مجلة وفاء wafaamagazine
صدر العدد الجديد لمجلة “الأمن” بعنوان “لبنان في قلب العالم” وكتب المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان كلمة عن المئوية الأولى للبنان الكبير بعنوان المئوية والأمل الجديد جاء فيها:
“لطالما تغنى اللبناني أينما حل بحبه لوطنه لبنان، وانتمائه الأول والأخير له، وهو يعتبره من أقدس المقدسات لديه، ففيه مسقط رأسه وأرض آبائه ومرتع أجداده.
حتى في أحلك الظروف وفي خضم المآسي وخلال الحروب المتتالية التي عاشها اللبنانيون، بقي اللبناني متمسكا بتلك الوطنية المقدسة وإيمانه بالأرض والفكر والعادات والتقاليد، لا بل ربط كل ذلك بتفاؤله وطموحاته التي تخطت حدود الوطن. اللبناني لم يكفر يوما بوطنه، لا بل كان مثالا يحتذى به في حبه للوطن.
أما اليوم، وبعد كل ما شهده اللبنانيون من أعاصير وأهوال سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية وضعته على حافة الهاوية، بدأ اللبناني يشهر يأسه واستياءه مما نشهد، حتى وصلت الأمور بالبعض منهم إلى أن يطالبوا بانتداب أجنبي يرعى شؤونهم الحياتية، والبعض الآخر لم يتردد بالمجاهرة بأنه لا حياة كريمة بعد اليوم أو مستقبلا واعدا إلا خارج هذا الوطن الجريح المتخبط.
يعز علينا اليوم أن تأتي الذكرى المئوية الأولى لقيام دولة لبنان الكبير ونحن على هذه الحال المتزعزعة، في حين كان من المفترض الاحتفال بهذه المئوية والتخطيط لمئوية جديدة تكون على قدر طموحات اللبنانيين وآمالهم.
على كل حال، لم يفتنا القطار بعد، وقد برهنا نحن اللبنانيين على مر الزمن أننا فعلا كطائر الفينيق الذي ما يبرح أن يكون رمادا حتى ينهض من جديد معافى مستعدا لانطلاقة جديدة.
من هذا المنطلق الإيماني المترسخ في قلوب معظم اللبنانيين المقيمين والمغتربين، علينا جميعا تجديد الأمل والعمل على بناء وطن ذي دعائم قوية ثابتة ترتكز على مبادىء يجتمع عليها كل اللبنانيين، لنعيد لبنان إلى مكانته الحقيقية في المجتمع الدولي.
لبنان الذي رسم صورته الإيجابية كل لبناني مغترب ناجح في دول الانتشار، من علماء وأطباء ومهندسين وغيرهم من أصحاب الخبرات والجدارة في مختلف المجالات العلمية والأدبية، لبنان الذي صدر الأدمغة إلى تلك الدول، لن يصعب على أبنائه بناء دولة حضارية حديثة تسير على نظم عالمية علمية ناجحة في نواحيها كافة كالسياسة والاقتصاد والعدل والأمن وحقوق الإنسان والحريات المصونة بالقوانين والمساواة بين جميع أبناء الوطن في الحقوق والواجبات.
إذا، على اللبنانيين جميعا أن يدركوا وقبل فوات الأوان أنه لا ملاذ لهم ولأبنائهم ولأحفادهم ولمستقبل كل منهم خارج منظومة الدولة الفاعلة ومؤسساتها ومكوناتها، وأنه علينا أيضا تفعيل العمل المؤسساتي الشفاف الذي يتمثل بانتماء كل موظف للوطن أولا ولمؤسسته أخيرا.
ففي المئة سنة المنصرمة تعلم أجدادنا وآباؤنا وتعلمنا نحن من بعدهم دروسا قاسية وموجعة، فإذا لم نستفد مما تعلمناه، لا نستحق هذا الوطن الذي يتمسك به الغرب والشرق ونحن لا نعرف قيمته الحقيقية. لذا علينا أن ندرك أن الدولة المرجوة لا يمكن بناؤها إلا بإرادة قوية تعتمد على نيات نقية من جميع مكونات هذا الوطن. فالوضع الذي وصلنا إليه يحتم علينا التكاتف والاتحاد ونكران الذات في سبيل انتشال وطننا من محنته.
إن تكليف رئيس جديد لتشكيل حكومة تكون على مستوى المرحلة، قادرة على معالجة الأزمات التي حلت بنا، من شأنه أن يعطينا بارقة أمل بإعادة بناء الدولة التي حلم ويحلم بها كل لبناني شريف، وأن يكون ذلك حافزا لكل منا في موقعه أن ينهض من جديد ليقدم كل ما لديه من جهود وخبرات وكفاءات وتضحيات لنعيد بناء ما تدمر ولا سيما ما خلفه الإنفجار المشؤوم في بيروت ومحو آثاره من نفوس اللبنانيين أجمعين.
من السهل جدا قول “لا” دون أي تبعات ومسؤوليات، لكن الأصعب أن نقول “نعم”. قول نريد منه أن يكون ضمن أطر وأهداف ومحاسبة. ولنعمل معا بانتظام تحت سقف المؤسسات لوقف الانهيار المالي والاقتصادي وبمساعدة الدول الصديقة والشقيقة لنعيد لبنان درة الشرقين، ولنحوله من “لبنان الكبير إلى لبنان الأكبر”.
وفي العدد:
– الى اللقاء : ” قدرنا أن نغير معا” بقلم رئيس التحرير العقيد الركن شربل فرام .
– يدا بيد وقلبا على قلب: حين يعلو النداء.
– كيف ننجح في إدارة الأزمات والكوارث؟.
– الاضطرابات النفسية للأطفال والمراهقين بعد انفجار المرفأ.
– مرفأ بيروت: ذاكرة ثقافية عصية على التفجير والنسيان.
– الصراع الفرنسي – التركي في شرق المتوسط.
– من سايكس بيكو إلى لبنان الكبير: السياسة الخارجية الفرنسية بين خيارين:
سوريا الفدرالية أو لبنان الكبير .
فتى الأمن
كما صدرت مجلة ” فتى الأمن ” التي تعنى بالتربية الوطنية للجيل الصاعد.