مجلة وفاء wafaamagazine
اكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي ان في صلب قناعة “القوات اللبنانية” انه يجب الا يكون هناك سلاح في لبنان خارج سيطرة الدولة اللبنانية، اذ لا يمكن لدولة في العالم ان تنهض وفيها قراران وولاءان وسلاحان، مضيفاً: “موقفنا كقوات من هذا الموضوع ثابت ولم يتغيّر ولكن للاسف كثر تراجعوا عن هذا الموقف بسبب الخوف او التردد او امور اخرى”.
وفي حديث اذاعي، اعتبر أن بعضهم وتحديداً “حزب الله” يوحي بأنه يحق له امتلاك السلاح لأنه تم انتخاب، واردف: “نقول له انت انتخبت كي تكون نائبا في مجلس النواب مثلي مثلك. الناخب لا يعطي شرعية لسلاح غير شرعي بل يعطي سلطة التشريع في مجلس النواب ومراقبة عمل الحكومة بإسم الامة اللبنانية”.
تعليقاً على طرح “الدولة المدنية”، قال بو عاصي: “الطائف نتج عنه دستوراً وتغيير الدستور ليس نزهة. طرحهم “الدولة المدنية” مدخل جميل ولكن يشكل واجهة لاخفاء امور اخرى وحرف الانظار عن المعاناة الفعلية التي تتطلب حلاً. الدولار يلامس 10 الاف ليرة، الفقر يتعاظم، الشركات تنهار، الهجرة تتزايد، المرفأ تدمر، بيروت منكوبة وفي هذه اللحظة تطرحون الدولة المدنية؟!”
أضاف: “هل لهم ان يحددوا لنا ماذا يقصدون بالدولة المدنية: الغاء الطائفية السياسية؟ الغاء قانون الاحوال الشخصية؟ انشاء مجلس الشيوخ؟ ام الهدف فقط حرف الانظار عن مسؤوليتهم بما وصل الى اليه الشعب اللبناني وتطويق للثورة وشعاراتها؟ “.
واعتبر بو عاصي أن المبادرة الفرنسية كأي مسعى تأتي جراء ظرف محدد ولا تأتي من لا شيء، مضيف: “فرنسا دولة عظمى وصديقة للبنان وتتابع ملفه بشكل دقيق. من خلال عيشي لعشرين سنة في فرنسا وتفاعلي مع دوائر القرار هناك، ادركت جيداً اهمية الموضوع اللبناني لها”.
وعرض للمبادرة والمناخ المرافق لها قائلاً: “المبادرة الفرنسية تأتي في ظل ظروف عدة: اولها ثورة 17 تشرين ومن ثم انهيار العملة اللبنانية مقابل الدولار الذي لامس العشرة الاف ليرة لبنانية مع خطر الانهيار الاقتصادي والاجتماعي، بعدها اتت جائحة كورونا واخيراً الانفجار المشؤوم في مرفأ بيروت في 4 آب وما خلّفه من قتلى وجرحى ودمار”.
تابع: “كل هذه الظروف اضيف اليها المئوية الاولى للبنان الكبير، استقالة الحكومة، الترهل البنيوي في عمل المؤسسات وتفشي الفساد الذي ينخر الدولة، دفعت فرنسا الى المبادرة مشكورة لمنع ما اسمته بعض الدوائر الفرنسية “صوملة” لبنان اي ان يصبح شعباً بلا دولة ومؤسسات، والدولة ليست ترفاً بل حاجة لاستقرار المجتمعات”.
كما أعرب عن القلق الكبير الذي لديه كمسؤول سياسي وكحزب “القوات اللبنانية” او حتى لدى فرنسا، وهو الغياب التام في ظل هذا المشهد لأي شكل من ردات الفعل والاصلاحات من قبل الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان.
ورداً على سؤال، اجاب بو عاصي: “لنكن واقعيين، الرئيس ماكرون لم يحضر الى بيروت لنزع سلاح حزب الله او للاطاحة بالمنظومة السياسية الحاكمة كي يتمكن الحراك او المعارضة من الدخول الى الحكم واعلن عن ذلك بشكل واضح. مهمته كانت منع انهيار الدولة اللبنانية اقتصادياً واجتماعياً ومؤسساتياً”.
تابع: “كل الاهداف التي وضعها ماكرون اهداف عملية مع مهل للتنفيذ، من تشكيل الحكومة وكورونا الى صندوق النقد والاصلاحات والتدقيق بحسابات مصرف لبنان، ملف الكهرباء، تنظيم القضاء، مكافحة الفساد، ضبط المعابر، الشراء العام، المالية العامة جميعها نقاط اساسية وحيوية للبنان. وضع مهل زمنية لتنفيذها يعسك جدية في التعاطي”.
اشار بو عاصي الى ان للمبادرة الفرنسية نقاط قوة ونقاط تحدٍ تواجهها، مضيفاً: “من نقاط القوة انها عملية محددة بغطاء دولة كبيرة تواصلت تمهيداً لأطلاقها مع الولايات المتحدة وروسيا والمملكة العربية السعودية ومصر وايران التي ركزت معها بشكل اساسي على تحييد لبنان من الصراعات الاقليمية التي لا تجر الا الويلات على لبنان. من النقاط الايجابية ايضاً ان الموضيع المطروحة بديهية، كملف الكهرباء حيث هناك شركات عالمية عدة بامكانها معالجة الكهرباء سريعا. الحلول موجودة وبمتناول اليد والامر يتطلب فقط ارادة وجدية وشفافية. مشاكلنا ليست كبيرة وليست معقدة وليست مستحيلة إنما المشكلة هي قلة الكفاءة والفساد”.
في قراءته للوضع الاقيليمي والدولي، قال بو عاصي: “لا أرى ان هناك صراعاً على النفوذ في المنطقة بين اميركا وفرنسا. اولاً الامكانات ليست متكاف