مجلة وفاء wafaamagazine
عقدت المديرة العامة للمجلس الدولي للأثار والمواقع ماري لور لافونير والمدير العام للمجلس الدولي للمتاحف بيتر كيلير والمدير العام لمؤسسة التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع – ألف فاليري فريلاند، مؤتمرا صحافيا في قاعة المؤتمرات بمتحف سرسق – الأشرفية، بمشاركة المدير العام للآثار سركيس خوري ومديرة متحف سرسق زينة عرضة، حضرته فاعليات إعلامية وثقافية ومهتمون.
خوري
وتحدث خوري عن “أهمية الخطوة التي يقومون بها على صعيد اعادة ترميم وتأهيل المواقع والمباني الاثرية والثقافية التي لا تهم الشعب اللبناني فقط، بل تهم الانسانية جمعاء”، وقال: “إن التحدي كبير جدا، فالاضرار هائلة، وعلينا أن نتعاون مع كل الجهات القادرة على العطاء من أجل إعادة صورة بيروت الحضارة، بيروت الثقافة الانسانية المنفتحة والتعددية”.
وشكر “الجهات الدولية وكل الجمعيات المدنية والثقافية والإنسانية التي تعمل من أجل إعادة بيروت إلى وجهها الصحيح، بيروت الحضارة والثقافة”.
لافونير
وتناولت لافونير “التحرك الذي قامت به منذ وصولها الى بيروت، حيث عقدت اجتماعات عمل مع المدير العام للآثار في لبنان ومسؤولين عن العديد من المتاحف والمكتبات وممثلي المجتمع المدني، ومنها اللجان اللبنانية للمجلس الدولي للآثار والمواقع والمجلس الدولي للمتاحف ومنظمة الدرع الأزرق خصوصا من أجل المساهمة في تقييم الوضع والتحديات وتنسيق العمل الدولي وتنفيذ مشاريع ملموسة بغية ترميم التراث المتضرر من جراء انفجار 4 آب وذلك في إطار مهمتهم المشتركة إلى بيروت”.
وتحدثت عن “الاستراتيجية والمشاريع التي استهل العمل بها والمشاريع المقبلة من أجل بيروت”، وقالت: “يواصل المجلس حشد شبكته من أجل بيروت ومئات الآلاف من سكانها الذين أصبحوا بلا مأوى، ومن أجل الأحياء التاريخية المدمرة، التي تحوي عددا كبيرا من بيوت من القرنين التاسع عشر والعشرين. وينشط المجلس الدولي للآثار والمواقع في بيروت من خلال لجنته الوطنية، وهو حاضر جدا على الأرض، وتم منحه دعما ماليا استثنائيا من خلال حشد شبكته العالمية من الخبراء، لا سيما أولئك الذين لديهم خبرة في العمل في حالات طوارئ مماثلة. ويتمثل المجلس الدولي للآثار والمواقع بمجموعة من الرجال والنساء الذين يضعون حياتهم المهنية والشخصية في خدمة حماية التراث الثقافي”.
أضافت: “أنا في بيروت اليوم لأؤكد لسكانها نيابة عن 11000 عضو في المجلس الدولي للآثار والمواقع، تضامننا ودعمنا اللذين لا يتزعزعان، فضلا عن التزامنا المساهمة في جهود إعادة الإعمار، التي يجب أن تكون جماعية ومنسقة كي تتكلل بالنجاح. وكذلك، يسر المجلس الدولي للآثار والمواقع التعاون الذي استهل على وجه السرعة في المجتمع الدولي، مثلما يتجلى من هذه الزيارة المشتركة مع ألف والمجلس الدولي للمتاحف”.
كيلير
أما كيلير فأشار إلى أن “المجلس الدولي للمتاحف تمكن من تعبئة شبكته في اليوم التالي للانفجار بفضل بروتوكول العمل والتنسيق في حالات الطوارئ الخاص به. وهكذا تم تنظيم بعثة ميدانية بدعم من المجلس الدولي للمتاحف في لبنان بعد أربعة أيام من حدوث المأساة، بغية المساهمة في تقييم الأضرار وتنفيذ مشاريع ملموسة لترميم المتحف الوطني في بيروت، ومتحف سرسق، ومتحف عصور ما قبل التاريخ في لبنان في جامعة القديس يوسف والمتحف الأثري في الجامعة الأميركية ببيروت”، وقال: “لقد ساهم المجلس الدولي للمتاحف، بالتعاون الوثيق مع إدارات هذه المتاحف، في استنباط مشاريع التثبيت والترميم المقدمة للتمويل إلى مؤسسة ألف”.
أضاف: “”يمكن للمجلس الدولي للمتاحف، أي هذه الشبكة من المتطوعين، تقديم مساهمة لمساعدة البلاد على التعافي من هذه المأساة من خلال دعم المتاحف، إذ لا يحافظ المتحف على المجموعات فحسب، بل ينقل أيضا تاريخ أمة أو مدينة وهويتهما إلى الأجيال المقبلة في العالم. وتضطلع بذلك متاحف بيروت، التي لا مثيل لثروتها، بدور رئيسي من أجل التماسك الاجتماعي والحوار بين الثقافات. وسيستغرق ترميمها وقتا، وسيقف المجلس الدولي للمتاحف جنبا إلى جنب مع المتاحف خلال هذا المسار. وتكمن قوة منظمتنا في شبكتها من المهنيين الذين تتم تعبئتهم ويعيرون اهتماما كبيرا ببيروت”.
فريلاند
من جهته، قال فريلاند: “إن مؤسسة ألف تدعم العديد من المتاحف كجزء من خطة عملها من أجل تراث بيروت، والتي خصص لها مبلغ أولي بقيمة 5 ملايين دولار. وتتمثل هذه المشاريع في ترميم طارئ للمتحف الوطني، بالشراكة مع متحف اللوفر والمديرية العامة للآثار وتثبيت متحف سرسق وعزله لمنع التسرب المائي، بالتعاون مع الصندوق العربي للثقافة والفنون، كامتداد للمهمة التي يقودها المجلس الدولي للمتاحف وحماية مجموعة الكؤوس العتيقة التي يحويها المتحف الأثري التابع للجامعة الأميركية في بيروت، بخبرة المعهد الوطني للتراث – باريس”.
أضاف: “تمول مؤسسة ألف تثبيت قرابة عشرين مؤسسة ثقافية، من خلال مبادرة من صندوق الأمير كلاوس والدرع الأزرق في لبنان، وترميم طارئ لعشرة منازل تاريخية في منطقتي الرميل ومدور، وكاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس، بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى والمعهد العالي للأعمال. وتخضع مشاريع أخرى للدراسة بغية المساهمة في ترميم متحف عصور ما قبل التاريخ والمكتبة الشرقية ومنازل تاريخية أخرى في بيروت خصوصا”.
وتابع: “حشدت ألف، بعد وقوع كارثة 4 آب، تمويلها على وجه السرعة من أجل تراث بيروت. أما اليوم فنحن في العاصمة اللبنانية للتعبير عن تضامننا والمساهمة في تنسيق الإجراءات الدولية وتحديد مشاريع جديدة ملموسة أيضا. ويجب علينا العمل بسرعة لمنع موسم الأمطار المقبل من زيادة تدهور تراث المدينة”.
وأشار إلى أن “المشاركة النشطة في ترميم بيروت تمثل أولوية بالنسبة إلى مؤسسة ألف، الآن وفي الأشهر المقبلة”.
الوكالة الوطنية للاعلام