الرئيسية / محليات / فضل الله أكد أهمية الوصول إلى حل لاستعادة لبنان ثروته الغازية والنفطية: قانون العفو ينبغي ألا يدخل في الحسابات الطائفية والصراع السياسي

فضل الله أكد أهمية الوصول إلى حل لاستعادة لبنان ثروته الغازية والنفطية: قانون العفو ينبغي ألا يدخل في الحسابات الطائفية والصراع السياسي

مجلة وفاء wafaamagazine

ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:

“عباد الله أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به الإمام الرضا السيد عبد العظيم الحسني والذي يسمى الشاه عبد العظيم. هذا الإمام الذي تمر علينا ذكرى وفاته في السابع عشر من صفر في وصيته حين قال: يا عبد العظيم أبلغ عني أوليائي، أي شيعتي، ومحبي السلام، وقل لهم: لا تجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلا، وأمرهم بالصدق في الحديث، وأداء الأمانة، ومرهم بالسكوت وترك الجدال في ما لا يعنيهم، وإقبال بعضهم على بعض، والمزاورة ولا يشغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضا، فاني آليت على نفسي أنه من فعل ذلك وأسخط وليا من أوليائي دعوت الله ليعذبه في الدنيا أشد العذاب، وكان في الآخرة من الخاسرين. هذه وصيته إن وعيناها وعبرنا عنها بعملنا وسلوكنا فنساهم بزيادة قوة هذا المجتمع وعزيمته وسنكون أقدر على مواجهة التحديات”.

اضاف: “البداية من لبنان، الذي سدت فيه أفق الحلول التي كان ينتظرها اللبنانيون بعد انكفاء المبادرة الفرنسية التي أجمعت كل القوى السياسية على أنها تشكل الفرصة الأخيرة للانقاذ، ما يجعل البلد رهينة الفراغ بكل تبعاته على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والصحية والأمنية”.

وتابع: “إننا لا نريد الغوص في الأسباب التي أدت إلى فشل المبادرة الفرنسية بعدما أصبحت واضحة وكثر الحديث حولها، وإن كنا ندعو الجميع، الذين يريدون العودة إليها أو الذين يفضلون عدم العودة، إلى أخذ العبرة منها بأن هذا البلد لا يمكن أن يبنى بالقهر والاستقواء والغلبة والاستئثار، بل بالتوازن وتعزيز لغة الحوار والتواصل والثقة بين طوائفه ومذاهبه ومواقعه السياسية وأن يتوافق اللبنانيون على صيغة جديدة تخرج هذا البلد من أتون الطائفية والمذهبية والعشائرية إلى رحاب دولة المواطنة والإنسان”.

وأعلن فضل الله “ان ما نريده في هذه المرحلة هو دعوة القوى السياسية إلى أن تقوم بمسؤوليتها تجاه من حملوهم مسؤوليتهم بإخراجهم من معاناتهم التي تتفاقم يوما بعد يوم وألا يكتفوا بتسجيل النقاط بعضهم على بعض أو بتحميل كل طرف المسؤولية للطرف الآخر، بل أن يقدم كل فريق خطته لكيفية التردي الاقتصادي والمالي والنقدي وكيفية الحؤول دون إهانة كرامات الناس عبر تجويعهم وإذلالهم للحصول على مدخراتهم والتي يبشرون بأنهم لن يحصلوا عليها، وكيفية التعامل مع الموعد الذي حدده حاكم المصرف المركزي لرفع الدعم عن الطحين والمحروقات والدواء”.

وقال: “لقد شبع اللبنانيون من تبادل الاتهامات ومن الردود والردود المضادة ومن الوعود التي أغرقتهم بها القوى السياسية. وهم يريدون أفعالا ومبادرات تخرجهم من واقعهم ومآسيهم. إننا نخشى أن تكون القوى السياسية استكانت للفترة الزمنية التي منحها لهم الرئيس الفرنسي وكأن البلد بألف خير وهو قادر على أن ينتظر..إننا لم ولن نراهن على المبادرة الخارجية لملاقاتها للإصلاح والتغيير ما لم تكن هناك إرادة جدية في الداخل لملاقاتها والاستفادة منها”.

وتابع: “ونبقى على صعيد المجلس النيابي، لنقدر خطوة إقرار قانون الإثراء غير المشروع ولكننا نريده أن يكون شاملا وعاما حتى لا يتجرأ أحد على المال العام، ونقدر إقرار الدولار الطالبي الذي نأمل أن لا يتوقف عند أبواب المصارف والتي يبدو أنها لن تتعامل معه بالجدية المطلوبة… ونحن كنا نأمل أن يؤخذ البعد الإنساني في الاعتبار عند التصويت على قانون العفو الذي ينبغي ألا يدخل في الحسابات الطائفية والصراع السياسي بعد انتشار الكورونا بين المساجين وعدم توافر إمكان علاجهم، بعدما امتلأت أسرة المستشفيات ولم يعد في إمكانها استيعاب كل هذا العدد من المرضى. وإن كنا نؤكد على أن لا يشكل هذا العفو خطورة على أمن البلد وسلامة الوضعين الاجتماعي والصحي”.

اضاف: “وعلى صعيد الاتهامات الجديدة التي أطلقها رئيس وزراء العدو في كلمته الموجهة للأمم المتحدة حول مخازن صواريخ موجودة بين المناطق السكنية، فإننا نرى في ذلك محاولة جديدة للضغط السياسي على لبنان وزيادة الانقسامات الداخلية، ما يستدعي من اللبنانيين المزيد من اليقظة والحذر وعدم الوقوع في فخ العدو الذي قد يدخل على الخط الداخلي ويعمد لاعتداءات وتفجيرات ينسبها للمقاومة”.

وقال: “نبقى في اتفاق الإطار لترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة، لنؤكد أهمية الوصول إلى حل يؤدي إلى استعادة لبنان ثروته الغازية والنفطية لمعالجة أزماته الاقتصادية، ونحن في هذا المجال ندعو اللبنانيين إلى الوعي وإلى الوحدة والتماسك في هذه المعركة الجديدة والتي لن تكون سهلة مع عدو ماكر وغادر”.

وختم: “وأخيرا، وفي ذكرى أربعينية الإمام الحسين نتوجه كما المسلمين جميعا، لزيارته كتعبير عملي عن الحب والوفاء وهو الذي قدَّم حياته من أجل أن يوقظ الناس من سباتهم، ويخرجهم من جهلهم ومن صمتهم، إلى فضاء مليء بالعزة والحرية والمواقف الكريمة، ليمتلكوا العزيمة التي لا تسمح لأحد أن يستفرد بهم أو أن يستعبدهم أو أن يعطوا إعطاء الأذلاء ويقروا إقرار العبيد. وهنا ندعو الزائرين إلى الحيطة وعدم التهاون بإجراءات الوقاية من الكورونا حماية لهم ولعائلاتهم ومحيطهم واعتبار ذلك مسؤولية شرعية وواجب مع دعائنا لهم بالحفظ من كل سوء أنه سميع مجيب الدعوات”.