الأخبار
الرئيسية / محليات / الراعي: لطرح قضية لبنان في مؤتمر دولي خاص

الراعي: لطرح قضية لبنان في مؤتمر دولي خاص

مجلة وفاء wafaamagazine

علّق البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على مقتل الناشط لقمان سليم قائلاً: “لقد شبعنا اغتيالات، وقد أدمى قلبنا وقلوب الجميع في اليومين الأخيرين استشهاد الناشط لقمان محسن سليم، ابن البيت الوطنيِّ، والعائلة العريقة”، مشيراً الى إنَّ اغتياله هو اغتيال للرأيِ الآخَر الحرّ، ودافِعٌ جديدٌ لوضع حدّ لكلّ سلاح متفلِّت يقضي تدريجيًّأ على خيرة وجوه الوطن”. ودعا الدولةَ إلى الكشف عن ملابسات اغتياله وعن الجهة المحرّضة على هذه الجريمة السياسيّة النكراء”.

ورأى البطريرك الراعي أن “أصحاب السلطة في مكان مع مصالحهم وحساباتهم وحصصهم، والشعب في مكان آخر مع عوزهم وحرمانهم وجوعهم”. وقال إننا “كنّا نعوّل بثقة على تأليف حكومة مهمّة وطنيّة انقاذيّة، كبداية محاولة لردم الهوّة، لكنّ الآمال خابت بسبب تغلّب المصالح الشخصيّة والفئويّة وعجز المسؤولين عن التلاقي والتفاهم”.

وقال الراعي في عظة الأحد: “تجب المجاهرة بأنّ وضع لبنان بلغ مرحلة خطيرة تحتّم الموقف الصريح والكلمة الصادقة والقرار الجريء”، لافتاً الى ان “السكوت جُزء من الجريمة بحقّ لبنان وشعبه، وغسلُ الأيادي اشتراكٌ في الجريمة”، مشدداً على أنه “لا يجوز بعد اليوم لأيّ مسؤول التهرّب من المسؤوليّة ومن الواجباتِ الوطنيّة التي أنُيطَت به تحت أي ذريعة”.

وأكد أن “شعبنا يحتضر والدولة ضمير ميت وكل دول العالم تعاطفت مع شعب لبنان إلا دولته، متسائلاً: “هل من جريمةٍ أعظمُ من هذه؟”، نادينا فلم يسمعوا. سألنا فلم يُجيبوا. بادَرنا فلم يَتجاوبوا، مؤكداً أننا لن نتعب من المطالبة بالحقّ وشعبنا لن يرحلَ، بل يبقى هنا. سيَنتفِضُ من جديد في الشارع ويطالبُ بحقوقِه، سيثورُ، ويحاسب. سلبيّتُكم تَدفعُه قسرًا نحو السلبيّة، استخفافُكم بألآمه ومآسيه يدفعه عَنوةً نحو خِيارات قصوى”.

وأضاف: “فوق ذلك استُنفدت كل المبادرات والوساطات اللبنانيّة والعربيّةِ والدوليّة من دون جدوى وكأن هناك إصرارًا على إسقاط الدولة بكل ما تمثل من خصوصية وقيم ودستور ونظام وشراكة وطنية. مهلاً، مهلًا أيّها المسؤولون!”.

وأوضح البطريرك الراعي أنّ “وضع لبنان المنهار، وهو بحسب مقدّمة الدستور عضو مؤسّس وعامل ملتزم في جامعة الدول العربيّة، وعضو مؤسّس وعامل ملتزم في منظّمة الأمم المتّحدة” (فقرة ب)، مطالباً بطرح قضية لبنان في مؤتمر دوليّ خاص برعاية الأمم المتّحدة يثبّت لبنان في أطره الدستوريّة الحديثة التي ترتكز على وحدة الكيان ونظام الحياد وتوفير ضمانات دائمة للوجود اللبنانيّ تمنع التعدّي عليه، والمسّ بشرعيّته، وتضع حدًّا لتعدّديّة السلاح، وتعالج حالة غياب سلطة دستوريّة واضحة تحسم النزاعات، وتسدّ الثغرات الدستوريّة والإجرائيّة، تأمينًا لإستقرار النظام، وتلافيًا لتعطيل آلة الحكم أشهرًا وأشهرًا عند كلّ إستحقاق لإنتخاب رئيسٍ للجمهوريّة ولتشكيل حكومة”.

وأعلن أنّنا “نطرح هذه الأمور لحرصنا على كلّ لبنانيّ وعلى كلّ لبنان، نطرحها للحفاظ على الشراكة الوطنيّة والعيش المشترك المسيحيّ – الإسلاميّ في ظلّ نظام ديمقراطيّ مدنيّ. لقد شبعنا حروبًا وفتنًا واحتكامًا إلى السلاح”.

وتوجّه إلى المسؤولين بالقول: “مهلاً أيها المسؤولون، لا الدولة ملككم ولا الشعب هو غنم للذبح في مسلخ مصالحكم وعدم اكتراثكم”.

وقال الراعي في الختام: “نحن من جهتِنا لن نقبل القدر لأنّنا أبناءُ الإرادة، ولا المصير المجهول لأنَنا أصحاب مصيرنا، لن نَقبلَ هذا الانحرافَ لأنَنا أهلُ الخطِّ المستقيم، ولا الهدمَ لأنّنا أهلُ بناءٍ، لن نقبلَ الأمرَ الواقع لأنّنا أهلُ الشرعيّةِ والدستور، ولا التواطؤَ لأنّنا أهلُ موقفٍ وطنيّ”، مؤكداً أننا “سنسير في هذا الموقفِ الوطنيّ حتى إنقاذِ لبنان”.