مجلة وفاء wafaamagazine
تعمل اكثر من جهة سياسية ورسمية على تأمين «نزول آمن» لحكم المحكمة الدولية في قضية اغتيال الشهيد رفيق الحريري، المقرر صدوره في السابع من الشهر المقبل، ووفقا لاوساط معنية بهذا الملف، يجري العمل على خطين متوازيين، الاول سياسي من خلال رفع منسوب التنسيق مع «ولي الدم» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، والثاني أمني حيث يجري العمل على الارض استباقيا لاجهاض اي محاولات استغلال ميدانية لقرار المحكمة، منعا لاخذ البلاد نحو «الفتنة»…
الحريري لا يريد «حرق» البلد
ففي الشق السياسي يتولى رئيس مجلس النواب نبيه بري، «المتهيب» و«المتوجس»، مهمة التواصل المباشر مع «بيت الوسط» لاحتواء الموقف المرتقب وحصره في اطاره «القانوني» الصحيح ومنع حصول تشنجات سياسية يمكن ان تتحول الى احتقان ينفجر في «الشارع»، وقد نقل وزير المال السابق علي حسن خليل «رسالة» بهذا المعنى الى الحريري، وسمع كلاما مشجعا حول عدم وجود نية لدى الاخير في استغلال «العدالة» لقضية والده «لحرق البلد»، لكن الحريري كان واضحا بأنه غير قادر ايضا على التعامل مع الحدث وكأنه لم يكن، مشيرا الى انه يتحمل مسؤوليته الوطنية على اكمل وجه، لكن في المقابل، لا يمكنه اغفال «الحقيقة» التي تحتاج ايضا من الطرف الآخر الى التعامل بمسؤولية مع الحدث، وعدم تحميله وحيدا وزر ادارته بما لا طاقة عليه على تحمله…
«ترتيب» مسرح العمليات
وفي هذا السياق، دخل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم بالامس على خط ترتيب «مسرح العمليات» لامتصاص التداعيات السياسية والامنية دون إهمال اي تفصيل قد يؤدي الى نتائج عكسية، والعمل جار على «قدم وساق» لمحاولة العبور الامن الى مرحلة سياسية مستقرة تلي صدور القرار، لا تؤدي الى مزيد من «الانهيار» في البيئة السياسية الحاضنة لتيار المستقبل، حيث يكثر المزايدون على موقف «بيت الوسط»، ويظهرون الحريري ضعيفا ويعملون على «تهشيمه»، وسيعملون في الفترة المقبلة على محاولة احراجه امام جمهوره لدفعه نحو تصعيد مواقفه، في المقابل، ثمة محاولات حثيثة لرسم «سقف» مقبول لموقف الحريري من خلال اظهار صلابة، لا تصل الى «كسر الجرة» مع حزب الله، وتحافظ على سياسة «ربط النزاع» القائمة.
وكان اللواء ابراهيم قد اكد بعد زيارته الى «بيت الوسط» ان «رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أكان في الموالاة أو المعارضة فهو حريص على استقرار وازدهار لبنان وهذا الموضوع ليس غريباً عن عائلة الحريري». وقال: «ليست زيارتي الأولى أو الأخيرة إلى هذا البيت الكريم وبالتالي لا داعي للتعجّب والسؤال عن سبب الزيارة».
تحرك الاجهزة الامنية
ووفقا لمصادر مطلعة، تتحرك الاجهزة الامنية بالتوازي مع الحراك السياسي القائم بعدما اصبح واضحا بأن تيار المستقبل، الذي وعد بضبط جمهوره، لم يعد وحده من يحرك شريحة معتبرة من «الشارع السني»، و«العين» الان على مجموعات في بيروت، والشمال، والبقاع، يحركها بهاء الحريري عبر دعمه المباشر، او من خلال المنتديات التي يديرها المحامي نبيل الحلبي، فضلا عن مجموعات تابعة للواء اشرف ريفي، وفي هذا السياق ثمة تعليمات واضحة للاجهزة المختصة بالتحرك استباقيا لمنع استغلال قرار المحكمة في «الشارع»، حيث تفيد المعلومات بوجود توجه لدى هؤلاء الى القيام بتحركات ميدانية تحرج «بيت الوسط» من جهة، وتستفز «الشارع» الآخر من جهة اخرى، والعمل جار على تتبع «الرؤوس» المحركة لشل حركتها ومنعها من قيادة اي تحرك مشبوه، مع العلم ان ثمة خطط امنية باتت جاهزة لمواكبة قرار المحكمة الدولية، وسيجري تنفيذها على الارض تباعا وتصاعديا على ان تبلغ ذروتها مطلع الشهر المقبل.