الرئيسية / سياسة / المأزق يراوح و”استنفار” يواكب باسيل شمالاً!

المأزق يراوح و”استنفار” يواكب باسيل شمالاً!

السبت 06 تموز 2019

مجلة وفاء wafaamagazine

لم تتبدل وجهة تداعيات حادث قبرشمون عشية عطلة نهاية أسبوع مثقل بالاضطراب تمددت مفاعيله الى الحكومة فشلت جلسات مجلس الوزراء ولم يتم بعد تحديد موعد للجلسة المقبلة، الامر الذي رفع منسوب القلق من امكان اطالة الازمة الطارئة بكل ما يعنيه ذلك من انعكاسات سلبية على مجمل الوضع الداخلي. ومع ان مصادر وزارية مطلعة نفت لـ”النهار” امكان ان تكون الحكومة باتت محاصرة بأزمة فعلية وتوقعت ان تثمر المساعي الجارية لمعالجة تداعيات التطورات الامنية الاخيرة، فان المعطيات الجدية التي برزت في اليومين الاخيرين لم تحمل مؤشرات متفائلة بالتوصل سريعا الى حلول حاسمة لانهاء تداعيات حادث قبرشمون وطي المطالبة باحالة ملف الحادث على المجلس العدلي.

وقد تصاعدت أمس نبرة الفريق الذي يطالب باحالة الملف على المجلس العدلي بما يوحي بمراوحة المساعي السياسية وعدم التوصل الى مخرج لهذه المسألة، بينما فهم أن أي موعد لجلسة مجلس الوزراء لن يكون ممكنا تحديده في الساعات المقبلة على الاقل تجنباً لتعميق المأزق، علما ان انقسام مجلس الوزراء سيشكل علامة سلبية للغاية وسيترك اثاره على انتاج الحكومة الامر الذي لا يرغب فيه رئيس الوزراء سعد الحريري ومعظم الافرقاء الآخرين.

ولعل الجديد في هذا التطور أمس تمثل في اعلان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون موقفه من حادث قبرشمون وتداعياته للمرة الاولى بشكل مباشر والذي لم يسقط على ما يبدو برداً وسلاماً على بعض الافرقاء الذين رأوا فيه تبنيا لوجهة نظر سياسية معينة يمثلها خصوصا “التيار الوطني الحر” ووزير الخارجية جبران باسيل اللذان سبق لهما ان اتخذا موقفاً مماثلاً.

موقف الرئيس
فقد رأى الرئيس عون أن “ما حدث في منطقة عاليه ليس عارضاً ويجب ألا يتكرر، وحرية تنقل اللبنانيين في المناطق، ولا سيما ممثلي الشعب، يجب أن تبقى مصونة”. وأكد “أن المصالحة في الجبل ثابتة ويجب ألا يخشى أحد على ذلك”، مضيفاً: “لا يجوز ان تسود لغة القوقعة من جديد، ولا نريد ان يصبح لبنان بلداً للكانتونات في ظل ما يجري في المنطقة”. وشدد على “ان التدابير التي اتخذت في اجتماع المجلس الاعلى للدفاع يوم الاثنين الماضي ستنفذ، والبيان الذي صدر هو رسالة الى الجميع”، مبرزاً وجوب تقديم مرتكبي الاحداث الاخيرة الى القضاء لتأخذ العدالة مجراها الطبيعي.

وفي ما بدا رداً على موقف الرئيس عون، اعتبر النائب مروان حمادة ان “نسبة التشنج الذي زرعه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وصلت الى درجة ان الجبل بحساسيته لم يحتمله متحدثاً عن خطابات غير مألوفة”.
ولفت “الى ان 80 % من اللبنانيين يقولون إن باسيل زادها تجاه جميع الناس”.

ووصف باسيل بأنه “بلوى على البلد باقرار ثلاثة ارباع اللبنانيين”، سائلاً رئيس الجمهورية “هل الحرس الجمهوري هو لمواكبة رؤساء الاحزاب الذين يشتمون الناس؟”.

وعن قول الرئيس عون إنه “لا يجوز ان تسود لغة القوقعة من جديد، ولا نريد ان يصبح لبنان بلدا للكانتونات”، قال حماده: “الكانتونات ليست عندنا في بعض الاجهزة الامنية وفي القضاء وما حلّ به نتيجة سياساتهم، وفتشوا عن الكانتونات على غير ارضنا ونحن سلّمنا سلاحنا ودخلنا تسوية الطائف وما زلنا عليها”.

كذلك اعتبر الوزير وائل ابو فاعور ان “حق التنقل يكفله القانون ولكن القانون نفسه يمنع التحريض الطائفي واثارة الغرائز واستدعاء ذاكرة الحرب الاليمة ويحاسب عليها”.

