مجلة وفاء wafaamagazine
وفاء بيضون
الاستقرار النفسي غاية ورجاء وأمل كلنا يبحث عنه كون الحياة لا يحلو معها أي طعم أو لون، ولا يستقر معها أي جو أو مزاج حتى وإن توفرت الشروط المادية له.
هذا الاستقرار المنشود أول بنوده وأهمها المصالحة مع الذات، والمصالحة مع الذات ليست كلمات تكتب وتقرأ أو تسمع بل هي علاقة تولدها حالتي التسامي الروحي والعقلي معا وسويا .
وهذا عمل لا يهدى أو يشترى ويباع، بل نتيجة عمل وجهد شاق، ويحتاج صبرًا طويلًا كي تشيّد ركائزه، ليعتمر في النفس والعقل صرح هذا البنيان الذي يمنح صاحبه الثقة العالية بالنفس المصحوبة بتواضع . صحيح يظهر في السلوك والمعاملة التي بدورها تشير وتدل إلى هذا الرقي الروحي والعقلي المتزن والمتوازن .
وخلاف ذلك، يكون تواضعًا مصطنعًا وثقة بالنفس مهتزة، ثمة مسافة شاسعة بين ما تضمره النفس وما ينطق به اللسان ، أي فرق شاسع بين المحتوى النفسي والمحتوى العقلي .