مجلة وفاء wafaamagazine
أشارت عضو “كتلة المستقبل” النائبة ديما جمالي الى أنها “واجهت الكثير من الصعوبات في تجربتها النيابية الحديثة العهد وكان فيها نوع من التحدي خصوصا أنني النائب الوحيد الذي أعيد انتخابه فرعيا، لكن الأهم أنها كانت فرصة لتعلم الكثير وللوصول للنضوج السياسي الذي أنا عليه اليوم، والأهم هو أنني لمست تفاعلا إيجابيا كبيرا من أهل طرابلس، أنا مصرة أن أستمر بدوري في المجلس النيابي بكل شجاعة وغالبا ما أعتمد على إرث والدي بالإضافة إلى دعم أهلي وعائلتي في مرحلة كهذه”.
وتابعت في حديث لإذاعة “لبنان الحر”: “تعلمت الكثير من أبي، وأهم ما تعلمته هو التواضع وأن أكون على مسافة قريبة من الناس، فنحن تربينا في بيت مفتوح وتعودنا على خدمة الناس من دون أي تمييز أو تفرقة، كما تعلمت منه حب لبنان بكل مكوناته، لبنان العيش المشترك، والمنفتح على العلم والمعرفة والثقافة”.
وأضافت: “كان الوالد رشيد جمالي منفتحا على كل الأفرقاء السياسية، وله علاقات جيدة مع الجميع، وبالأخص مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي زاره في مناسبات عدة في طرابلس، والسيدة بهية التي زارتنا في المنزل أكثر من مرة. وكان والدي يقدر الجهود التي قام بها الرئيس رفيق الحريري لإعادة إعمار لبنان ووضعه من جديد على الخارطة وأذكر أنه تأثر جدا عند استشهاده”.
ولفتت إلى أن “طرابلس هي من أجمل وأفقر المدن على مساحة الوطن، ومثال للعيش المشترك، وما يميزها هي طيبة أهلها وعفويتهم، وأنا بكل فخر سعيدة بالعفوية التي أكتسبتها من طرابلس وأتمنى أن أحافظ على هذه الميزة التي أعتبرها دليل صدق وتعبير عن الصراحة والشفافية والمصداقية في التعامل مع الآخرين، ولا أشعر أنه يجب أن أعتذر عن عفويتي، ولكن في الوقت نفسه تعلمت من خلال تجربتي أن أكون حريصة أكثر من خلال تصريحاتي خصوصا في ما يخص الشأن العام”.
وعن الوضع الداخلي اعتبرت جمالي “أننا اليوم نشهد نوعا من الإنقلاب على الدستور وإنتهاكا شبه يومي للقوانين، وهناك العديد من القوانين التي لا يتم تطبيقها، فالحوكمة الحالية والمنظومة السياسية تستبيح كل شيء. من الواضح أن هناك خللا كبيرا في السياسة بالإضافة إلى فائض قوة عسكري وانقسام بين الأحزاب، وهو ما يؤثر على العمل السياسي في البلد سواء أكان في المجلس الدستوري أو على صعيد الحكومة”، مشيرة الى أن “المطلب الأساسي والأهم اليوم هو الإصلاح، إذ لن تقبل أي دولة بمساعدتنا إلا إذا ساعدنا نحن أنفسنا أولا من خلال الإصلاحات، وهو أيضا ما أكد عليه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في رسالته الى اللبنانيين. نحن اليوم بحاجة إلى خطة إنقاذية وإصلاحية، وهو ما كان متوقعا من الحكومة، لكن حتى الآن لم نستطع القيام بأي إصلاحات جدية وحقيقية، بل على العكس، نرى أن الحكومة تتعاطى بكيدية وبنوع من الإنتقام، ولا تزال ذهنية المحاصصة والزبائنية حاضرة في المشهد السياسي”.
وتابعت: “أعتقد أن المطلوب من السياسيين اليوم أن يكون لديهم حس وطني جامع، ويجب أن نقف جميعا خلف الصرخة التي أطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي، ونتوحد كلبنانيين ونبقي مصلحة لبنان أولا بغض النظر عن الإعتبارات الطائفية والإنقسامية، وأن ننأى بأنفسنا عن المشاكل الإقليمية”.
وختمت جمالي: “أحلم بلبنان أفضل، لبنان العيش المشترك الذي يجب أن نحافظ عليه، لبنان المزدهر وبعودة الحياة الإقتصادية حتى يتمكن من النهوض، وكلي إيمان بعنصر الشباب خصوصا بعد دورهم في ثورة تشرين من خلال تعبيرهم بحرية مطلقة وبكل شفافية عن لبنان الذي يحلمون به. لدينا طاقة شبابية كبيرة جدا وأجيال قادمة يمكن الإعتماد عليها لنبني هذا الوطن من جديد، لكن قبل هذا يجب أن نحد من الهجرة عبر تقديم حلول أفضل لهم وهو ما لن يحصل إن لم تحدث إصلاحات حقيقية”.
الوكالة الوطنية للاعلام