مجلة وفاء wafaamagazine
حذر “المؤتمر الشعبي اللبناني” من “نتائج المفاوضات غير المباشرة مع العدو الصهيوني”، مطالبا بـ”عدم التنازل عن أي شبر من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وبرفض أي تطبيع مع العدو أو تطويع للإرادة الوطنية”.
وقال بيان صادر عن مكتب الإعلام المركزي في “المؤتمر”: “لقد سعت إدارة الولايات المتحدة الاميركية وتسعى وتضغط على الدول العربية لتطبيع العلاقات الرسمية مع العدو الصهيوني، بعدما وافقت هذه الادارة على الإعلان الإسرائيلي بضم القدس الشريف والجولان واعتبار الكيان الغاصب دولة قومية يهودية، ناسفة بذلك كل القرارات الدولية حول الصراع العربي الاسرائيلي بما فيها قرار العودة رقم 194، وضاغطة باتجاه توطين الفلسطينيين في البلاد العربية وضرب المبادرة العربية الرسمية نهائيا”.
ولفت الى ان “لبنان يأتي ضمن قائمة الضغط الاميركي لاحياء مضامين اتفاق 17 ايار 1983 الساقط، وما تضمنه من استسلام لشروط العدو وتثبيت احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا واقامة تطبيع كامل مع العدو”.
وأضاف البيان: “إن لبنان الرسمي والشعبي مطالب بأن يكون في منتهى الحذر واليقظة من فخاخ العدو ومراميه، لأن الصهاينة والاميركيين يستغلون حاجة لبنان الى ثروته النفطية والغازية. واذا كانت السلطات اللبنانية قد اعلنت انها في صدد مفاوضات غير مباشرة وبانها لن تقبل بالتطبيع ولن تفرط بحقوق لبنان البرية والبحرية، فان “المؤتمر الشعبي اللبناني” الذي واجه العدو أعواما في مزارع شبعا وأحبط مشاريعه التهويدية في العرقوب، وتصدى لحرب التقسيم الاسرائيلية من قلب التيار الوطني العروبي المقاوم، يركز على “التمسك الكامل بحدود لبنان البرية من قاعدة اتفاق الهدنة عام 1948، فالحدود البرية أصلا مرسمة مع فلسطين المحتلة عام 1923 باسم اتفاق “نيو كامب- بوليه”، والترسيم بمزارع شبعا بين لبنان وسوريا تم في أعوام 1935 و1946 كذلك بموجب محاضر للجان المشتركة اللبنانية في 27/2/1964 و 21/2/1967، كما أن القرار الدولي 425 عام 1987 ثم القرار رقم 1701 عام 2006 يؤكدان بسط الدولة اللبنانية سيادتها على جميع اراضيها حتى الحدود الدولية المعترف بها، وهذا يعني ان الحكم اللبناني مطالب بالتمسك بهذه الوقائع كلها واهمها الانسحاب الاسرائيلي من كامل الاراضي المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر، وابلاغ الأمم المتحدة بكل هذه الحقائق، وليس المطلوب مفاوضات تنتقص من حقوق السيادة الوطنية”.
واشار الى ان “هناك مفارقة مهمة في اعلان وزير خارجية اميركا (مايك) بومبيو انه انجز اتفاقا تاريخيا بين لبنان والعدو، في حين ان السلطات اللبنانية قالت إنه اتفاق اطار فقط للمفاوضات، واضاف بومبيو ان مفهوم اميركا للحدود البرية يقتصر على تعرجات “الخط الازرق” ولا ذكر على الاطلاق لحدود لبنان الدولية سواء حدوده مع فلسطين او حدود المزارع المحتلة بين لبنان وسوريا، وحتى الآن لم تعلن السلطات اللبنانية ان المفاوضات ستشمل الاراضي المحتلة في مزارع شبعا”.
وتابع: “صحيح ان لبنان في حال انهيار اقتصادي وكوارث اجتماعية ومالية مع ازمة سياسية بنيوية، لكن في يده قوة توازن الردع مع العدو الذي لا يستطيع استباحة حدود لبنان البحرية ويخشى من ضرب منصات الطاقة على حدودنا إن هو تجاوز حقوقنا وسيادتنا”.
ورأى أن “العدو سحاول تقديم بعض التسهيلات في الحدود البحرية في مقابل الصمت أو قبول لبنان الرسمي بطي ملف احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا واقتصار المفاوضات على “الخط الازرق” في مجال الحدود البرية”.
وذكر بان “المفاوضات ستجري بوساطة أميركية، وواقع الحال ان الموقف الاميركي يتبنى الموقف الإسرائيلي، وممثل الامم المتحدة يخضع للأميركيين، فضلا عن أن التوقيت يلائم العدو”.ولفت الى ان “الضغوط الاميركية على لبنان هائلة، وباتت تشكل خطرا على الكيان الوطني وليس فقط على الدستور والاستقرار”. واشار الى “اننا نعيش مرحلة استثنائية صعبة جدا، لكن لبنان الذي تعرض لحروب اسرائيلية مباشرة وتقسيمية استطاع ان يصمد ورفض التطبيع مع العدو والاعتراف بكيانه الغاصب لفلسطين”.
واعتبر ان “صمود لبنان وتمسكه بحقوقه الكاملة وبسيادته الوطنية يتطلب اعلى درجات الوحدة الوطنية”. ولاحظ ان “هذه المرحلة عصيبة جدا ولا تحتمل تسهيلات من اي نوع للعدو مثل دعوات الفيديرالية او غيرها ولا تحتمل المزايدات”. وحض على “التمسك بحقوقنا وسيادتنا الوطنية بلا تطويع لارادتنا ولا تطبيع مع العدو الغاصب”.