الرئيسية / أخبار العالم / ضغوط واشنطن تُثمر: مفاوضات أفغانية في الدوحة

ضغوط واشنطن تُثمر: مفاوضات أفغانية في الدوحة

مجلة وفاء wafaamagazine

تستضيف العاصمة القطرية، الدوحة، في غضون أيام، محادثات سلام طال انتظارها بين الحكومة الأفغانية و»طالبان»، بعد إغلاق ملفّ تبادل الأسرى. محادثاتٌ لم تتّضح مآلاتها بعد، ولا سيّما أن الحذر بين الطرفين يعزّز الشكوك في شأن إحراز تقدّم ملموس في وقتٍ قريب، على رغم ضغوط البيت الأبيض الساعي، من جهته، إلى استثمار «الانتصار» لتقريشه في الانتخابات الرئاسية المرتقبة

حُلَّت آخر عقدة على طريق التئام الحوار الأفغاني – الأفغاني، المؤجَّل انعقاده منذ خمسة أشهر في انتظار الانتهاء من ملفّ تبادل الأسرى، باعتباره شرطاً رئيساً وضعته حركة «طالبان» في اتفاقها الموقّع مع الولايات المتحدة نهاية شباط/ فبراير الماضي. التفاوض بات محسوماً، على أن ينطلق في غضون أيام قليلة مِن الدوحة القطرية، بعدما أبدت الحركة، كما حكومة كابول، استعدادهما للجلوس إلى طاولة المباحثات، إيذاناً بانطلاق مرحلة جديدة، تُقلِّص فيها واشنطن عديد قوّاتها في أفغانستان من 8,600 إلى أربعة أو خمسة آلاف عسكري، تمهيداً لانسحاب كامل القوات، وإنهاء الاحتلال، بحلول منتصف العام المقبل، وفق الجدول الزمني لـ»اتفاق الدوحة»، الذي عاد وشدّد عليه وزير الدفاع الأميركي، مايك إسبر، يوم السبت، مؤكداً أن خفض عديد العسكريين سيتمّ بحلول نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. لكن الموعد يبقى ملتبساً، لكونه حُدِّد بعد انتخابات الرئاسة الأميركية المقرّرة في الثالث من الشهر الحادي عشر، ما يعني أن بتّ المسألة قد ينتقل إلى إدارة جديدة، في ما لو خسر دونالد ترامب.
الموافقة على إتمام عملية الإفراج عن الدفعة الأخيرة مِن أسرى «طالبان»، جاءت بفعل ضغوط مارستها الولايات المتحدة على حكومة كابول. ضغوطٌ اضطرّت الرئيس الأفغاني، أشرف غني، إلى إيجاد مخرجٍ من هذا المأزق يحفظ ماء وجهه؛ فقرّر، استناداً إلى ذلك، دعوة «المجلس الكبير»، «اللويا جيرغا»، إلى الانعقاد. وعلى مدى ثلاثة أيام، شارك 3200 من زعماء القبائل وغيرهم من الشخصيات المؤثّرة في المجتمع الأفغاني لبتّ مصير البند العالق، ليوافقوا في ختام المجلس، أول من أمس، على إطلاق سراح 400 مقاتل مِن حركة «طالبان» مِن أجل «إزالة العقبات التي تمنع بدء محادثات السلام ووقف القتل ولمصلحة الناس». وأشار عبد الله عبد الله، المسؤول الحكومي المكلّف بالمفاوضات باسم كابول، والذي تمّ تعيينه كذلك رئيساً لمجلس الأعيان، إلى أن «قرار اللويا جيرغا أزاح آخر حجّة وعقبة في طريق محادثات السلام. نحن على وشك (بدء) مفاوضات السلام»، فيما أكّدت الحركة استعدادها لإجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية فور إتمام عملية الإفراج عن عناصرها، وفق الناطق باسمها، سهيل شاهين. الأخير لفت إلى أن الجولة الأولى من المحادثات ستُعقد في الدوحة القطرية، موضحاً أن وفد «طالبان» سيرأسه عباس ستانيكزاي، كبير مفاوضي الحركة في المحادثات مع واشنطن. وتقتضي الخطّة الأصلية السفر إلى الدوحة يوم غدٍ الأربعاء، على أن تبدأ المحادثات يوم الأحد المقبل، بحسب ما أفاد مصدرُ حكومي تحدّث إلى «رويترز».
سبقت الدعوةَ إلى التئام «اللويا جيرغا»، مطالبةُ وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أعضاء المجلس، بإطلاق سراح الدفعة الأخيرة من معتقلي «طالبان». وجاء في بيان صدر عنه: «ندرك أن إطلاق سراح هؤلاء السجناء لا يحظى بشعبية… لكن هذا العمل الصعب سيؤدّي إلى نتيجة مهمّة طال انتظارها من قِبَل الأفغان وأصدقاء أفغانستان، وهي الحدّ من العنف و(إجراء) مناقشات مباشرة تؤدّي إلى اتّفاق سلام ونهاية للحرب». وبالفعل، أفرجت حكومة كابول عن نحو خمسة آلاف من معتقلي «طالبان»، لكنها تردّدت في إطلاق سراح الدفعة الأخيرة من السجناء، لكونهم متّهمين، كما تقول، بارتكاب جرائم خطيرة. من جهتها، انتهت الحركة، قبل أكثر من أسبوع، من الإفراج عمَّن تعتقلهم مِن القوات الحكومية، وعددهم ألف، وذلك بموجب اتفاق 29 شباط/ فبراير.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الاخبار