مجلة وفاء wafaamagazine
قال مسؤول سياسي التقى الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل “إنّه عاد الى فرنسا مُحبطاً”.
وكشف المسؤول المذكور لـ”الجمهورية” بعضاً ممّا دار بينهما، مشيراً إلى “انّ الموفد الفرنسي كان منزعجاً ممّا يفعله اللبنانيّون ببلدهم، ومن عدم اكتراثهم بأنّ لبنان يَهوي بسرعة الى مُنزلقات رهيبة، وكان منزعجاً أكثر من محاولة البعض في لبنان التذاكي عليه والقول بالتزام المبادرة الفرنسيّة، وإلقاء مسؤولية الاخلال بها على الآخرين، فيما دور هذا البعض واضح امام الفرنسيّين قبل غيرهم، في ضرب المبادرة، وتعطيل تأليف الحكومة التي ستتولى تطبيق برنامجها الإصلاحي، بوضع شروط تتجاوز الأزمة ومنحدراتها، لتراعي فقط بعض الأقرباء”.
وأكد المسؤول عينه “أنّ الموفد الفرنسي لم يحقّق شيئاً في زيارته، ومُعطّلو تأليف الحكومة المعروفون، لم يقدّموا له شيئاً، ولم يتجاوبوا مع التمني الفرنسي بجَعل تأليفها أولوية”.
على انّ هذه الاولوية في رأي المسؤول المذكور “لا يفرضها فقط تفاقم أزمة لبنان، بل التطورات المتسارعة على أكثر من ساحة دوليّة، والتي لن تكون هذه المنطقة ومن ضمنها لبنان في منأى عنها. هناك تحوّلات تحصل، المشهد الاميركي ضبابي وسواء بقيَ دونالد ترامب او جاء جو بادن، فلذلك ارتداداته على أكثر من ساحة. والمشهد الدولي والاقليمي من تركيا الى اذربيجان وارمينيا وما يجري في اثيوبيا ليس مطمئناً، وهناك خرائط دول تتغيّر وخرائط دول تُرسَم من جديد، وفي موازاة ذلك ينبري مشهد لبناني سخيف عاجز عن تشكيل حكومة”.
ورداً على سؤال عمّا حَمله دوريل الى بيروت، قال المسؤول: الفرنسيون يريدون المساعدة، ومبادرتهم على الطاولة، رغم انني اعتقد انّ البعض في لبنان تَسبّب في إصابة هذه المبادرة بشيء من التراجع وفقدان الزخم، وهذا سيدفع ثمنه لبنان، وقبل فترة غير بعيدة أرسل بيار دوكان المعني بمؤتمر “سيدر” مع احد وزراء حكومة حسان دياب تمنّياً للبنانيين بأن يُنجزوا قانون الشراء العام قبل نهاية تشرين الثاني، فهذا القانون مهمّ جداً للبنان، هم يريدون مساعدتنا بالفعل، والبعض في لبنان يعطّل ذلك.
أضاف: لقد حمل الموفد الفرنسي دعوة مباشرة من الرئيس ايمانويل ماكرون للتعجيل بالحكومة، وقال ذلك للجميع. ومع الأسف قبل زيارته، بعض الكبار اتصلوا بالفرنسيين، وتوسّلوهم أن يحضروا الى لبنان، ولَمّا حضروا فَشّلوهم، وعاد دوريل الى باريس بـ”سلة فاضية”، وأعتقد أنّ تقريره الذي سيرفعه الى الرئيس ايمانويل ماكرون سيضمّنه كلمتين لا أكثر: لقد فشلت. فهل يُلامُ الفرنسيّون بعد تفشيل مسعاهم من جديد إن قرروا اللجوء الى أيّ خطوة تصعيدية تجاه معطّلي تأليف الحكومة؟