مجلة وفاء wafaamagazine
إعتبر مفتي صور وجبل عامل المسؤول الثقافي المركزي لحركة “أمل” القاضي الشيخ حسن عبدالله، في كلمة وجهها من دار الإفتاء الجعفري، لمناسبة دخول الاشهر الحرم في التقويم الهجري، أن “الاول من شهر رجب الهجري يشكل نقطة تأمل لكل شخص مؤمن وعاقل في الارادة الحقيقية لله، وعليه تحسين الاداء الايماني والفكري والانساني في هذه الايام الفضيلة ليكون مؤهلا لتحسين الاداء الوطني، وإن دخولنا في أيام الشهر الحرام، مناسبة تجعلنا أكثر تمسكا بالله في ظل الجائحة الخطرة، فهي مناسبة للمناجاة نعيش فيها لحظات الرقي الايماني مع الله، هذا الرقي العبادي يلزمنا بأن نكون أكثر وعيا بالتعامل مع الانسان، سواء نشترك معه بالدين أو الوطن والشعور بحس المسؤولية الدينية والوطنية”.
وشدد على “أهمية أن ندرك حجم الأخطار الدينية والوطنية التي نتعرض لها، فعلى المستوى الديني نواجه انحرافات عقائدية واضحة المعالم من تشكيك وإدخال أفكار ضالة، وتأجيج الغرائز والعصبيات المذهبية والطائفية، ما يحتم على كل فرد منا تحمل مسؤوليته الشرعية والتصدي للاضاليل والانحرافات، وتصحيح العقيدة لترسيخها بشكل صحيح يبنى من خلالها منظومة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة الى الله بالحسنى والكلمة الطيبة، وحوار الاخر المختلف معه بالدين لترسيخ الايمان الابراهيمي الجامع للاديان”، داعيا الى “تأكيد مفهوم المواطنة ببعدها الوطني الذي يتطلب منا قراءة المواقف السياسية بعيدا عن الغرائز الطائفية والمذهبية والحزبية، ومعالجة المسائل من الجانب الوطني الذي يعود بالمصلحة العامة على كل اللبنانيين”.
ودعا عبدالله الى “وقف التراشق الاعلامي والمواقف السياسية الحادة التي أضرت بلبنان وأهله وأساءت للجميع، أما آن الوقت لنعود لخطاب الامام المغيب السيد موسى الصدر أعاده الله الذي يرشدنا الى الوطن المتنوع القادر على مواجهة التحديات في الداخل والخارج، والحفاظ على سيادته بدلا من الارتهان للخارج بأي عنوان من العناوين، فمن غير الجائز تحت عنوان الحياد أن نلجأ الى مؤتمر دولي يفقد لبنان سيادته واستقلاله”.
وختم: “ليكن شهر رجب مناسبة لقراءة المواقف الدينية والسياسية بما يتلاءم مع عقيدتنا الايمانية وانتمائنا الوطني، ونحن مدعوون جميعا لتحمل المسؤولية لا التهرب منها، وإلا لن يرحم التاريخ، وسيطول الوقوف بين يدي الله”.