مجلة وفاء wafaamagazine
أمسك المرشّح الديموقراطي إلى البيت الأبيض جو بايدن بزمام الأمور في أول مناظرة بينه وبين الرئيس الجمهوري الساعي للفوز بولاية ثانية دونالد ترامب الذي بدا متوتراً، وأحياناً مضطرباً.
واتّسمت هذه المناظرة التلفزيونية الأولى بين ترامب وبايدن بفوضى عارمة وأجواء محمومة تخلّلها في كثير من الأحيان تبادل الإهانات الشخصية وسط توتر شديد ومقاطعة الواحد للآخر.
وبعد أقلّ من 15 دقيقة على انطلاق المناظرة التي تابعها عشرات ملايين الأميركيين عبر شاشات تلفزيوناتهم، صعّد بايدن من وتيرة هجومه على منافسه في استحقاق الثالث من تشرين الثاني، قائلاً “إنّ “كلّ ما يقوله حتى الآن كذب. أنا لست هنا لأبرهن أكاذيبه. الكلّ يعلم أنّه كذّاب”.
ومع استمرار ترامب بمقاطعته مراراً وتكراراً، بلغ الأمر ببايدن حدّ القول: “هلّا تخرس يا رجل!”.
وأضاف: “من الصعب أن يحظى المرء بفرصة لقول كلمة واحدة بوجود هذا المهرج، عفواً هذا الشخص”.
وتابع: “أنت أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة”.
وهاجم بايدن الرئيس الجمهوري أيضاً بسبب علاقته بنظيره الروسي. وقال: “أنا واجهت بوتين وجهاً لوجه، وأوضحت له أنّنا لن نقبل أيّاً من هذه الأمور”، متّهماً ترامب بأنّه “جرو بوتين. هو يرفض أن يتكلم عن المكافآت التي وضعت لقتل جنود أميركيين” في أفغانستان.
ووفقاً لوسائل إعلام أميركية عدة فقد دفع عملاء للاستخبارات الروسية أموالاً لمقاتلين “قريبين من طالبان” لقتل جنود أميركيين.
وطوال المناظرة التي استغرقت 90 دقيقة حاول ترامب عبثاً استعادة زمام المبادرة، فانبرى يقاطع “جو” المرة تلو الأخرى مما دفع بمدير الندوة الصحافي في شبكة فوكس نيوز كريس والاس إلى الطلب منه مراراً وتكراراً أن يفسح المجال أمام بايدن بالكلام.
وفي حين ركّز ترامب ناظريه طوال المناظرة على منافسه، اختار الأخير التركيز على الكاميرا، مخاطباً الناخبين الأميركيين.
بدوره اتّهم ترامب منافسه الديموقراطي بالافتقار إلى الذكاء وبأنّه دمية في يد “اليسار الراديكالي”.
وقال ترامب من على منصّة المناظرة في كليفلاند بولاية أوهايو مخاطباً نائب الرئيس السابق “أنت لا تمتّ إلى الذكاء بصلة، جو. 47 عاماً ولم تفعل شيئا”.
واستهلت المناظرة بدفاع الرئيس الجمهوري عن قراره المثير للجدل بترشيح قاضية محافظة للمحكمة العليا قبل أسابيع قليلة من الانتخابات.
وقال ترامب: “لقد فزنا في انتخابات 2016 ولنا الحقّ في ذلك”.
وسارع المرشح الديموقراطي: “علينا الانتظار حتى نرى نتيجة هذه الانتخابات”.
وسعى بايدن، الذي يتصدّر استطلاعات الرأي، إلى ربط ترامب بشكل مباشر بجائحة كوفيد -19 التي أودت بأرواح أكثر من 200 ألف شخص في الولايات المتحدة، البلد الأكثر تسجيلاً للوفيات الناجمة عن الجائحة في العالم أجمع.
وقال المرشح الجمهوري مخاطباً الناخبين الأميركيين: “كم منكم استيقظ هذا الصباح وكان لديه كرسي فارغ على طاولة المطبخ لأنّ أحدهم مات بسبب كوفيد-19؟”.
واستهزأ بايدن بترامب غامزاً من قناة أحد أكثر تصريحاته شهرة بقوله “ربّما يمكنك حقن مبيّض الملابس في ذراعك وهذا كفيل بعلاج” فيروس كورونا.
وفي نهاية المناظرة تعهّد بايدن الاعتراف بنتيجة الانتخابات، في حين تهرّب ترامب من الإجابة على السؤال.
وقال بايدن: “سأقبل” نتيجة الانتخابات، مضيفا:ً “إذا لم يكن الفائز أنا، سأعترف بالنتيجة”، واعداً في الوقت نفسه بأنه إذا ما فاز بالانتخابات فسيكون “رئيساً للديموقراطيين وللجمهوريين” على حدّ سواء.
من جهته، لم يجب ترامب على هذا السؤال الختامي، مكرّراً القول إنّ الانتخابات ستشوبها عمليات تزوير واسعة النطاق وأنّ نتيجة الانتخابات قد لا تعرف “قبل أشهر”.