وأفادت معلومات ان اتصالات سياسية يتولاها أكثر من مرجع لتعبيد الطريق أمام عقد جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل، بعد أن تهدأ الاجواء، وان الخطوط مفتوحة بين الرؤساء الثلاثة لازالة كل المعوقات التي تحول دون انعقاد المجلس، وان كلا من رؤساء الجمهورية ومجلس النواب نبيه بري والوزراء يقوم بما يلزم على هذا الصعيد، خصوصاً ان الاوضاع داخليا وخارجيا لا تحتمل المزيد من الخلافات السياسية والضغوط الاقتصادية المطلوب معالجتها في التئام مجلس الوزراء أولاً ومن ثم مجلس النواب وفي شكل خاص اقرار الموازنة. 

في غضون ذلك، شُيع أمس مرافق الوزير صالح الغريب، رامي سلمان، إحدى ضحيتَي حادث قبرشمون، في مسقطه الرملية. وفي المناسبة، ناشد رئيس الحزب الديموقراطي طلال أرسلان الرؤساء عون وبري والحريري “ألا يخلطوا الدم بالسياسة والجبل بأمانة الدولة”. وقال: “لو كنا نريد أن نثأر لما طالبنا بمجلس عدلي، مفتاح الحل يبدأ بالمجلس العدلي، ومطالبتنا بمجلس عدلي ليست بخلفية الثأر، لكن أرى خطورة الاستمرار في الاستهتار بأمن الناس والمجتمع. الظلم تحملته والتعدي تحملته منذ سنوات، لكن لن أحمل قطرة دم واحدة في الجبل “.

ويشار في هذا السياق الى ان مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي اطلقت امس حملة دعم على مواقع التواصل الاجتماعي لرئيس الحزب وليد جنبلاط عبر هاشتاغ رسمي بعنوان: “قد الكل”. وكتب عضو “اللقاء الديموقراطي” هادي أبو الحسن عبر حسابه على “تويتر”: “مهما كثر المتآمرون وعبث المفتنون وتنكّر الخبثاء الماكرون، ستبقى ذلك الرمز الوطني الكبير “
وغرد النائب هنري حلو: “وليد جنبلاط رجل المصالحة، للكل في الجبل، ومع جبل للكل”.

كما كتب مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس: “ليست السياسة لعبة صبية لا يفهمون قواعدها ومكوناتها، يتنافسون فيها على كيل الشتائم، ويتدافعون نحو القعر الأخلاقي. السياسة فن الممكن والمستطاع، فن حماية الإستقرار، وإدارة الصراع وتدوير الزوايا. تحية لوليد جنبلاط”.

واثارت الحملة تعاطفاً واسعاً من انصار الحزب ومؤيدي جنبلاط. وأفادت معلومات ان الحزب سلم امس مطلوبين اضافيين الى شعبة المعلومات.

باسيل في الشمال
الى ذلك، تتجه الانظار الى طرابلس اليوم وغداً حيث بات مؤكداً ان جولة الوزير جبران باسيل ستشمل زيارة للمدينة وستكون له كلمة في محطة شعبية يجري تنظيمها في معرض رشيد كرامي الدولي. وسيتوجه باسيل بعدها الى عكار ومن ثم الى زغرتا. ولا يبدو ان أجواء مريحة ستواكب الزيارة بدليل التحذيرات الضمنية التي وجهها عدد من فاعليات المدينة بضرورة تجنب الاستفزازات.

وكتب الرئيس نجيب ميقاتي مساء في تغريدة عبر “تويتر”: “نؤيد ما قاله رئيس الجمهورية من “ان حرية تنقل اللبنانيين في المناطق، ولا سيما ممثلي الشعب، يجب أن تبقى مصونة”، وندعو إلى مراعاة الاوضاع في طرابلس، ونحذر من خلق ذرائع لتشنجات لا تخدم السلم الاهلي الذي نحرص عليه، وهذه قناعتي بالنظر الى الواقع الذي نعرفه. حمى الله لبنان من الفتن والشرور”.

وأوضح الوزير السابق اللواء أشرف ريفي ان”‏الإعتراض هو على مواقف باسيل وعدم احترامه للخصوصيات السياسية لكن طرابلس قلبها مفتوح فمدننا ليست غيتوات. في المقابل ثمة حد أدنى للاحترام خصوصا أنه يراكم إحتقانات لدى بيئة معينة. أهلا وسهلا بباسيل في طرابلس فالمدينة ليست مغلقة، لكن ننصحه بعدم تحدي صاحب الدار بخطاب غير مقبول”.

وليل أمس أفادت معلومات انه تم رفع نسبة جهوزية قوى الامن الداخلي الى مئة في المئة استعدادا لجولة باسيل. 

المصدر: النهار