الرئيسية / سياسة / وائل الحسنية في تشييع شهداء الحزب القومي الثلاثة في كفتون: الحل بالتخلص من النظام الطائفي وقيام الدولة القادرة وإلغاء الامتيازات المعطاة لكل طائفة

وائل الحسنية في تشييع شهداء الحزب القومي الثلاثة في كفتون: الحل بالتخلص من النظام الطائفي وقيام الدولة القادرة وإلغاء الامتيازات المعطاة لكل طائفة

مجلة وفاء wafaamagazine

أعلن الحزب السوري القومي الاجتماعي، في بيان، عن “تشييع الشهداء الثلاثة فادي سركيس وجورج سركيس وعلاء فارس في بلدة كفتون – الكورة.

انطلق موكب الشهداء من مستشفى الكورة في عابا ومستشفى البرجي في أميون، حيث توزع عليهما الشهداء الثلاثة، مرورا بقرى الكورة.

في كفرحزير
المحطة الأولى كانت في كفرحزير، حيث استقبل الشهداء استقبال الأبطال ونثرت على نعوشهم الورود والأرز وسط هتافات تشيد بوقفات العز، قبل أن يتابع الموكب طريقه الى منطقة القاطع في الكورة عابرا ذرى التلال الكورانية التي عرفها وألفها وأحبها الشهداء الثلاثة، مرورا بكفرحاتا بتعبورة وكفتون مسقط رأسهم، حيث استقبلتهم الحشود. ورفعت اللافتات التي تشيد بشهادتهم وتعتز بها.

وتقدم موكب التشييع مجموعة من الفصائل القومية الذين حملوا النعوش والأكاليل والأعلام الحزبية.و شارك فيه إلى جانب عائلات الشهداء: رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، نائب رئيس الحزب القائم دستوريا بمهام الرئاسة وائل الحسنية، نائب الكورة عضو الكتلة القومية الاجتماعية النائب سليم سعاده وعدد كبير من أعضاء مجلس العمد والمجلس الأعلى والمكتب السياسي والمسؤولين، إضافة الى منفذ عام الكورة وأعضاء الهيئة.

كما حضر عضو المجلس السياسي لحزب الله ووفد من الحزب وعدد كبير من رؤساء البلديات والمخاتير والنوادي الرياضية والجمعيات التربوية والاجتماعية، وحشود حزبية وشعبية.

المطران موسى : ترأس الصلاة مطران جبل لبنان سلوان موسى ومجموعة من الآباء، والقى المطران موسى عظة قال فيها: “إنها وقفة مجيدة التي نقفها اليوم، إنه مجد كبير موجود بيننا وفينا والحزن يمنعنا أن نراه ولكن كلام الله ووعده يجعلانا نلمسه، حين يقتنع الإنسان أنه يقدم نفسه لله وفداء عن كثيرين فإنه يلامس المسيح، وذخائر الشهيدين اللذين حملا اسم فوقا اللذين أتوا الى كفتون في الامس، أصبح لديهم الآن رفاق شهداء مثلهم هم فادي وجورج وعلاء..”.
وأضاف: “جورج وفادي وعلاء قدموا حياتهم لخدمة الآخرين، ودمهم لم يذهب هدرا لأنهم شركاء آلام المسيح، وبالتالي هم حققوا كلمة الإنجيل ببساطة ومحبتهم وشجاعتهم وبساطتهم ومروءتهم وثقتهم بأنهم موجودون لحماية هذه البلدة وسكانها”.

هذه اللحظة صعبة لنا على الأرض، ولكنها مباركة لأهل السماء، لأنهم يرون كيف يعيش الإنسان إنجيله وفي لحظة الوفاة يتذكر في طريقة عطائه وفدائه لسواه ونكرانه لذاته..
نطلب لجورج وفادي وعلاء هذه البركة ليكونوا عرابينها، وليكونوا شفعاء هذه البلدة الى جانب الاسقف فوقا والبستاني فوقا.. هم باقون معنا ونشكر الله على عطائهم المبارك من الله”.
وختم: “يجب أن نتعلم أن نعطي لأن بلدنا بحاجة لهذا العطاء في الوقت المناسب فداء الكل ولأجل الكل، جميعنا بحاجة لنفدي بعضنا البعض. وهذا ما فعله جورج وفادي وعلاء ولا نملك إلا أن نشكرهم ونشكر الله على عطيته .جميعنا متألمون في هذا الوطن وصار لزاما ان نتعلم العطاء لأجل هذا الوطن”.

