مجلة وفاء wafaamagazine
تمارس السفيرة الاميركية في بيروت دورثي شيا، ضغوطها في اكثر من اتجاه لمنع «ولادة» حكومة «يسيطر عليها الحزب وحلفاؤه»، وهي لم تتوان في هذا الاطار عن دعوة رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب لتفعيل عمل حكومته في الملفات الصحية والمعيشية، لان الحكومة الجديدة لن «تولد» قريبا بحسب قناعتها، وذلك في «رسالة» ضغط مباشرة على الرئيس الحريري لعدم الذهاب بعيدا في ارضاء بعبدا وحارة حريك، فيما لا تزال الخارجية اللبنانية تتحاشى «خدش» «كبريائها» وتحرص عند كل زيارة لمكتب الوزير التاكيد انه لقاء وليس «استدعاء».
وفي هذا الاطار، طلبت شيا لقاء رئيس حكومة تصريف الاعمال، وابلغته ضرورة القيام بتفعيل عمل حكومته، لان بلادها تعتقد ان لا حكومة جديدة في لبنان في المدى المنظور، طالما ان شروط تاليفها لا تزال غير متاحة راهنا، ووفقا لمصادر سياسية بارزة، استغرب الرئيس حسان دياب الاندفاعة الاميركية، تعامل معها بواقعية، دون ان يعتبرها «جرعة دعم»، لكنه اعاد «انعاش» العمل في مقر الرئاسة الثالثة حيث تشهد «السراي» حركة لافتة بعد «خمود» طويل، كما اعاد تكثيف اطلالاته التلفزيونية، مع العلم ان الهدف الاميركي واضح، ليس هناك اي تغيير في قواعد التعامل مع الحكومة المستقيلة، لكن حركة السفيرة الاميركية كانت ضرورية لتوجيه «رسالة» تحذيرية للرئيس سعد الحريري، مفادها ان واشنطن لن «تهضم» تشكيلة حكومية تكون اليد العليا فيها ل ح زب الله وحلفائه، واذا لم يراع «هواجسها»، فهي لن تتوانى عن التعامل مع «الامر الواقع» الموجود في القصر الحكومي.