الأخبار
الرئيسية / سياسة / عون ملتزم الاستراتيجية الدفاعية: توضيح الضرورة

عون ملتزم الاستراتيجية الدفاعية: توضيح الضرورة

الأربعاء 21 آب 2019

مجلة وفاء wafaamagazine

استدركت رئاسة الجمهورية التداعيات المرتقبة لـ”القنبلة” التي فجرها الرئيس ميشال عون عندما تحدث عن ‏الاستراتيجية الدفاعية وتبدل مقاييسها، من غير أن يؤكد التزام لبنان البحث قريباً في هذه الاستراتيجية التي يترقبها ‏المجتمع الدولي منذ ربع قرن، وآملاً في أن يدعو الرئيس عون، كما وعد تكراراً، الى مؤتمر للحوار الوطني تكون ‏الاستراتيجية الدفاعية بنداً أساسياً على جدول أعماله، أو ربما بنداً وحيداً‎.‎
‎ ‎
فالرئيس قال أول من أمس في بيت الدين، وامام الصحافيين: “تغيّرت حالياً كل مقاييس الاستراتيجية الدفاعية التي ‏يجب أن نضعها. فعلى ‏ماذا سنرتكز اليوم؟ حتى مناطق النفوذ تتغير. وأنا أول من وضع مشروعاً للاستراتيجية ‏الدفاعية. لكن ألا يزال صالحاً ‏الى اليوم؟ لقد وضعنا مشروعاً عسكرياً مطلقاً مبنياً على الدفاع بعيداً من السياسة، ولكن ‏مع الأسف مختلف الأفرقاء ‏كانوا يتناولون هذا الموضوع انطلاقاً من خلفية سياسية‎”.‎
‎ ‎
والموقف المستجد لم يقابل بردود محلية فحسب، وإنما بحركة اتصالات ديبلوماسيّة ملحوظة لفهم الموقف قبل اعداد ‏السفراء تقارير الى حكوماتهم، الامر الذي استدعى بياناً توضيحياً من الرئاسة، خصوصاً على ابواب صدور تقارير ‏مالية وبيان تصنيف جديد الجمعة، وجملة من الاستحقاقات التي لا تحتمل الالتباس في المواقف بعد تعهّد سابق أطلقه ‏رئيس الجمهورية وكرّره رئيس الوزراء سعد الحريري، في العاصمة الايطالية، أن توضع الاستراتيجية الدفاعية على ‏المشرحة السياسية المحلية عبر طاولة حوار لبناني – لبناني موسّع، لمناقشتها والاتفاق عليها‎.‎
‎ ‎
وأصدر مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: “تناقلت وسائل إعلامية ومواقع إلكترونية تعليقات ‏وتحليلات أعطت أبعاداً وتفسيرات خاطئة لموقف فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من موضوع ‏الاستراتيجية الدفاعية الذي أشار إليه خلال حواره مع الإعلاميين في قصر بيت الدين‎.‎
‎ ‎
لذلك، يهم مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أن يوضح أن ما قاله فخامة الرئيس حول موضوع الاستراتيجية ‏الدفاعية كان توصيفاً للواقع الذي استجد بعد عشر سنوات على طرح هذا الموضوع خلال جلسات مؤتمر الحوار ‏الوطني، ولا سيما التطورات العسكرية التي شهدها الجوار اللبناني خلال الأعوام الماضية والتي تفرض مقاربة جديدة ‏لموضوع الاستراتيجية الدفاعية تأخذ في الاعتبار هذه التطورات خصوصاً بعد دخول دول كبرى وتنظيمات ارهابية ‏في الحروب التي شهدتها دول عدة مجاورة للبنان، ما أحدث تغييرات في الاهداف والاستراتيجيات لا بد من أخذها في ‏الاعتبار‎.‎
‎ ‎
ان مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية إذ يؤكد أن فخامة الرئيس ملتزم المواقف التي سبق أن أعلنها من موضوع ‏الاستراتيجية الدفاعية وضرورة البحث فيها في مناخ توافقي، يدعو إلى عدم تفسير مواقف فخامته على نحو خاطئ أو ‏متعمد يمكن أن يثير الالتباس، ويطلب العودة دائماً إلى النصوص الرسمية الصادرة عن رئاسة الجمهورية في كل ما ‏يتعلق بمواقف فخامة الرئيس وتصريحاته‎”.‎
