مجلة وفاء wafaamagazine
يمارس المراهقون العادة السرية… وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها. ويهلع كثير من الأهالي من ممارسة طفلهم المراهق أو المراهقة لهذه العادة، خائفين أن تصبح ضمن يومياتهم. ولكن يجب معرفة أنّ العادة السرية موجودة في كلّ المجتمعات ويمارسها كثير من المراهقين، ولا داعي للهلع والخوف، لأنّ الطفل الصغير أصبح بالغاً الآن… على العكس، يجب الإستمتاع «برجولته» والفرح بإكتمال أنوثة الفتاة.
تقع المشكلة عندما تصبح العادة السرية «شغلة» المراهق… أي يصبح هذا الأخير مهووساً بممارسة هذه العادة، وصولاً إلى أكثر من ثلاث مرّات يومياً. هنا، يصبح التدخّل النفسي والتوعية والتربية الجنسية أموراً أساسية للمراهق. فما هي العادة السرية؟ وما هي النقاط السلبية والإيجابية للعادة السرية في عالم المراهق؟ وعندما يصبح الشاب أو الشابة مهووسين بهذه العادة، كيف يمكن للأهل مساعدتهما؟
مجرّد وسيلة
بشكل بسيط جداً، يمكن تفسير العادة السرية بأنّها ليست سوى وسيلة للوصول إلى الرعشة الجنسية بلا تدخّل شخص آخر. وهدف هذه العادة، التي يتعلق بها ليس فقط المراهقين ولكن أيضاً الراشدين وبعض الأحيان المتزوجين منهم، الإثارة والإحساس باللذة الجنسية عبر مداعبة الأعضاء التناسلية والأجزاء الحسّاسة. وتكثر هذه العادة بين المراهقين، لذا التربية الجنسية لهذه الفئة العمرية مهمّة جدّاً. وقبل التحدث عن أسباب هذه العادة، يجب أولاً فهم «المراهَقة» وميزاتها.
المراهقة وتحدّياتها
المراهقة هي مرحلة عمرية، ما بين الطفولة وسن الرشد. والحدود العمرية للمراهق ما زالت موضع أبحاث ودراسات، ولكن تمتد المراهقة بالإجمال ما بين سنّ الـ12 إلى 21 سنة بالنسبة للذكر، ومن 13 إلى 22 بالنسبة للفتاة. تتميّز هذه المرحلة بالإقتراب من النضج الجسدي (حيث يزيد طول المراهق ووزنه، وتلعب الهرمونات دوراً اساسياً خلالها)، كما تتميز بالنضج العقلي والنفسي والإجتماعي. وبالتأكيد، النضج الجنسي هو من أهم ميّزات هذه المرحلة. يختلف مفهوم البلوغ عن مفهوم المراهقة. فبلوغ المراهق هو اكتمال الوظائف الجنسية لديه، من خلال نمو الغدد الجنسية وقدرتها على القيام بوظيفتها. أما المراهقة، فهي ليست سوى النضج الجسدي والعقلي والنفسي والاجتماعي. والى ذلك، فالبلوغ ليس سوى جانب واحد من جوانب المراهقة.
مشاكل المراهقة
تتميز مرحلة المراهقة الدقيقة ببعض المشاكل التي يمكن أن يمرّ فيها المراهق. ومنها:
- مشاكل إنفعالية، كالغيرة من الآخرين والغضب بشكل سريع، والحساسية تجاه النقد، والعصبية.
- مشاكل سلوكية كاللجوء إلى الكذب والعدوانية والعنف، والإدمان، والتعلق بالعادة السرية، والإبتعاد عن أماكن موجود فيها راشدين، وتقليد الأصدقاء، والهروب من البيت أو من المدرسة.
- مشاكل نفسية، كإضطراب صورة الجسد، الإنطوائية، الإكتئاب، الوحدة، اضطرابات الهوية الجنسية، الوسواس، وبداية الأمراض النفسية.
- إضطرابات نفس-جسدية، كوجع الرأس وأمراض الجلد وتساقط الشعر.
العادة السرية والتربية الجنسية
بعدما ينضج المراهق، يكتشف جسمه وتنمو لديه الحشرية الجنسية. دور الأهل في هذا الخصوص هو الشرح للمراهق عن جسمه، كما للمدرسة دور أساس في هذا المضمار. وطبعاً، التربية الجنسية لا تبدأ في عمر المراهقة، بل هي ترافق الطفل منذ الصغر (عمر 3 سنوات) حتى الصفوف المتقدّمة في المدرسة. وطبعاً مواضيع التربية الجنسية تختلف بين عمر وآخر:
- في عمر الثلاث سنوات، ترتكز التربية الجنسية حول موضوع الإختلاف الجسدي ما بين الصبي والبنت. أي نفسّر للطفل عن الفرق الشكلي بينهما. ويطرح الأطفال عادة أسئلة حول هذا الموضوع، ويجب على الأهل الإجابة عنها من دون التهرّب أو التأجيل.
- في عمر 6 سنوات، يكون الموضوع الأكثر حساسية في التربية الجنسية هو حول مفهوم «الخاص» و»العام» – Public & Private. يمكن أن يستعمل الأهل الصوَر التي يمكن أن يجدونها على مواقع الإنترنت. تساعد هذه الصور في التمييز ما بين ما هو عام وخاص، ومثال على ذلك: «لا يمكنني أن أخلع ثيابي إلّا في مكان خاص أي في غرفة نومي وليس في مكان عام».
- أما في عمر 12 سنة، يمكن تفسير العلاقة الجنسية بشكل واضح مع التركيز على فكرة الحب. فهذه الفكرة أساسية للتربية الجنسية السوية والمتّزنة عند الطفل الذي سيصبح راشداً.
وفي النهاية، لكل عمر توجيهات وتفسيرات خاصة، يمكن للطفل أو المراهق أن يستوعبها. ودور الأب وشرحه المفصّل لإبنه المراهق، كما دور الأم وشرحها الواضح لإبنتها المراهقة، مهمّات تخفّف من عبء المشاكل الجنسية، إذا كانت التربية الجنسية واضحة وبسيطة، مع حوار شفّاف وإيجابي وموضوعي.