مجلة وفاء wafaamagazine
كشف موقع “ذا ديلي بيست”، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن الرئيس الذي في نهاية ولايته، دونالد ترامب، طلب من وزير خارجيّته مايك بومبيو أن يمارس “الوحشية” مع إيران، في آخر أيّام إدارته. وأوضح الموقع أن ترامب منح مستشاريه الضوء الأخضر لضرب النظام الإيراني بأيّ شيء لا يؤدّي إلى حرب شاملة، وذلك قبل تنصيب الرئيس المنتَخب جو بايدن رسمياً في العشرين من كانون الثاني/ يناير المقبل. وبحسب عدد من المسؤولين المطّلعين، فقد تخلّى ترامب عن التعامل شخصياً مع ملفّ إيران لانشغاله بموضوع الانتخابات الأميركية، التي رفض حتى الآن الاعتراف بنتيجتها وتمسّك بمزاعمه عن التزوير فيها، وسلّم متابعة الملفّ إلى بومبيو ومبعوثه في هذا الشأن إليوت أبرامز. وأضاف المسؤولون أن ترامب لم يعد يهتمّ بالشؤون الخارجية، إذ استنفد وقته لإثبات سرقة الانتخابات منه. ولكنه منح بومبيو صكّاً مفتوحاً للقيام بأيّ شيء لا يؤدّي إلى فتح الباب أمام “حرب عالمية ثالثة”، وفق ما نُقل عنه خلال أحاديثه الخاصة مع بومبيو، وغيره من المسؤولين في الإدارة.
وفي هذا الإطار، نقل الموقع عن المسؤولين أن إدارة ترامب ستفرض عقوبات جديدة على شركات إيرانية وأفراد لتُتوّج عاماً من العقوبات المستمرّة، وتدفع بالاقتصاد الإيراني نحو الشلل التامّ. وأشارت المصادر إلى أن هذه الإجراءات المقبلة ستساعد على تحقيق رغبة ترامب، وهي تعقيد المهمّة أمام الإدارة المقبلة وتقييد يديها في التعامل مع طهران، أو حتى التفكير في العودة إلى الاتفاقية النووية. وكان بايدن قد وعد، أثناء الحملة الانتخابية، بأنه سيمنح إيران مساراً دبلوماسياً للعودة إلى نوع من المفاوضات في شأن الملف النووي، بعد خروج ترامب من الاتفاقية عام 2018، وفرضه العقوبات من جديد عليها. وذلك هو السيناريو الذي أعدّت الإدارة المقبلة نفسها له، مع الحلفاء الذين تَمسّكوا بالاتفاقية التي وقّعتها إدارة باراك أوباما عام 2015.
أفاد مسؤولان في إدارة ترامب بأن إسرائيل هي التي نفّذت الهجوم على فخري زاده
ولفت المسؤولون إلى أن الثنائي بومبيو – أبرامز أصبحا الفرصة الأخيرة للإدارة الأميركية، في محاولتها “سحق النظام الإيراني”. وكان بومبيو قد التقى، في زيارته الأخيرة إلى الشرق الأوسط، مع قادة إسرائيل والسعودية والبحرين، وهي الأطراف التي يمكنها أن تعمل معاً ضد إيران. وجاءت الزيارة في أعقاب موافقة الإدارة على صفقة سلاح ضخمة للإمارات، نُظر إليها على أنها محاولة لدفع أبو ظبي إلى العمل مع تل أبيب لردع طهران. وفي يوم الجمعة، أعلن بومبيو فرض عقوبات جديدة ضدّ كيانات صينية وروسية اتُّهمت بنقل التكنولوجيا الحسّاسة إلى إيران ومساعدتها في برامجها الصاروخية. وبحسب المسؤولين، فإن بومبيو وأبرامز يدعمان الخطوات القاسية ضدّ الجمهورية الإسلامية، بما في ذلك العمليات السرّية التي يقوم بها أطراف آخرون. وقال المسؤولون إن مديرة الـ”سي آي إيه” جينا هاسبل مشاركة في هذه الجهود السرية.
وأضاف “ذا ديلي بيست” أن ترامب كرّر أمام مساعديه أنه لا يريد مواجهة شاملة مع إيران تؤدّي إلى مقتل جنود أميركيين، لكنه مرتاح لدور إسرائيل في استهداف النظام الإيراني، وحتى قتل رموزه، بِمَن فيهم العالم النووي محسن فخري زاده، في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث وَجّهت طهران الاتهامات بقتله إلى تل أبيب. وفي هذا السياق، نقل “ذا ديلي بيست” عن مسؤولَين بارزَين في إدارة ترامب قولهما إن إسرائيل هي التي نفّذت الهجوم. وأشار أحدهما إلى أن الولايات المتحدة تُشرك إسرائيل في المعلومات الأمنية المتعلّقة بإيران. وبينما اختارت الإدارة الأميركية الالتزام بالصمت في شأن عملية قتل فخري زاده، فقد أفاد الموقع بأن مصدراً مقرّباً من ترامب نصحه بألّا يُظهر التباهي والتشفّي بإرسال تغريدات تحتفل بالعملية، إذ إن ذلك سيقوّض جهود الإدارة للاحتفاظ بمسافة من العملية.
الاخبار