مجلة وفاء wafaamagazine
رأى الوزير السابق نقولا تويني في بيان اليوم، أن “لبنان انتقل من اقتصاد تبادلي في العاصمة بيروت التي كانت همزة وصل بحرية والداخل السوري والعراقي، وزراعية، الى مركز لاستقبال أموال لاجئين من نكسة فلسطين، الى موجة الانقلابات العربية المتتالية بدءا بمصر، ثم تلاحقت الانقلابات السورية والعراقية والسودانية، من دون أن ننسى ليبيا وحروب اليمن، ثم ازدهار الخليج والثروة البترولية وبات لبنان ملاذ استقطاب الأموال الهاربة من نار السياسة والحروب. وتلاشت التبادلية التجارية والزراعة، وحلت مكانهما التبادلية المالية”.
وقال: “استقبل لبنان جماهير اللاجئين وأموالهم ووزع التجنيس بحسب الملل والطوائف والمناطق… وانحازت الاحزاب الطائفية إلى مصادر رزقها وهي مصادر الأموال، وتخصصت كل طائفة وحزب بعلاقة مميزة مع الخارج”.
واعتبر أن “الارتباط العضوي الاقتصادي الاجتماعي مع الطرف الاقليمي والدولي، جعل من السياسة الداخلية تفصيلا فولكلوريا، بينما الاساس في التوجه يأتي من الخارج”. أضاف: “دخل لبنان منذ سايكس – بيكو ونكسة فلسطين، الصراع الدولي على سوريا والوطن العربي وخليجه البترولي، وأصبح اقتصاده وسياسته مرهونين بالمشيئة الدولية، وخصوصا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي والدولة العربية في حدودها وجيوشها وسياساتها. وكان غزو العراق والحرب السورية وحرب اليمن وليبيا وانفصال السودان تعبيرات واضحة وبليغة عن تدهور الكيانات”.
ولفت إلى أن “المعضلة اللبنانية باتت معضلة اقليمية – سورية – عراقية – خليجية – عربية، لا مجال لحلها إلا بمن فيها، وليس بغيرها من البدائل كما هو متبع منذ بداية القرن الآفل”.
ودعا إلى “سلوك مسارين، توحيد الكيان اللبناني وتوحيد المسار العربي الاقليمي، بالتركيز اولا على وحدة اقتصادية فعلية تخلق دينامية انتاجية جديدة يمتاز بها لبنان بصناعات ريادية عقليا ومعرفيا، والصناعات الزراعية المتخصصة بالتنسيق العلمي الحديث مع سوريا في ميدان النتاج الزراعي الوفير من الحبوب والقطن والصناعات الزراعية الكبيرة. والعراق في البتروكيماويات، ومصر في الصناعات التحويلية، والسعودية في البتروكيماويات والصناعات الميكانيكية والجوية”.
وأشار إلى أن “هذا التوجه الاقتصادي، بإمكانه خلق دينامية سياسية اجتماعية منفصلة عن مسار التبعية السياسية المقتصرة على مصالح الإنماء المحلي والاستقلال النسبي عن الغرب”، مشددا على “ضرورة تثبيت معادلة تنموية جديدة أصبحت حاجة تاريخية في مواجهة التفكك والانحدار الخطير”.