلق أيضاً هي الإحصاءات التي تشير إلى أنّ 20 % من المستخدمين قد شهدوا غيرهم يتعرضون للتنمر عبر الإنترنت، ولم يتخذوا أيّ إجراء لحماية أنفسهم على الشبكة، ما يجعل مهمة حمايتهم من تلك المخاطر أكثر صعوبة وتعقيداً.
تجنب المخاطر
الحل الأمثل للحماية من التنمر الإلكتروني هو الاستخدام الصحيح لشبكة الإنترنت، واستخدام برامج خاصة تُنبّه من أي تغييرات مشبوهة تطرأ على صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة بكم. فتَجنّب المخاطر من الأساس، أقل خطورة من مواجهتها في وقت لاحق. لذلك من المهم على كل شخص أن يلتزم حدود أمان صارمة على الإنترنت وعلى شبكات التواصل وبرامج الدردشة، وذلك لتجنّب الوقوع ضحية للتنمر.
الجمهورية