مجلة وفاء wafaamagazine
بما أنّ مستويات الهورمونات تتغيّر قبل الدورة الشهرية، من الطبيعي أن تواجه المرأة مجموعة أعراض جسديّة ونفسيّة. لكن لعلّ أكثر ما يُثير قلقها هو اكتساب الوزن قبل أيام قليلة من موعد الطمث. فما أسبابه؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟
شرحت اختصاصية التغذية، جوزيان الغزال، لـ«الجمهورية» أنّ «أعراض ما قبل الدورة الشهرية، أو ما يُعرف بالـ«PMS»، تُصيب كل السيّدات والفتيات قبل 5 إلى 10 أيام من موعد الميعاد، وقد تشمل الكآبة، والقلق، والعصبية، ونوبات البكاء، والتشوّش، والانسحاب الاجتماعي، وضعف التركيز، والأرق، وتغيّر الرغبة الجنسية، والصداع، والآلام، والتعب، ومشكلات في البشرة، ووجعاً في المعدة. بالإضافة إلى تعديلات في الشهيّة والعطش، وألم في الثدي، والنفخة، وتورّم في اليدين أو الساقين».
ولفتت إلى أنّ «نوع الأعراض وحِدّتها ومدّتها تختلف من جسم إلى آخر، لكنّ أكثر ما تخشاه المرأة هو اكتساب الوزن الذي قد يتراوح من 1 إلى 1,5 كلغ، وهو رقم غير قليل خصوصاً في حال اتّباع حمية غذائية معيّنة، الأمر الذي يسبب لها خيبة الأمل والشعور بأنّ كل جهودها المبذولة ذهبت سُدى».
غير أنّ الغزال أوضحت أنّ «شهيّة الأكل، واحتباس المياه في الجسم، والتورّم هي أبرز العوامل المسؤولة عن اكتساب الوزن. وبالتالي، من الطبيعي أن تلاحظ المرأة زيادة في وزنها قبل أيام قليلة من الميعاد، ولكن بعد اجتياز هذه الفترة سيتبيّن لها أنّ هذه الزيادة غير فعليّة وستزول بعد انتهاء الطمث، شرط الانتباه جيداً إلى نوعية الأكل وكميته».
وتابعت حديثها: «قد تلاحظ المرأة تغيرات في شهيّتها، وتشعر برغبة مُلحّة في تناول الحلويات، والشوكولا، والأطعمة المالحة، علماً أنّ استهلاك سعرات حرارية أكثر خلال اليوم نتيجة الرغبة الشديدة في الحصول على أطعمة معيّنة قد يُهدّد بارتفاع الوزن. واللافت أنّ هذا الأمر يُقابله عدم الرغبة في ممارسة الرياضة بسبب النفخة والأوجاع، الأمر الذي يساهم في تفاقم الأعراض والشعور بانزعاج شديد».
وبالنسبة إلى احتباس السوائل في الجسم، قالت الغزال إنّ «ذلك يحدث بسبب ارتفاع هورمون «Progesterone» الذي ينشّط هورمون «Aldosterone» الذي يدفع الكليتين إلى الاحتفاظ بالمياه والملح. ويمكن لاحتباس السوائل أن يؤدي إلى النفخة والتورّم، خصوصاً في البطن، والذراعين، والساقين. وهذا قد يُعطي مظهر زيادة الوزن ويجعل الملابس ضيّقة أكثر».
مأكولات سيّئة وأخرى مُفيدة
ولخفض آثار أعراض ما قبل الدورة الشهرية على الوزن، دعت خبيرة التغذية إلى «تفادي الإفراط في الملح، خلال هذه الفترة خصوصاً، إن عن طريق رشّه على الطعام، أو من خلال تناول المنتجات التي يختبئ فيها مثل الكاتشب والمايونيز واللحوم المصنّعة كالهوت دوغ والبيبيروني، والوجبات السريعة. كذلك يجب الاعتدال في شرب الكافيين والكحول لأنها تؤثر في المزاج وتسبب احتباس السوائل، وخفض استهلاك الدهون والسكّريات والحلويات بمختلف أنواعها، والمقالي، والأطعمة المصنّعة»، مُشيرةً إلى أنه ولخفض الأعراض بشكل أكبر يجب اعتماد هذه الاستراتيجية طوال الشهر وليس فقط قبل موعد الطمث.
واستناداً إلى الغزال، إنّ الأطعمة التي يجب التركيز عليها هي: «الكربوهيدرات المعقدة كالحبوب الكاملة والبقوليات لخفض اضطرابات المزاج وشهيّة الأكل، والبروتينات القليلة أو المنزوعة الدهون مثل صدر الدجاج وبياض البيض، والخضار، والفاكهة. وفي حال عدم معاناة البثور، يمكن تناول مشتقات الحليب الخالية من الدسم. بالإضافة إلى المكسّرات النيئة التي تُعدّ من أهمّ السناكات الصحّية لاحتوائها على البروتينات والدهون شرط الاعتدال فيها، والحرص على شرب الكثير من المياه، والحفاظ على استقرار مستويات السكّر في الدم من خلال تناول وجبات غذائية أصغر مقسّمة على مدار اليوم».
أصول التعامل مع الشهيّة المُلحّة
كذلك أكّدت أنّ «الرياضة تُعدّ من أهمّ الأمور التي يجب القيام بها خلال هذه الفترة، بغضّ النظر عن الشعور بالتعب. فهي تخفّف الأوجاع ومختلف الأعراض، وتسهّل الهضم، وتُعالج كافة المشكلات. حتى لو اقتصر الأمر على المشي نصف ساعة يومياً، فهذا الأمر يؤدي دوراً مهمّاً».
وفي حال معاناة شهيّة مُلحّة على أصناف غذائية معيّنة، نصحت الغزال بـ«عدم الميل إلى الطعام السيّئ جداً. فعند الرغبة في الحصول على مذاق حلو، يُستحسن اختيار الفاكهة بدلاً من الحلويات. وعند الشهيّة على الشوكولا، فهي قد تحصل غالباً بسبب حاجة الجسم لمعدن الماغنيزيوم، وبالتالي يُفضّل تناول الموز لأنّ الشوكولا مليء بالسكّر والدهون، إلّا إذا تمّ الاكتفاء بنحو مكعّبين من الشوكولا الأسود».
ولكن، رغم كل هذه التوصيات، دَعت إلى «الابتعاد من الحرمان الشديد الذي قد يسبب في النهاية الملل وشراهة الأكل، وبالتالي الانغماس في وجبة دسمة فقط من حين إلى آخر».