الرئيسية / سياسة / اميركا تتوسط :اسرائيل لم تقصد القتل ولنعد الى الهدوء ‎قرار المقاومة قيد التفعيل… والدولة تغطي “الحق في الرد‎”‎

اميركا تتوسط :اسرائيل لم تقصد القتل ولنعد الى الهدوء ‎قرار المقاومة قيد التفعيل… والدولة تغطي “الحق في الرد‎”‎

الثلاثاء 27 آب 2019

مجلة وفاء wafaamagazine

حسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الموقف بإعلانه حق لبنان في الرد على العدوان الاسرائيلي، معتبراً ما قام ‏به العدو إعلان حرب يوجب الرد، بمعزل عن متابعة الامر مع الامم المتحدة‎. 

أهمية موقف رئيس الجمهورية ليست فقط في تغطية إعلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله جاهزية ‏المقاومة للرد العسكري على الاعتداءات التي طالت الضاحية الجنوبية ومقراً للمقاومة في سوريا، بل تكمن في كونه ‏شكّل ردّاً واضحاً على الرسائل الغربية التي انهالت على الدولة اللبنانية خلال الساعات الـ 24 الماضية، وتضمنت ‏تحذيرات من مغبة قيام المقاومة برد عسكري‎. 

الرواية الأميركية‎ 
وعلمت “الأخبار” أن وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو تولى، بعد اتصالات مع الجانب الاسرائيلي، عملية ‏الضغط الاساسي، وتبعه في ذلك مسؤولون من بريطانيا وفرنسا. وركز المسؤول الاميركي على أن بلاده “تقرّ بأن ما ‏حصل كان انتهاكاً للقرارات الدولية، لكن يمكن إعادة ضبط الامور”. وبحسب معلومات “الأخبار”، حاول الجانب ‏الاميركي إقناع الحكومة اللبنانية بأن إسرائيل “لم تعمد الى تغيير قواعد اللعبة”، شارحاً أن الهجوم في سوريا “كان ‏ضرورياً لمنع هجوم مقرر من جانب الايرانيين، وان القوات الاسرائيلية تثبّتت من خلوّ المقر من أي عناصر بشرية ‏قبل أن تقصفه، ولم تكن تتقصّد إيقاع إصابات بشرية في صفوف عناصر حزب الله‎”. 


وفي ما يتعلق بعدوان الطائرات المسيّرة على الضاحية الجنوبية، روّج الأميركيون أنه “لم تكن هناك نية للقيام بعمل ‏هجومي، وما حصل أن طائرة مسيّرة كانت تقوم بعمل استطلاعي دوري، تعرضت لمشكلة ما، أوجبت إرسال طائرة ‏أخرى لتفجيرها”. وهدفت هذه الرواية الى القول إن على الحكومة اللبنانية إصدار موقف يمنع حزب الله من القيام ‏بعمل عسكري ضد إسرائيل.

وقد أرفق المسؤول الاميركي ذلك بنقل رسالة تهديد بأن إسرائيل “ستردّ بقسوة على ‏لبنان في حال قام حزب الله بعمل ضدها، ولن تفرّق بين الحكومة والحزب”. وهو ما أشار اليه محلل الشؤون ‏الدبلوماسية في القناة الـ13 باراك رافيد الذي أشار إلى أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو طلب من الوزير ‏الأميركي أن ينقل للحريري الرسالة التحذيرية الآتية: “قل للحريري إنه إذا ردّ حزب الله ضد إسرائيل، فإن إسرائيل ‏سترد بشدة ضد دولة لبنان كلها، ولن تفصل بين حزب الله وحكومة لبنان، المسؤولية ستكون على حكومة لبنان، ‏ونحن سنرد ضد دولة لبنان كلها‎”.‎ 

الجانبان الفرنسي والبريطاني حرصا، من جهتهما، على تعزيز الرواية الأميركية، مع الإيحاء بتقديم ضمانات بعدم ‏تكرار إسرائيل للعدوان، محذّرين من أن إسرائيل ستوجه ضربة كبيرة للبنان في حال رد حزب الله بهجوم عسكري ‏عبر الحدود. وترافق ذلك مع نشاط بريطاني لافت إزاء ملف الحدود الشرقية للبنان، وسؤال الجيش اللبناني عن كيفية ‏تنفيذ إجراءات تحول دون بقاء أي مجموعات عسكرية على الحدود، في إشارة إلى مواقع مجموعات من الجبهة ‏الشعبية – القيادة العامة، مع إصرار على أن “حزب الله يستخدم هذه القواعد”.

بينما نشط الفرنسيون، طيلة أمس، في ‏محاولة لرصد ردود الفعل في لبنان واحتمالات الرد من جانب حزب الله. وترافق ذلك مع توجيه طلبات الى قيادة قوات ‏الطوارئ الدولية في الجنوب لتعزيز دورياتها داخل القرى وخارجها وعلى طول الحدود، لمنع أي ظهور مسلح، ‏والإبلاغ عن أي تحرك “من شأنه تهديد الاستقرار القائم‎”. 


أما الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيتش، فقد كان أكثر وضوحاً، إذ قال في لقاءين منفصلين ‏مع الرئيسين ميشال عون ونبيه بري إن إسرائيل ارتكبت خطأً، لكن “على لبنان الاستفادة من هذه الفرصة بالتوجه ‏سريعاً الى مجلس الامن للاستحصال على إدانة واضحة لكل أنواع الخروقات الاسرائيلية، البرية والجوية والبحرية”، ‏معبّراً عن “الاستعداد لمساعدة لبنان للحصول على هذا القرار”. وأرفق دعوته بضرورة تجنّب لبنان التصعيد‎. 
‎ 
الحزب: الردّ أولاً‎ 
حزب الله لم يكن بعيداً عن مضمون هذه الاتصالات، لكن موقفه كان حاسماً بالتأكيد على ما اعلنه السيد نصر الله ‏والتشديد على أن الرد العسكري سيحصل في توقيت تختاره المقاومة. وبحسب معلومات “الأخبار”، فإن الحزب لن ‏يقبل بالمعادلات التي تطرحها الوساطات الغربية. ومختصر موقفه يقول: “انتظروا ردّنا وبعدها هاتوا ضمانات بأن لا ‏يكرر العدو عمله ويتوقف عن كل أنواع الخروقات. لكن لن يكون أي بحث أو ضمانة إلا بعد أن تتثبت المقاومة، ‏ووفق قواعدها، من التزام العدو بقواعد اللعبة‎”. 


وبحسب مصادر معنية، فإن المسؤولين اللبنانيين على اختلافهم، وكذلك جهات غربية، فهموا من خلال رسائل متنوعة ‏أن المقاومة لن تعمل تحت الضغط ولا تحت طلب أحد، وأنها ستثبت للجميع أن قواعد اللعبة الجديدة تفتح الباب أمام ‏سياسة التماثل التام: صاروخ مقابل صاروخ، وطائرة مسيرة مقابل طائرة مسيرة، وقذيفة مقابل قذيفة ورصاصة مقابل ‏رصاصة ودم مقابل الدم‎”. 
‎ 
ردود خارجية‎ 
وفي ردود الفعل الخارجية، دعا المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك كل الأطراف الى ممارسة “أقصى ‏درجات ضبط النفس”. وأوضح أن الأمم المتحدة “أخذت علماً بتصريحات الرئيس ميشال عون الذي ندّد بالهجوم ‏باعتباره إعلان حرب”. بدورها، حذرت وزارة الخارجية الروسية من اندلاع حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط ‏بسبب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا ولبنان

المصدر: الأخبار