الأخبار
الرئيسية / منوعات / إستبدال التدخين التقليدي بمنتجات أقل ضرراً

إستبدال التدخين التقليدي بمنتجات أقل ضرراً

مجلة وفاء wafaamagazine

يؤثر التدخين بشكل سلبي على جسم الإنسان، حيث يؤدي استنشاق ثم زفير الدخان الناتج من حرق التبغ إلى العديد من الأضرار التي تؤذي صحة الفرد وعافيته، وقد تسبب مضاعفات تهدّد حياته. وفي الحقيقة، فإنّ التدخين ذو مفعول مضرّ على جميع أعضاء الجسم تقريباً، حيث إنّه يؤثر في الجهاز التنفسي، ونظام القلب والأوعية الدموية، والجهاز المناعي، والجهاز التناسلي، والجلد، والعيون، كما يزيد من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من الأمراض السرطانية.

 

ولأنّ الإقلاع عن التدخين نتيجة الإدمان على مادة النيكوتين المنشّطة الموجودة في التبغ ليس بالأمر السهل، فإنّ السعي لإيجاد بدائل أقل ضرراً يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح، تساهم في الحفاظ على صحة القلب والجسم بشكل عام. وهذه البدائل تتمثّل في منتجات التبغ المُسخَّن التي تُعتبر أقل ضرراً من منتجات التبغ التقليدية، وذلك لأنّ تسخين التبغ يُنتج مستويات أقل من المركّبات الضارة مقارنة بالحرق، ويؤدي إلى انخفاض ملحوظ في المخاطر الصحية. كما يمكن اعتماد التبغ المُسخَّن كخطوة أولية نحو الإقلاع النهائي عن التدخين لدى الراغبين في ذلك.

 

وقد سمحت هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، رسمياً بتسويق أحد منتجات التبغ المسخّن كهربائياً في الولايات المتحدة، باعتبارها منتجات تبغ معدّلة المخاطر (Modified Risk Tobacco Products)، والتي جاء قرارها بعد عمليات تقييم ومراجعات كاملة للأدلة والإثباتات والحقائق العلمية، بأنّ هذه المنتجات تختلف تماماً عن التدخين التقليدي، حيث تعتمد على تكنولوجيا تسخين التبغ وليس حرقه، وأنّها تقلّل من المواد الكيميائية الضارّة بصحة الإنسان الناتجة من السيجارة التقليدية، الّا انّها غير خالية من المخاطر، وإنّ الإثباتات العلمية المتاحة حالياً توضح المنفعة المتوقعة من اعتماد التبغ المُسخَّن على الصحة العامة.



وهذا السعي لإيجاد البدائل مردّه الى اعتبار التدخين السبب الأساس لحالات سرطان الرئة في العالم. كما أنّه المسبب الأكثر شيوعاً لمرض الانسداد الرئوي المزمن الذي يعرّض المصابين به لخطر حدوث مضاعفات قد تؤدي إلى الوفاة أحياناً.

 

كما أنّ التدخين يُسبّب الأذى للجهاز التنفسي، بحيث يؤدي إلى التهاب القصبة الهوائية والحنجرة، وتراجع في أداء وظائف الرئة ومعاناة من ضيق التنفس والمخاط الزائد، وذلك نتيجة حدوث التهاب في الممرات الهوائية وأنسجة الرئة لفترات طويلة، والإصابة بسرطان الرئة، حيث يُعدّ التدخين السبب الحقيقي الكامن وراء الإصابة بمعظم حالات هذا السرطان المميت، والإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، وغير ذلك من المشاكل الصحية في الجهاز التنفسي.

 

ويؤدي التدخين إلى حدوث تغييرات بنيوية في القلب والدم الذي يضخّه إلى الجسم، ويُضعف من قدرتهما على أداء وظائفهما بشكل طبيعي. نتيجة لذلك، يرتفع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما فيها أمراض القلب التاجية والنوبات القلبية والسكتة الدماغية. إذ تتسبّب المواد الكيمائية السامة في زيادة لزوجة الدم ومستوى الكوليسترول، ما يزيد من احتمال تشكّل الجلطات التي قد تسهم في حدوث السكتات أو النوبات القلبية، وتخفض مستويات الأوكسيجين في الدم، ما يضطر القلب الى بذل جُهد مضاعف من أجل تزويد الجسم بالأوكسيجين الذي يحتاجه، وترفع مستوى ضغط الدم ومعدل نبض القلب، وتُقلل من نسبة تدفق الدم إلى أعضاء الجسم، ما يُؤدي إلى حدوث تصلّب أو سماكة في الأوعية الدموية، وما الى ذلك من آثار سلبية.

 

مخاطر التدخين وأضرار التبغ والتأثيرات المؤذية لا تعدّ ولا تحصى. ويبقى الخيار الأفضل دائماً عدم الشروع في التدخين أو الإقلاع عن التدخين نهائياً. أما بالنسبة للمدخنين الذين لا يودّون الإقلاع، فإنّ الخيار هو اعتماد بديل مُخفّف للأضرار مثبت علمياً.