الرئيسية / سياسة / الرئيس عون: الدعوة مفتوحة الى كل الدول العربية والصديقة للمساهمة في اعادة اعمار بيروت

الرئيس عون: الدعوة مفتوحة الى كل الدول العربية والصديقة للمساهمة في اعادة اعمار بيروت

مجلة وفاء wafaamagazine

أكد الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن “هناك إحساسا كبيرا وعميقا للغاية بالتضامن العربي مع شعب لبنان الابي والقوي”، مشددا على “المساندة المطلقة من قبل الجامعة العربية واستعدادنا للمساعدة والدعم بما هو متاح لدينا. ونحن لدينا قدرات معنوية تجميعية للحشد العربي”.

وأشار الى “استعداد الجامعة العربية في أن تشارك الطاقات العربية في أي شيء يتعلق بالتحقيق في هذه المأساة وكيفية تأمين أن يأتي التحقيق شفافا وايجابيا لصالح الحقيقة. وهذه هي مهمة الجامعة العربية في هذه اللحظات الصعبة”.

كلام أبو الغيط جاء في أعقاب المحادثات التي أجراها مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، في حضور وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبه والأمين العام المساعد السفير حسام زكي.

في مستهل اللقاء، نقل الأمين العام التعازي الى الرئيس عون لما وصفه “بالمأساة غير المسبوقة التي ضربت الشعب اللبناني الشقيق”، واضعا كل إمكانات الجامعة العربية بتصرف لبنان لتجاوز هذه المحنة الصعبة. وقال: “انا على ثقة بأن هذا الشعب العظيم الذي تغلب على صعوبات ومحن عدة قادر على الخروج من أزمته الراهنة بعزيمة اقوى وثقة أكبر”.

وقال أبو الغيط انه سيرفع فور عودته الى القاهرة تقريرا الى رؤساء الدول العربية ووزراء الخارجية عن نتائج مشاهداته، كما سيتصل بالأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتييرس لاطلاعه على الوضع، وستكون له مشاركة في مؤتمر باريس غدا للبحث في آلية المساعدات التي ستقدم الى لبنان. كذلك أشار الى انه سيدعو المجلس الاقتصادي والاجتماعي الى اجتماع في الأسبوعين المقبلين لدرس الوضع في لبنان وكيفية المساعدة.

ورد الرئيس عون شاكرا للأمين العام على عاطفته، لافتا الى الحجم الكبير للكارثة التي أضيفت الى تراكمات عدة منها الازمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان، ووباء كورونا وأزمة النازحين السوريين. وقال: “إن لبنان بحاجة الى أية مساعدة في المجالات كافة، والامل كبير بالدول العربية الشقيقة”.

ولفت كذلك الى أن “المساعدات الطارئة تتوزع الى عدة أنواع، لكن الحاجة أيضا الى إعادة إعمار ما تهدم سواء في أحياء بيروت أو في المرفأ، والدعوة مفتوحة الى كل الدول العربية والدول الصديقة للاسهام في إعادة إعمار بيروت”.

وبعد اللقاء، أدلى أبو الغيط بتصريح قال فيه: “تشرفت بمقابلة الرئيس عون فور وصولي من القاهرة، وعبرت له وللدولة اللبنانية والشعب اللبناني عن عميق التعازي والمواساة من قبل الجامعة العربية ومجوعة الدول العربية. هناك إحساس كبير وعميق للغاية بالتضامن العربي مع شعب لبنان الابي والقوي. وقلت لفخامته: أنتم أقوياء رغم كل المأساة والصعوبات، وكل هذه الكارثة التي تعرضتم لها. أنتم أقوياء وسوف تنجحون في مواجهة الموقف. وأوضحت له المساندة المطلقة من قبل الجامعة العربية واستعدادنا للمساعدة والدعم بما هو متاح لدينا. ونحن لدينا قدرات معنوية تجميعية للحشد العربي”.

