مجلة وفاء wafaamagazine
هل بدأ العد العكسي لتشكيل حكومة لبنانية جديدة ام ان دون ذلك عقبات تكمن في تفاصيل التركيبة رئيسا واعضاء.
كتب: حسين عز الدين
ثمة مؤشر يوحي بان نار الحكومة المرتقبة عالية ودرجات الحرارة ترتفع الا ان الدخان الابيض لم يتصاعد من قصر بعبدا بعد . لا على مستوى الدعوة لاستشارات نيابية ملزمة ولا حول رئيسها المكلف .
الاوساط المتابعة ترى ان مسار التكليف يسير بوتيرة متسارعة بعد تجميد رئيس مجلس النواب عجلات مشاوراته لتنتقل من العلن الى الخفاء سيما وان الثنائي الوطني الممثل بحركة امل وحزب الله ومعهم الحلفاء ما زالو يصرون على حكومة سياسية موسعة التمثيل تكون قادرة على مواجهة المشهد المتأزم اقتصاديا وامنيا وسياسيا وهذا ما قرأه البعض انعكاس لمبادرة باريس حول ضرورة تأليف حكومة وحدة وطنية قبل تنقيح النسخة التي برزت بالامس حول بنود لها علاقة بالاصلاحات وانتخابات نيابية مبكرة وهذا ما قد يشكل فرملة لمساعي التكليف والتأليف معا .
من هنا كل المؤشرات السياسية الاقليمية والدولية لا توحي بالايجابية، بل على العكس ما يحصل في لبنان وفي الاقليم يعطي اشارات بأن المحاور المتنازعة قررت الذهاب الى الكباش النهائي والتصعيد الكامل.
في لبنان، لا يبدو الوضع في عمقه مختلفاً، لا تزال واشنطن حتى اللحظة غير متحمسة للمبادرة الفرنسية في الاصل اذيعتبر الاميركيون انهم يحققون الكثير في ضغوطهم الاقتصادية .
في المقابل لا يزال حزب الله يهيء نفسه للضغوط القصوى، كما انه يرفض أي تنازل سياسي خلال هذه المرحلة وتضيف المصادر انه في هذا الوقت يعمل اللبنانيون على التمسك بالمبادرة الفرنسية، التي على الارجح باتت يتيمة، لكن تمسك القوى السياسية بها يقوم على قاعدة عدم خسارة القوى الاوروبية التي تتعاطى في السياسة مع لبنان بوجدانية تضاف الى الواقعية الغربية.
ووفق مصادر مطلعة فإن هناك قرارا بملاقاة الحراك الفرنسي الذي بدأ قبل مدة، وذلك لعدم احراج باريس امام شركائها الدوليين، بل اعطائها الكثير من الحجج الواقعية التي يمكنها التلويح بها واستخدامها لاقناع هذه الدولة او تلك بتخفيف الضغوط او اعطاء المساعدات المالية.
وتقول المصادر إنه بعد رفض الحريري ان يكون في الواجهة، عادت المبادرات الى اولها، الى حيث يجب الاتفاق على شخصية سياسية يسميها الحريري تؤّمن الاجماع الداخلي، مع العهد وقوى الثامن والرابع من آذار .
وتعتبر المصادر ان الاتفاق على هذه الشخصية قد يؤدي الى فك الحصار السياسي عن لبنان نسبياً، ولن يؤدي الى اظهار الحكومة ومن خلفها العهد بوصفهم معادين للولايات المتحدة الاميركية وللغرب عموما، بل على العكس من ذلك تماما.
وتشير المصادر الى ان ما يسهل هذه المحاولة في الاتفاق على رئيس للحكومة لا يكون من صفوف الثامن من آذار، هو الاشارات الاميركية بأن لا مانع في المبدأ بأن يمثَل الحزب في الحكومة، وعليه فإن الاتصالات تتجه الى حكومة يزكي رئيسها سعد الحريري ويشارك بها “حزب الله” وكافة القوى السياسية الوازنة.
وتختم المصادر إن فشل مثل هذه المحاولة وعدم تشكيل حكومة سريعة سيؤدي الى انهيار كامل لهيكل الدولة وتدهور شامل في الوضع المالي والنقدي والاقتصادي، كما ان الوضعين الصحي والامني لا يسمحان بأي مماطلة قبل الوصول الى تسوية مقبولة من الجميع فهل يتمكن اللبنانيون من كبح جماح شيطان التفاصيل ويذهبون نحو حكومة انقاذية تضمن عدم الانهيار او التخلي عن ثوابت القوة وانقاذا ما يمكن انقاذه.