كلمات
وبعد الصلاة قدمت الخطباء نغم خليل والقت كلمة، مما جاء فيها: “الحزن اليوم كبير، على مساحة وطن، وأكبر وطن لا يمكن أن يستمر بإعدام أبطاله واحدا تلو الآخر. الحزن اليوم كبير ويد الغدر السائبة لم تزل سائبة ونحن بين نائبة ونائبة نخسر أعزاءنا وأبناءنا”.

وألقى كلمة أسر الشهداء الأمين كمال نادر، مما جاء في كلمته: “فادي وجورج وعلاء هجموا على الموت ولم يهابوا لأنهم مؤمنون بواجبهم في الدفاع عن القرية والمجتمع وعن الوطن. كانوا عزلا، ولو كانوا في وضعية قتالية لما كانوا غدروا هكذا .هذه حياة العز والكرامة والإيمان بقضية كبيرة. وهكذا ننهض ونتخذ من شهادة الشهداء زخما ودما جديدا يحفزنا للصعود الى الأعلى. وأن هذه المنطقة التي اعتنقت روح النهضة ومبادئها من زمان وتمركزت في وديانها وقراها قيادة الحزب سنة 1943 تحت ضغط وقمع الانتداب الفرنسي، ما زالت ترفع راية الحزب وتولد أبطالا مثل كل مناطق الوطن”.

الحسنية
وألقى نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية الكلمة المركزية، ثمن فيها “افتداء الشهداء للكورة والشمال بالدم الغالي: ما كنا نأمل أن نزور كفتون الوادعة ونلتقي شيبها وشبابها في هذا الجو الحزين لأن كفتون لا تستحق الأحزان. فهذه القرية الحزينة على أبطالها الشهداء افتدت الكورة لا بل الشمال وقد يكون كل الوطن من فتنة كانت تدبر لها في ليل مظلم. فأنتم يا أبناء كفتون ويا أبناء القويطع كنتم وما زلتم الرجال الرجال القادرين على تخطي الصعاب وتحويل آلامكم وجراحكم إلى بلسم لمداواة جراح الوطن والأمة.

وتوجه إلى الشهداء الأبطال وأسرهم مثمنا وجعهم والمهم فقال: يا أبطال بلادي يا أغلى الغوالي، كان في استطاعتكم أن تناموا في منازلكم وتتركوا حال بلدكم لأبناء الأفاعي، لكن حسكم وواجبكم الوطني دفعكم لتواجهوا الجناة باللحم الحي، بالصدر العاري، في ظل دولة تطلب من أبنائها كل شيء ولا تستطيع أن تقدم شيئا، تطلب الضرائب ولا تستطيع مساعدة جائع.. تطلب التضحية من عناصر الشرطة البلدية لحراسة بلداتهم وهم عزل.. تطلب الإقدام من عناصر الدفاع المدني ولا تؤمن لهم التجهيزات اللازمة.. تطلب الصبر من المواطنين وقد أخذت منهم كل الصبر.. تطلب الوفاء وهي العاجزة عن وفاء أبسط حقوق مواطنيها.

رفيقي فادي ستغادرنا ولن نرى وجهك بعد اليوم وتركت خلفك زوجة جريحة ولم تودع باسم وجاك وميشال ولم تدَع والدتك تقبّل جبينك للمرة الأخيرة، لكن طيفك يا فادي سيبقى حاضراً في لقاءاتنا واجتماعاتنا في كل نبض حياتنا ونشاطاتنا مع كل أمسياتنا وصباحاتنا.
أما أنت يا علاء لقد بكرت الرحيل وتركت زوجة مفجوعة ودمعة حزن نرى مايك وأليسار يسألان متى يعود إلينا البابا ليعيد الفرحة إلى منزلنا، ووالدة لا تستطيع الصبر على فراقك وأباً جريحاً قدم فلذة كبده قرباناً على مذبح الوطن.
أما أنت يا جورج أيها القومي الذي لم يدخل إلى المؤسسة، لكنك كنت واحداً منا في مسيرتك وحياتك في أخلاقك وقيمك القومية”.

