الرئيسية / سياسة / أمل أبو زيد : مقاطعو لقاء بعبدا قاطعوا جمهورهم أولاً ورئيس الجمهورية لا يحتاج إلى صك براءة من أحد

أمل أبو زيد : مقاطعو لقاء بعبدا قاطعوا جمهورهم أولاً ورئيس الجمهورية لا يحتاج إلى صك براءة من أحد

مجلة وفاء wafaamagazine

أكد مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية، النائب السابق ​أمل أبو زيد​، أن “قصر بعبدا هو جامع لكل اللبنانيين، وعندما أطلّت الفتنة برأسها ولمس الرئيس ميشال عون المخاطر التي تهدد لبنان من خلال النعرات الطائفية والمذهبية، وجّه الدعوات إلى اللقاء الوطني، والمشاركة هي من الواجبات لكل شخص يتعاطى الشأن العام، كما أنه فرصة للحوار حول سبل مواجهة الازمة الوجودية التي نعيشها”.


وفي حديث لـ”النشرة”، أبدى أبو زيد أسفه للمواقف التي أعلنت مقاطعتها للإجتماع، معتبرا أن “موقف رؤساء الحكومات السابقين مستغرب وهو تهرب واضح وصريح من تحمل المسؤولية، خصوصا أن سياسات حكوماتهم على مدى العقود الماضية هي التي أسّست للأزمات التي نعيشها اليوم على مختلف المستويات”، مشيرا الى أن “الصراع السياسي الحاصل اليوم يهدد الصيغة اللبنانية التي إرتضيناها، وكان الأجدى بهم المشاركة في اللقاء وطرح المواضيع لما فيه مصلحة البلاد في هذا الظرف الدقيق، بدل التلهّي بالنظريات التي أثبتت فشلها وعجزها عن إجتراح الحلول ومحاربة الفساد”.
وردّ أبو زيد على القائلين بأن العهد مأزوم، مؤكدًا أن “رئيس الجمهورية مؤتمن على الدستور ولا يحتاج إلى صك براءة من أحد، ولقاء بعبدا بالحد الأدنى سيؤدّي إلى نتيجة إيجابيّة بالشكل من خلال الصورة الجامعة، فضلا عن المضمون الذي قد يؤدّي إلى الوصول إلى مخارج للأزمة التي يعيشها لبنان ويتضرر منها الجميع، وبالتالي الذين قاطعوا اللقاء هم بالحقيقة يقاطعون جمهورهم وقواعدهم الشعبيّة أولا، وكل التبريرات في هذا المجال لن تنفع”.
من جهة أخرى، لفت أبو زيد إلى أن “لبنان بلد صغير بجغرافيته وقدراته، وفي ظل الازمات الإقتصاديّة والماليّة والنقديّة التي نعيشها، أضف إليها جائحة ​كورونا​، ومع دخول قانون قيصر الأميركي حيّز التنفيذ، والعقوبات غير المعلنة من قبل بعض الدول العربيّة على لبنان، يصبح المسؤول أمام حلّين، إما أن ينتظر الترياق من ​صندوق النقد الدولي​ و​الدول المانحة​، أو أن يبحث عن خيارات بديلة في سبيل خلق توازن ما”، مؤكدًا أن “لا أحد في لبنان يريد كسر النظام الاقتصادي الحر، والاتجاه نحو الشرق جيد إذا كان ضمن قطاعات محدّدة، ولكن هذا الأمر بحاجة إلى قرار سياسي”، مشدّدا على “وجوب أن يبحث لبنان عن مصلحته في التعامل مع الدول سواء كانت ​الصين​ أم ​روسيا​ أو ​أميركا​، فالتوجه بالكامل الى الشرق أو الإنصياع الكامل للغرب لا يفيدان، بل علينا التوفيق بين الاثنين والبقاء حيث تدعو مصلحتنا”.
وفي سياق متصل، علّق أبو زيد على كلام مساعد ​وزير الخارجية​ الأميركية لشؤون الشّرق الأدنى ​ديفيد شينكر​ بأن استقدام الإستثمارات الصينيّة بشبكات الجيل الخامس والإتصالات إلى لبنان سيؤدي إلى وصول كلّ الداتا إلى يد الحزب الشيوعي الصيني، معتبرًا أن “حديث شينكر يحمل شقين، الأول متعلق بالصراع الأميركي-الصيني، والثاني له علاقة بتحذير لبنان من الذهاب إلى هذا الخيار”، مبينّا بأن “خيار الإستثمارات الصينيّة يقوّي موقف لبنان في التفاوض مع صندوق النقد، بدل الذهاب مستسلمين”.
وفي الختام، اعتبر أبو زيد أن “​المقاومة​ هي ورقة قوّة في يد لبنان، وفي كل بلاد العالم المقاومة هي حق مشروع في ظل وجود إحتلال للأرض بحسب شرعة الأمم المتحدة، وكلام أمين عام ​حزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​ عن معادلة السلاح مقابل الجوع كان واقعيا، وهو لمّح بأن الإستمرار بتجويع لبنان قد يؤدي إلى قلب الطاولة”.