مجلة وفاء wafaamagazine
احتفلت رعية شكا للروم الملكيين الكاثوليك بعيد مار الياس بقداس ترأسه رئيس اساقفة طرابلس وسائر الشمال المطران إدوار ضاهر في كنيسة مار الياس الغيور في البلدة، يعاونه الارشمندريت الياس البستاني، المتقدم في الكهنة ابراهيم شاهين، الإيكونومس الياس رحال، كاهن الرعية باسيليوس غفري، الآباء: خليل الشاعر، فادي منصور، عبدالله سكاف، رومانوس اسطا، يوحنا خليل الحاج، والشماسان اسطانيوس مزهر واليوت رعد.
وخدمت القداس جوقة القديس اسطفانوس. وشارك فيه رئيس بلدية شكا فرج الله كفوري وعدد من اعضاء المجلس البلدي والمخاتير، وحشد من الفاعليات وأبناء رعية شكا والابرشية.
عظة
بعد الانجيل، ألقى المطران ضاهر عظة شدد فيها على “ترسيخ المحبة والسلام بين جميع اللبنانيين”، وقال: “نعيد اليوم معا للنبي إيليا الغيور، شفيع هذا الكنيسة المقدسة وهذه الرعية المباركة، وهي مناسبة عزيزة على قلوبنا جميعا لأتقدم بالمعايدة القلبية من جميع أبناء هذه الرعية المباركة وبناتها وجميع الحاضرين والمشتركين معنا في هذه الذبيحة الإلهية، وأتمنان عيدا مقدسا ومباركا للجميع.
نعيد اليوم للنبي ايليا. ايليا كما تعرفونه حامل السيف. وهذا السيف هو اولا سيف الايمان، ايمان بالله، ايمان بالفضيلة، ايمان بمحاربة كل الاضاليل الدينية والاخلاقية. ايليا عاش في الجبل مكرسا لله، يأكل من ثمر الصحراء ويلبس ثيابا رثة ويمشي حافيا. يعيش في الجبال يصلي، ولكنه عندما كان يسمع بأخبار المدن وملوك اسرائيل انهم حادوا عن الله وعن عبادة الله، كان ينزل الى المدن، الى الشوارع يرفع صوته يوبخ الملوك”.
اضاف: “ما يهمنا من هذا الاحتفال هو أن نكون معا، رعية واحدة متماسكة وقوية، نشهد كما شهد النبي ايليا للحق. فقد قاوم هذا النبي العظيم الدنيا كلها في سبيل الله، لأن المجتمع الذي عاش فيه ألحد وعبد الأصنام، فقام وأعلن “أن الله حي” وليس أحد مثله، لا ملوك ولا عظماؤنا مثل الهنا. النبي ايليا قوم إعوجاج الشعب الذي نسي تعاليم الله وراح يعبد آلهة أخرى.
هذا النبي، هو بطل الأمانة لله وهو النبي الجريء الثائر على آحاب الملك المنحرف تحت تأثير زوجته نحو نسيان الله وانتحال الوثنية. نسك أولا في البراري ثم انطلق يواجه ويجابه ويوبخ على النفاق ويهدم رموز الوثنية.
كان غيورا، متحمسا وشجاعا تقيا وناسكا، لا يلهج إلا باسم الله ولا ينادي إلا بالحق، لذلك كرمه الله.
وتابع: “من يسمع كلمة الله لا يخاف ويصنع الخير كإيليا النبي الذي “جعل جرة الدقيق – خاصة أرملة صرفة صيدا – لا تفرغ وقارورة الزيت لا تنقص الى اليوم الذي فيه يرسل الرب مطرا على وجه الأرض”
من يسمع كلمة الله يطعم الفقير والجائع ويستضيف الغرباء ويكرمهم كما فعلت هذه المرأة الابراهيمية عندما استضافت ايليا.
من يسمع كلمة الله يعرف كيف يقلق بشجاعة ضمير الآخرين كما أقلق ايليا الملك الذي كان يعبد البعل، والرب يستجيب له عندما يرفع الدعاء، كما صلى ايليا قائلا: “استجبني يا رب استجبني. ليعلم هذا الشعب أنك أنت الإله”. فهبطت نار الرب وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب”.
وقال: “رحمة سألناك أيها النبي ايليا العظيم، قاعدة الأنبياء وركنهم والسابق الثاني لحضور المسيح، فأسكب على قلوبنا من بركات عيدك السماوي كل خير وكل نعمة وخصوصا نعمة السلام لوطننا الحبيب لبنان ولجميع أبنائه، ولجميع أبناء هذه الرعية وبناتها وهذه البلدة الحاضرين معنا والغائبين، والمشتركين معنا في هذه الذبيحة الإلهية، وأتمناه عيدا مقدسا ومباركا للجميع.
وأخص بالمعايدة القلبية صاحب هذا العيد ومقيمه عنيت به السيد درويش كرم وعقيلته السيدة دوللي والعائلة ممثلين بالعزيزة الأستاذة كارول، متمنيا لهم الصحة والعافية، والرحمة الإلهية لنفوس موتاهم. وأتوجه بالمعايدة الى كل من يحمل اسم النبي إيليا أو يعيد هذا العيد المبارك. وأذكر منهم قدس الأرشمندريت الياس بستاني والإيكونومس الياس رحال. والأب سايد الذي تصادف ذكرى رسامته الكهنوتية.
ويهمني جدا أن أخص بالشكر على مشاركتهم وحضورهم حضرة رئيس بلدية شكا الصديق العزيز فرج الله كفوري المحب وصاحب القلب الكبير وأعضاء المجلس البلدي في شكا ومخاتير شكا الأعزاء وأبناءها، معايدا إياهم جميعا ومتمنيا لهم التوفيق والنجاح والتقدم في خدمتهم لمجتمع أفضل، وكل الكهنة والشمامسة والراهبات والرهبان في بلدة شكا الأعزاء، وجميع الفاعليات الدينية والقضائية والبلدية والنقابية والاختيارية والاجتماعية والعسكرية والأمنية والحزبية، ورجال الصحافة والإعلام. وشكري الخاص لكل ضباط الجيش وقوى الأمن الداخلي والشرطة البلدية وعناصرهم”.