أضاف: “من ناحيتي، فإنني استشعر بالكثير من الرضى لرد الفعل العربي السريع للغاية والذي قدم للبنان احتياجاته الفورية. واستمعت الى تقرير من فخامة الرئيس بأن هناك اكتفاء الان بالمواد الطبية. وقد عبرت له عن الامل في أن تصلنا كل احتياجات لبنان لكي ننقلها الى الدول العربية والمجتمع الدولي والامين العام للأمم المتحدة. وانني ساشارك في الاجتماع الذي دعت له فرنسا على مستوى القمة غدا للتحدث فيه والتعبير عن الدعم للبنان ولكي أنقل الى الدول العربية ووزراء الخارجية منذ مساء اليوم تقريرا كاملا عن مشاهداتي. ونحن ننوي ان نطرح بندا جديدا على جدول أعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة العربية الذي سينعقد في الأسابيع القليلة للدعم المستمر والدائم للبنان. وننتظر ما سوف يأتينا من الدولة اللبنانية والحكومة من احتياجات وخطط وأفكار لهذا الطرح”.

وقال: “تحدثت أيضا عن استعداد الجامعة العربية في أن أشارك الطاقات العربية في أي شيء يتعلق بالتحقيق في هذه المأساة وكيف نؤمن أن يأتي هذا التحقيق شفافا وايجابيا لصالح الحقيقة. وهذه هي مهمة الجامعة العربية في هذه اللحظات الصعبة. ونحن سوف نقوم بواجبنا مثلما نراه ضمن امكاناتنا، بمعنى اننا لسنا في البنك الدولي او صندوق النقد الدولي لكن الكثير من أعضاء الجامعة العربية لديهم موارد وامكانيات، إضافة الى المصارف والمنظمات واتحادات ومجالس وسوف يُكلف هؤلاء جميعا، كلٌّ في قطاعه في المسائل المعني بها لكي يقدم الدعم ضمن قدراته”.

وردا على سؤال حول موقف رئيس الجمهورية من المشاركة العربية في التحقيق في الانفجار، قال: “استمع الرئيس بكثير من الاهتمام وتركت الامر لديه. وقد ابلغته اننا على استعداد لذلك، وقد عبر عن شكره واستعداده للنظر في هذا الموقف”.

وعن الحضور العربي الى جانب لبنان قبل وقوع الانفجار، قال: “نحن لدينا في المجلس الوزاري العربي بندا دائما حول لبنان، يُدرس مرة كل ستة اشهر، ويتناول دعم لبنان. وانا احيلكم الى قراءة القرار الدوري الذي يصدر عن مجلس الجامعة وهو طيب ويؤشر الى رؤية في المسألة اللبتنانية والوضع اللبناني. ويجب أيضا ان نعترف ان الوضع اللبناني صعب ومعقد. ولكن الجامعة على استعداد دائم للتفاعل مع ما يطرحه اللبنانيون وما يراه العرب مناسبا للتفاعل مع هذا البند”.

وسئل لماذا لا تتم دعوة الجامعة العربية الى اجتماع يكون جدول أعماله هو بند خاص بلبنان، فقال: “هذا ما نقوم به، ونحن نسعى لتفعيل الكثير من التوجهات. ويجب أن نعترف أن هذا الوضع المفاجئ يفرض على البشر التفكير والتفاعل. وهذه المسائل تأخذ بعض الوقت. واني اثق ان المجتمع العربي والدول العربية كما المجتمع الدولي ومختلف الدول سوف تتحرك بناء على ما يريده الشعب اللبناني وكيفية التفاعل معه. ونحن سوف ندعم لبنان بكل ما هو متاح”.

وعن احتمال أن يكون ما حدث نتيجة عمل إرهابي أو غارة إسرائيلية، قال: “صعب علي ان أحكم على أي امر، لأن كل الاحتمالات مفتوحة. والرئيس عون تحدث بالأمس عن احتمالات كثيرة مختلفة، وكل الاحتمالات موجودة”.

يذكر أن وفد الجامعة العربية ضم الى الأمين العام ومساعده، مديرة إدارة المشرق العربي في الجامعة السيدة لمى قاسم، مستشار مكتب الأمين العام جمال رشدي، سفير جامعة الدول العربية لدى لبنان السفير عبد الرحمن الصلح.

وحضر عن الجانب اللبناني إضافة الى الوزير وهبه، مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشارون: العميد الركن بولس مطر، رفيق شلالا وأسامة خشاب.