مجلة وفاء wafaamagazine
إنّ الأحوال الجويّة يجب ألّا تشكّل أي مبرّر لعادات الأكل غير الصحّية. فكما أنه من الضروري عدم الإفراط في البوظة خلال فصل الصيف، كذلك يجب عدم الاعتماد المتواصل على الشوكولا الساخن والكوكيز في الشتاء. والخبر الجيّد أنّ هناك مشروبات ومأكولات متنوّعة ولذيذة يمكن اللجوء إليها لتوفير الدفء خلال الأيام الأكثر برودة في السنة. فما هي؟
إذا كنتم تعتقدون أنّ محاربة البرد تقتصر فقط على إشعال المدفأة وتناول الشوربة واحتساء الشاي، فأنتم تُفوّتون عليكم مشروبات ومأكولات كثيرة فعّالة جداً لهذه الغاية.
ولمزيد من التفاصيل عن هذا الموضوع، قالت اختصاصية التغذي، جوزيان الغزال، لـ«الجمهورية»، إنّ «كل المشروبات الساخنة تؤمّن الدفء للجسم، ولكن يُستحسن التركيز على الأنواع المليئة بالفوائد الصحّية، مثل:
• الشاي: يؤثر إيجاباً في الجهاز الهضمي وعملية الأيض، خصوصاً الشاي الأخضر، الأمر الذي يساعد على حرق سعرات حرارية أكثر.
• البابونج واليانسون: هما مفيدان في معالجة مشكلة عسر الهضم والمساعدة على استرخاء الأعصاب. واللافت أنّ اليانسون يحسّن النوم، لذلك يُنصح بشُربه مساءً.
• الكمّون: ينعكس إيجاباً على صحّة المعدة، ويقوّي الجهاز المناعي، ويضبط مستويات السكّر وضغط الدم، وينظف الكبد من السموم.
• الزنجبيل: يحسّن حركة الأمعاء، ويُهدّئ الغثيان والتقيؤ، ويخفض الالتهاب والنفخة والغازات، ويقلّل آلام العضلات.
• القرفة: تُداوي الالتهاب، وتقلّص أعراض الإنفلونزا، وتخفف آلام المعدة، وتسكّن أوجاع العضلات، كما انها مفيدة جداً لمرضى السكّري، لذلك يُنصح بإضافتها إلى المشروبات. ويمكن على سبيل المثال احتساء اليانسون مع القرفة مساءً وإضافة إليه حفنة من المكسّرات النيئة، وبذلك يتمّ الحصول على سناك صحّي ومُغذّ يضمن الدفء.
• الشوكولا الساخن: يُنصح بشربه من وقت إلى آخر، والأفضل اختيار الشوكولا اللايت أو قليل السكّر. كذلك يمكن شراء بودرة الكاكاو لتحضير الشوكولا الساخن في المنزل مع الحليب وبِلا سكّر. إشارة إلى أنّ بودرة الكاكاو تحتوي على مضادات أكسدة تحارب التوتر، وتضمن استرخاء العضلات، وتحسّن النوم.
• الحليب: يمكن شرب الحليب الخالي من الدسم قبل الخلود إلى الفراش لأنه يساعد على النوم بطريقة أفضل. يحتوي الحليب على الكثير من الكالسيوم والفيتامين D الضروريين لصحّة العظام وتقويتها. واللافت أنه يمكن أن نضيف إليه ماء الزهر لتفادي النفخة، والأهمّ عدم شربه ساخناً كثيراً في حال معاناة النفخة والمغص. ويمكن مزجه مع الكاكاو عند الرغبة في شربه بعد الظهر كوجبة خفيفة».
أمّا بالنسبة إلى المأكولات، فتنصحكم الغزال بالتركيز على الأطباق التالية:
• شوربة الخضار: تتألف من مختلف أشكال الخضار وألوانها، ما يسمح بالحصول على طبق غنيّ بالألياف. يمكن مثلاً وضع الجزر المليء بالفيتامين A المهمّ للنظر والبشرة، والكوسا واللوبياء اللذين يضمنان استقرار حركة الأمعاء، والبروكلي الذي يحارب مشكلات صحّية كثيرة بما فيها السرطان… من دون نسيان البصل لتقوية الجهاز المناعي، وقليل من الزنجبيل لدعم المناعة وتعزيز الشعور بالدفء.
• شوربة العدس أو العدس بالحامض: يحتوي هذا النوع من البقوليات على الحديد، والألياف، ومغذيات أخرى فائقة الأهمّية. يُذكر أنّ إضافة الحامض إلى العدس تعزّز امتصاص معدن الحديد بفضل الفيتامين C.
ومن جهة أخرى، يجب الحذر من كل أنواع الشوربة التي تحتوي على الكريما البيضاء، مثل شوربة الفطر التي تكون دسمة جداً. ولكن هذا لا يمنع من تحضيرها في المنزل، لأنّ الفطر يحتوي على عناصر غذائية كثيرة مهمّة ويضمن الشبع والدفء. غير أنّ المطلوب الحرص على استعمال الكريما الطازجة الخالية من الدسم أو الاكتفاء بكمية قليلة منها.
• اليَخنات: مثل الملوخية والسبانخ والسلق الغنيّة بالحديد والألياف، والشيش برك المليء بالكالسيوم.
• الكشك المطبوخ: يحتوي على الكالسيوم، ويتألف من البرغل الذي يزوّد الجسم بالفيتامينات B. وليس من الخطأ تناول طبق من الكشك المطبوخ مع قليل من اللحم المفروم على العشاء لتزويد الجسم بالحديد.
• البهارات: من المهمّ جداً رشّ القليل منها على الأطباق خلال هذا الموسم مثل القرفة، والزنجبيل، والبهار الحرّ للشعور بالدفء وتعزيز المذاق.
وختاماً، دعت الغزال إلى «عدم الاستسلام للبرد والجلوس على الأريكة طوال الوقت. فالقيام بأي حركة خلال الشتاء أساسي جداً للشعور بالدفء أولاً، وضمان سلامة الجهاز الهضمي ثانياً. بالإضافة إلى الحرص على شرب الكثير من المياه والسوائل الصحّية تفادياً للجفاف».