الرئيسية / متفرقات / اسماعيل: المدرسة الحسينية مدرسة من أجل تحصين الأمة من الانحراف وهيمنة المفسدين عليها

اسماعيل: المدرسة الحسينية مدرسة من أجل تحصين الأمة من الانحراف وهيمنة المفسدين عليها

مجلة وفاء wafaamagazine

وصف إمام مدينة صور و”مسجد الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين” الشيخ حسين اسماعيل، خلال الدرس العاشورائي عن بعد، الامام الحسين بأنه “مدرسة في الإصلاح، وثورة الحق على الباطل”، مردفا “الثورة الحسينية زاخرة بالدروس والعبر، وقدمت الكثير من العطاءات والتضحيات التي تحتاج إليها المجتمعات والأجيال، ونحن حينما نحيي قيم هذه الثورة ومبادئها انما نحيي حب العطاء والتضحية، من أجل بناء مجتمع العدالة والفضيلة، مجتمع الإيمان والتقوى، مجتمع المساواة بين الأغنياء والفقراء”.

أضاف: “هذه الثورة المشرقة يجب أن نعيش أهدافها ومنطلقاتها، حتى يمكن لنا أن نستفيد منها بشكل سليم وصحيح، ولا نجمد على جانب المأساة من الثورة الحسينية لأن ذلك يشكل حاجزا يمنع من القراءة الصحيحة لها. ومن الدروس التي نستوحيها من مدرسة هذه الثورة الخالدة، أن المجتمع مسؤول عن قضاياه الاجتماعية والسياسية، ومطالب بالتحرك من أجل تحصينها وإصلاحها، وينبغي للمجتمع الرسالي أن يسعى لمواجهة أسباب الفساد والإنحراف التي تتهدده، وذلك هو الأساس في بناء المجتمع الكامل”.

واستطرد: “الفساد والانحراف في المجتمع لهما أسباب ونتائج، كما أن لهما طرائق في العلاج والإصلاح، والإمام الحسين أشار في جملة من أحاديثه وخطاباته ومواقفه إلى هذه الطرائق وسبل الإصلاح في المجتمع الإسلامي، لذا لا بد من دراسة الأسباب والعوامل التي أدت إلى انحراف الأمة الإسلامية في عصر الإمام الحسين، بل هو انحراف سابق عليه، ودراسة العلاقة أيضا بين الأمة والسلطة الحاكمة، لأن دراسة هذه الأسباب تساعد الأمة على امتداد العصور على أن تتفاداها حتى لا تتكرر مأساتها”.

وتابع: “وعليه فثورة الإمام الحسين تقدم ثقافة للأجيال، كيف يبنون مجتمعاتهم على البر والتقوى، ويعملون على تحصينها لكي لا يصل المفسدون إلى سلطة الحكم. وهذا هو السبب الرئيسي الذي يقف وراء تشديد أهل البيت على دعوة المسلمين إلى الاستمرار في إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين. إذا فالمدرسة الحسينية مدرسة من أجل تحصين الأمة من الانحراف وهيمنة المفسدين عليها، ولكي لا تسير بعد ذلك باتجاه السقوط في المصير المظلم الذي يفصلها عن إسلامها ورسالتها، وقد ذكر المفكرون جملة من الأسباب التي دفعت الأمة في عصر الإمام الحسين (ع) نحو الفساد والانحراف والتي ساعدت بني أمية المفسدين في وصولهم إلى التحكم بمصير الأمة”.

وختم: “من جملة هذه الأسباب التي جرى التركيز عليها، هي موت الضمير وفقدان الإرادة، والسبب الأول: موت الضمير، هو علة للسبب الثاني: فقدان الإرادة، وهما متلازمان ونحن حينما نتعرف إلى هذين السببين تتضح لنا أسباب خروج الإمام الحسين (ع) ومعرفة سر استشهاده، وأي أمة يموت لديها الضمير تفقد الإرادة أمام مقاومة الفساد والانحراف وتصبح مستباحة لقوى الفجور والطغيان”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الوكالة الوطنية للاعلام