‎ ‎
ورأت كتلة “المستقبل” النيابية أن “الاستراتيجية الدفاعية يجب أن تكون بنداً دائماً على جدول أعمال الحوار الوطني. ‏لقد رحب اصدقاء لبنان بالتوجهات المعلن عنها بشأن تجديد الحوار حولها والتي شكلت في حينه عاملاً من عوامل ‏نجاح مؤتمر روما الخاص بدعم الجيش، وسيكون من المفيد للمصلحة الوطنية، توجيه رسائل ايجابية لشركاء لبنان ‏تؤكد التزام دور الدولة في تعزيز المؤسسات الشرعية وحماية خطوط الدعم المقررة للجيش والمؤسسات الامنية‎”.‎
‎ ‎
وعلّق الرئيس ميشال سليمان بأن رئيس الجمهورية “على حقّ عندما قال إن هناك ظروفا مستجدة تغيّر منطلق ‏الاستراتيجية التي رفعها إلى هيئة الحوار”، مشدداً على “أن إقرارَ استراتيجية دفاعية تعطي الدولة القرار بالسلم ‏والحرب أمرٌ ضروري أكثر في زمن التغيّر الموجود، وضروري أيضاً بدرجة مماثلة تحييد لبنان عن الصراعات التي ‏أُقرت بتوافق الجميع بإعلان بعبدا”. وتساءل عما اذا كان الرئيس عون لن يطرح الملف في الظروف المتغيرة‎.‎
‎ ‎
على صعيد آخر، وفيما يستعيد مجلس الوزراء حيويته بجلسة عادية غداً، تم الاتفاق على جلسة خاصة بالملف البيئي ‏الثلثاء المقبل استباقاً لأزمة النفايات المستجدة والتي تنذر بعواقب كبيرة على الحكومة وعلى مجمل الوضع العام اذا ما ‏عادت النفايات الى الشوارع. ولهدف الغاية عقد اجتماع وزاري برئاسة الرئيس الحريري مساء أمس في السرايا ‏طرحت فيه مختلف الأفكار والحلول، ووعد بعده وزير البيئة فادي جريصاتي بالاعلان عن حلول منذ الخميس ضمن ‏خطة واضحة تستمر الى السنة 2030‏‎.‎
‎ ‎
الى ذلك، وفي انتظار التصنيف المالي الجديد للبنان الجمعة، تستعد الحكومة لسلسلة خطوات “ايجابية” يمكن ان تبث ‏تفاؤلاً في الحركة الاقتصادية. وتوقعت مصادر متابعة لمؤتمر “سيدر” أن توضع مشاريعه الـ250 في مختلف ‏القطاعات، على الطاولة الحكومية مطلع أيلول وأن تلقى استجابة من مختلف القوى السياسية التي تتهيب المرحلة ‏اقتصادياً ومالياً، وترى في مشاريع “سيدر” منفذا لإنقاذ الاقتصاد الوطني وتحريك الدورة الاقتصادية وإنعاش ‏القطاعات الإنتاجية، على ان يزور المبعوث الفرنسي المكلف متابعة تنفيذ مقرّرات مؤتمر “سيدر” بيار دوكين بيروت ‏بعد نحو اسبوعين للحث على الإسراع في تنفيذ المشاريع، ولقاء المسؤولين اللبنانيين‎.‎
‎ ‎
وقد سئل الرئيس نبيه بري عن التصنيفات المالية للبنان، فأجاب: “لست أدري. لدي شعور بالاطمئنان حيال هذا الأمر ‏ومن غير أن أملك معلومات”. وقال إنه لا يرى أسباباً لممارسة ضغوظ على لبنان. وتساءل: “كيف يتم التصنيف ‏السلبي في وقت يقوم فيه الأميركيون بتقديم دعم وهبات عسكرية للجيش اللبناني وكان آخرها بقيمة 60 مليون دولار ‏أميركي؟‎”.‎
‎ ‎
وأبدى ارتياحه إلى المناخات العامة الأخيرة في البلد بعد إقرار الموازنة العامة التي انتهت الى عجز مخفوض وكبير، ‏إضافة إلى حصول المصالحة في قصر بعبدا، وكلها عوامل يجب أن تدفع الحكومة إلى الأمام وإلى تحقيق مزيد من ‏الإنتاجية‎.‎
‎ ‎
في غضون ذلك، افتتح الرئيس الحريري أمس الجزء الثاني من أعمال توسعة مطار بيروت الدولي، وادخال تقنيات ‏جديدة عليه، لتسهيل حركة الركاب وضمان الأمن بطريقة أكثر فاعلية‎.‎

المصدر: النهار