وتابع الحسنية:”إن هذا البلد مكتوب عليه لو كنا قدريين أن ينتقل من أزمة إلى أزمة ومن مصيبة إلى أخرى، لكن ونحن الذين نؤمن بأن العقل هو الشرع الأعلى نؤكد بأن أسباب أزمات البلد ومصائبه، هي مواطن يقترع لأمير مذهبه الذي يوهمه بأنه حام له وللمذهب ويؤمن لقمة عيشه، لكنه في الحقيقة يستعمل الطائفية وسيلة لتسلطه على رقاب العباد. الأزمات التي تعصف ببلدنا لأن الدولة تضع إمكاناتها لخدمة الطوائف لا لخدمة مواطنيها.. وتعزز الولاءات المذهبية على حساب الولاءات الوطنية.. وتشرع لكل طائفة مدرستها وجامعتها ومستشفاها ووسيلة إعلامها وقضاءها وإعفاءها من الرسوم لا بل تعزز إدارة الطوائف الخاصة لتصبح كل طائفة دويلة ضمن الدولة”.

وإذ شدد الحسنية على “أن الحل هو بالتخلص من هذا النظام الطائفي العفن وقيام الدولة القادرة وإلغاء الامتيازات التي تعطى لكل طائفة، الحل بقيام دولة المواطنة وبمحاربة الفساد عبر إزالة النظام الذي يحميه. الفساد ليس كلمة ولا فردا بل هو منظومة كاملة من قيادييه إلى موظفيه”، أكد “أن حماية لبنان بتعزيز جيشه الوطني، بمساندة مقاومته، وبالانخراط الكامل في الصراع مع أعداء أمتنا من محتلين صهاينة وإرهابيين وشذاد آفاق، وليس عبر الحياد عن مسائلنا القومية، وليس بالمطالبة بسحب سلاح مقاومتنا التي هي عزنا وشرفنا”.

وتابع :”المطلوب وضع سياسة اقتصادية ومالية جديدة للخروج من المأزق الاقتصادي، المسؤولة عنه السياسات المالية والاقتصادية للحكومات السابقة المتعاقبة، وليست هذه الحكومة التي لا يزيد عمرها عن سبعة أشهر تتحمل وزر الفشل”.

وأكد الجسنية “إن هذه الجريمة هي اعتداء موصوف على أمن البلد واستقراره وإن أجواء الفوضى التي يمر بها البلد وثقافة التحريض هي التي تدفع القتلة إلى إعداد جريمتهم وتصفية كل من يقف في طريقهم. من هنا لا بد أن نشكر الأجهزة الأمنية الجيش قيادة وضباط وقوى الأمن الداخلي وفرع المعلومات والأمن العام وأمن الدولة لأنهم وضعوا كل إمكاناتهم في سبيل كشف هذه الحقيقة مشكورين، وهذا واجبهم. ونحن كحزب لن نتوانى عن القيام بدورنا ومسؤوليتنا من أجل تحصين مجتمعنا ومواجهة الفتنة، ولكننا لن نسمح أن تذهب دماء رفقائنا هدرا لأن قوتنا موجودة، ونحن قادرون، ولكننا وضعنا ثقتنا بالدولة التي يجب أن تعطينا وتعطي أهل الشهداء حقهم”.

وختم الحسنية: باسمي وباسم رئيس المجلس الأعلى والمجلس الأعلى ومجلس العمد وقيادة الحزب ومسؤوليه وكل القوميين في الوطن وعبر الحدود والمواطنين والأحزاب الصديقة، نعزي أنفسنا وأسر الشهداء، ونشكر كل من شاركنا أو اتصل هاتفيا معزيا ونقول لهم نحن الآن لسنا في ساعة حزن ولا نأتي من أجل التعازي بل نحن في حالة فرح لأننا فدينا لبنان بثلاثة شهداء أبرار.. لهم الخلود والبقاء للأمة.

فارس
وألقى رئيس بلدية كفتون نخلة فارس (والد الشهيد علاء) كلمة قال فيها:
نطالب الدولة اللبنانيّة بأخذ حقنا كي لا تجبرنا على أخذه بأيدينا، لأن لدينا أبطالا وقدمنا أبطالا ولا يزال لدينا أبطال ومستعدون للتضحية في أي وقت، كما قال رئيس الحزب”.
أضاف: قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي وعدت بمتابعة هذه القضية وأنا أطلب من قيادة الحزب متابعة القضية حتى النهاية، لأننا لا نرضى أبدا أن تذهب دماء فادي وعلاء وجورج هدرا.
وقال: باسم عائلات الشهداء سنكلف محامي الحزب وسنقيم دعوى قضائية.

ثم أعقبت الكلمات مواراة الشهداء في الثرى في مدافن القرية”.