شدّدت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية في حكومة تصريف الأعمال الدكتورة عناية عز الدين على ضرورة قيام الدولة المدنية التي ترعى شؤون ابنائها بعيدا عن العقليات الفئوية والطائفية والمناطقية والتي دعا اليها رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، معتبرة أن هذه الدعوة اتت كصرخة في وجه الجمود الحاصل في تأليف الحكومة، وذلك بعد ان أصبح واضحًا للجميع بأن التمادي في تأخير تشكيل الحكومة هو بعينه الإمعان في القفز فوق معاناة الناس وهمومهم، داعية الى الاسراع بالإستجابة لفتح الأبواب المغلقة وتخطي عقد الحصص المقفلة لأن الاستمرار في حالة الانتظار يؤدي الى مزيد من خسارة الوقت والفرص واستفحال الازمات واشتدادها.
مواقف عز الدين جاءت خلال رعايتها حفل توزيع شهادات” للمشاركات في دورة التصنيع الغذائي” ، الممولة من قوات اليونيفيل، والذي دعت اليه بلدية العباسية والجمعية التعاونية الزراعية للتصنيع الغذائي في البلدة (جود الأرض) والذي جرى في قاعة البلدية، بحضور رئيس بلدية العباسية الأستاذ علي عز الدين، قائد القطاع الغربي في اليونيفل الجنرال ديوداتو آبانيارا، ممثل قيادة الجيش اللبناني مدير مكتب التعاون المدني العسكري العميد الركن إيلي أبي راشد وفعاليات بلدية وعسكرية واجتماعية.
وأشارت الى حالة التذمر التي سادت لدى المواطنين اللبنانيين أمام مشهد العجز الشامل من قبل الدولة اللبنانية ومؤسساتها تجاه العاصفة التي ضربت لبنان مشددة على وجوب عدم فقدان الأمل والرجاء على الرغم من كل مؤشرات ترهل الدولة مؤكدة على ضرورة استمرار المبادرات من قبل المجتمع اللبناني التي استطاعت ان تحصن هذا المجتمع على كافة المستويات وفي اكثر المحطات صعوبة ودقة وذلك بانتظار الرؤية الشاملة اقتصادياً واجتماعياً وبانتظار السياسات التي تعتمد على قدراتنا الانتاجية الذاتية في الزراعة والصناعة والسياحة.
وحثّت عز الدين المسؤولين اللبنانيين على العمل وفق معادلة تقوم على ان الذهاب شرقاً وغرباً لن يغنينا بشيء الا اذا اقترن بتفعيل وسائل الانتاج المحلية وتعزيز عناصر التنمية الذاتية.
وشكرت عز الدين قوات الامم المتحدة على مبادرتها في التدريب على التصنيع الغذائي وعلى دورها في دعم المجتمع الاهلي والبلديات الجنوبية ودعتها الى ضرورة التنبه من مخاطر التهديدات الاسرائيلية للبنان والتي تعاكس الجو الودي والامن السائد في الجنوب مطالبة بشدة العمل على وقف الانتهاكات الاسرائيلية الجوية التي تشكل على الدوام عامل اعتداء صارخ على سيادة لبنان.
وأكدت بأن هذه النشاطات هي رسالة امل بأننا شعب لا يعرف التوقف أو الهدوء، ممتلئ نشاطا وتحفزاً، خصوصًا انها تجمع سيدات من بلدات الجنوب ومجندات في الجيش اللبناني الذي يشكل المؤسسة الوطنية الجامعة والحامية والضامنة والذي يقدم من خلال تعزيز حضور النساء فيه نموذجاً للمؤسسات الوطنية اللبنانية على هذا الصعيد، مناشدة كل القيّمين على هذه المؤسسات الوطنية ضرورة الاستمرار في دعم انخراط المرأة في هذه المؤسسات بشكل عادل ودون تمييز الا على اساس الكفاءة وخاصة في ما يخص (المرأة المحجبة) اضافة الى مجندات في قوات اليونيفيل وهو ما يعكس روح التعايش والصداقة والتعاون القائمة بين اليونيفيل والمجتمع الجنوبي.
ورأت عز الدين أن الأرض والانتاج والجودة، هي من اهم عناوين تحقيق التنمية المستدامة في اي مجتمع من المجتمعات وهي الكفيلة بتحقيق نسبة عالية من الاكتفاء الذاتي ودون منة من أحد داعية الجهات المعنية في الدولة اللبنانية الى الاهتمام بهذه الاتجاهات الصناعية الزراعية وذلك من خلال ادراج هذا العمل الانتاجي المنزلي الذي تقوم به السيدات داخل منازلهن ضمن البرامج الاقتصادية والانتاجية اضافة الى وضع معايير واضحة ومحددة تضمن مواصفات نوعية وصحية إضافة الى منح هذه المنتوجات قدرة تنافسية في الأسواق المحلية وربما الخارجية.
وختمت عز الدين بتوجيه التحية الى النساء المشاركات، لأنهن دائما رمز للجنوبيات الرائعات اللواتي تفتخر بالإنتماء اليهن.
وكان قد تخلل الحفل الذي قدّمه عضو المجلس البلدي الأستاذ علي كلش، كلمات لكل من رئيس الجمعية السيدة باسمة زين عوض، الجنرال ديوداتو آبانيارا والعميد الركن إيلي أبي راشد.