الأربعاء 31 تموز 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
أطلق وزير الصحة العامة جميل جبق الحملة الوطنية للتوعية من مخاطر البدانة تحت شعار “صحتك ما بتحمل، خفف وزن عليها”، “بهدف تسليط الضوء على المخاطر الصحية للبدانة وكيفية تفاديها خصوصا وأنها مسبب رئيسي للعديد من الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط والقلب وصولا إلى داء السرطان، علما أن تقريرا حديثا لمنظمة الصحة العالمية أدرج تسعة من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على قائمة الدول التي فيها أعلى مستويات للبدانة في العالم، وجاء لبنان في المرتبة السادسة بعد الكويت والأردن والسعودية وقطر وليبيا”.
تم إطلاق الحملة بالتعاون بين وزارة الصحة وشركة نوفو نورديسك وجمعية أطباء الغدد الصم والأكاديمية اللبنانية للتغذية، في مؤتمر صحافي في وزارة الصحة العامة في حضور ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان إيمان الشنقيطي، منسق الحملة ممثل الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصم السكري والدهنيات أكرم شتي، أستاذة التغذية في الجامعة الأميركية في بيروت ورئيسة الجمعية اللبنانية للتغذية نهلا حولا، مدير الشؤون العامة لشركة نوفو نورديسك توفيق عيد، المستشار الإعلامي لوزير الصحة العامة محمد عياد، وممثلين عن جهات وجمعيات مشاركة في الحملة وحشد من المتخصصين.
ولفت الوزير جبق في كلمته إلى “أن الأهل يتحملون مسؤولية كبيرة حيال نمط العيش السائد في مجتمعنا”. وقال: “معلوم أن ثلاثة في المئة من الأطفال يعانون من البدانة وقد يكون ذلك في الغالب لأسباب وراثية، فيما سائر الأطفال يولدون بوزن طبيعي، ويتغير ذلك تدريجا بسبب نمط العيش الذي يؤدي بهم إلى اكتساب وزن زائد وبدانة عندما يكبرون”.
وأسف وزير الصحة العامة “ان تعتمد تربية الأولاد على مكافأتهم بالسكريات والأطعمة السريعة المليئة بالدهنيات والشحوم، ما يؤدي إلى اكتسابهم عادات وتقاليد لا يمكنهم التخلي عنها عندما يكبرون بحيث يفضلون الطعام غير الصحي على الصحي المجهز في المنزل، ويسلكون طريق البدانة”.
وقال: “إن البدانة مرض، وهي الموت المبكر، لأن هذا المرض يؤدي إلى أمراض أخرى كالضغط والسكري وأمراض القلب وغالبية أمراض السرطان في ضوء تأكيد إحصاءات علمية أن من يعاني من البدانة يتعرض للإصابة بالسرطان أكثر من غيره”.
وشدد الوزير جبق على “ضرورة اتباع نظام غذائي صحي مع أولادنا وجعلهم يبتعدون عن الأطعمة المصنعة، إضافة إلى تشجيعهم على ممارسة الأنشطة الرياضية بدلا من قضاء الوقت جالسين أمام الأجهزة الإلكترونية”. ورأى “أن في مدننا وقرانا، ورغم التبريرات بعدم وجود أرصفة وارتفاع نسبة التلوث، أماكن كثيرة لممارسة الرياضة ولا سيما رياضة المشي إذا ما أراد الشخص ذلك بالفعل”. واكد “أن الرياضة هي جهاز الدفاع الأول ضد البدانة والمحفز لتقوية المناعة”.
وكان المؤتمر الصحافي استهل بكلمة للشاب حسن خضرا عن تجربته الشخصية مع السمنة، اشار فيها الى ان وزنه بلغ مئتين وخمسين كيلوغراما (250 كلغ) في عمر مبكر، وعاش أصعب تجربة من الممكن أن يمر فيها مراهق أو ولد في بداية عمره. واكد أن حياته تغيرت كليا إلى الإيجابية عندما خرج من مشكلة السمنة على يد اختصاصيين. واعلن أن تجربته علمته أن الإنتصار على البدانة يتم بالتضامن بين أفراد المجتمع لمنع انتشار هذا المرض بشكل كبير عند غالبية الناس.
بعد ذلك، أوضح منسق الحملة الدكتور شتي أن “الهدف من إطلاقها هو التأكيد على أن البدانة مرض العصر ويؤدي إلى خفض متوسط العمر المتوقع للإنسان، كونها تؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة كمرض السكري من النوع الثاني وارتفاع الدهون في الدم وارتفاع الضغط الدموي وأمراض القلب والشرايين وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض العمود الفقري والمفاصل، إضافة إلى الأمراض النفسية وتأثيرها السلبي على الصحة الإنجابية مع ازدياد خطر الإصابة ببعض أنواع الأمراض الخبيثة”.
واكد انه “يمكن التقليل من الإصابة بهذه الأمراض إذا تمت معالجة البدانة وفق المعايير العلمية الصحية واتباع نمط حياة صحي يعتمد على ممارسة الرياضة البدنية بصورة منتظمة وتناول الأطعمة الصحية”.
ولفت عيد إلى “أن البدانة تكبد المجتمع والجهات الضامنة الكثير من الموارد لتدارك وعلاج المضاعفات الناتجة عنها”. وقال: “ان الهدف من الحملة هو التوافق على خريطة طريق نحو إدارة متكاملة للبدانة لما فيه من فائدة على النظام الصحي والإقتصادي وبشكل أساسي صحة المريض اللبناني”.
بدورها، اعتبرت الدكتورة حولا أن مسؤولية تحجيم ازدياد البدانة لا تقع على الفرد وحده بل على المجتمع ككل شاملا المدرسة والجامعة والبيت والمربين وصولا إلى تحديد استراتيجية وطنية للحماية من البدانة في لبنان. وقدمت عرضا يبين نسب البدانة في لبنان حسب الأعمار وجاء كالتالي: نسبة البدانة بين عمر صفر وخمس سنوات تبلغ ثلاثة فاصل ثلاثة في المئة (3.3%)، نسبتها بين عمر ست وعشر سنوات: ستة عشرة فاصل واحد في المئة (16.1%)، نسبتها بين عمر إحدى عشرة وتسع عشرة سنة: إثنتا عشرة فاصل سبعة في المئة (12.7%)، نسبتها لمن يتعدون عشرين سنة: ثمانية وعشرون فاصل اثنين في المئة (28.2%).
وتابعت: “هذه الأرقام تظهر ارتفاع نسبة البدانة لدى الأولاد والمراهقين ما يحتم دق ناقوس الخطر، خصوصا وان دراسات أجرتها الجامعة الأميركية في بيروت عكست السرعة في ارتفاع نسبة المصابين بالبدانة بحيث بلغت نسبة هذا الإرتفاع ستين في المئة (60%) في خلال اثنتي عشرة سنة من 1997 إلى 2009، علما أن هذه النسبة سجلت في بلدان أخرى إنما في غضون ثلاثين سنة”.
يذكر ان الحملة الوطنية ستشمل توزيع مواد تثقيفية والقيام بحملات على الأرض لقياس مؤشر كتلة الجسم في مناطق لبنانية عدة حيث سيجيب متخصصون وخبراء عن أسئلة الناس ويعطونهم النصائح والإرشادات حول مرض البدانة.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام