مجلة وفاء wafaamagazine
بينما يصطف الملايين في جميع أنحاء الولايات المتحدة للحصول على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، يكافح مسؤولو الصحة لتلبية الطلب المتزايد، نتيجة نقص الإمدادات.
وفي تصريحات لشبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية، قالت ميلاني ماسيا وايت، مديرة الصيدلة في مؤسسة “إينوفا” الطبية، وهي شبكة مستشفيات غير ربحية مقرها في شمال ولاية فيرجينيا، إن اللقاح أصبح “أكثر قيمة من الذهب السائل”.
ويؤكد بعض الصيادلة أن حلا بسيطا يمكن أن يؤدي إلى توفير تطعيمات إضافية لآلاف الأشخاص كل أسبوع، لكن إدارة الغذاء والدواء تقف في طريق ذلك.
يقوم المقترح على ما يسمى بـ”التجميع”، وهو ليس مفهوما جديدا، إذ يلجأ إليه الصيادلة تقليديا، في كل شيء، سواء فيما يتعلق بلقاحات الإنفلونزا، أو بعض أدوية العلاج الكيماوي، أو المضادات الحيوية، ويقوم على تجميع ما تبقى في قارورة لقاح ودمجه مع ما تبقى في قارورة أخرى، لإنتاج جرعة كاملة.
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة “إينوفا”، الدكتور ستيفن جونز لشبكة “إن بي سي نيوز”، إن ما يتبقى في قعر القارورة ليس كثيرا، “ولكن في النهاية، وبشكل إجمالي، يضاف هذا إلى الكثير من الجرعات التي ينتهي بها الأمر إلى الهدر، ولا يُسمح لنا باستخدام هذا اللقاح الإضافي”.
وأضاف جونز: “في بعض الأحيان تتبقى في قعر القارورة جرعة كاملة تقريبا، ومن المفجع أن ندع ذلك يذهب هباء”.
ويقول صيادلة “إينوفا”، وهي أحد أكبر أنظمة المستشفيات في منطقة العاصمة الأميركية، إنهم بدأوا في ملاحظة كميات كبيرة من اللقاح المتبقي في كل قارورة تقريبا، حتى بعد استخدام الجرعات السادسة الإضافية في قوارير شركة “فايزر”، ولكن بسبب لوائح إدارة الغذاء والدواء، يضطرون إلى التخلص مما يتبقى في القوارير.
وتحتوي كل قارورة على ست جرعات كاملة من اللقاح، إضافة إلى كمية تعادل نصف جرعة تقريبا، ويتساءل أعضاء الفرق الطبية في “إينوفا” يوميا: “لماذا لا يمكننا تجميع البقايا؟”.
وأجرى صيادلة “إينوفا” تجربة، فتبين لهم أن بقايا اللقاح في 80 قارورة من أصل مئة، كانت كافية لصنع 40 جرعة كاملة إضافية، مما يعني أن المستشفى الذي يقدم في يوم التطعيم النموذجي، 4 آلاف تطعيما، يمكنه أن يقدم 400 حقنة تطعيم إضافية، بنفس الإمداد، كل يوم.
لكن تعليمات هيئة الغذاء والدواء الأميركية “إف دي إيه”، تفرض على الصيادلة الالتزام بإعطاء 6 جرعات فقط من كل قارورة لقاح، وإتلاف ما يتبقى، لأن لقاحي موديرنا وفايزر لا يحتويان على مواد حافظة تساعد في وقف نمو الميكروبات، في حالة تلوث العقار بالبكتيريا أو الجراثيم الأخرى.
ويقول خبراء الصيدلة في المقابل، إن خطر التلوث منخفض، وأن فوائد تناول جرعات أكثر تفوق بكثير أي مخاطر.
ويؤكد مسؤولو الصحة في “إينوفا” أن جميع الجرعات تُستخدم على الفور تقريبا في عيادات التطعيم الكبيرة، مثل عياداتهم، وأن لديهم بالفعل بروتوكولات للحماية من أي نوع من التلوث.
ويلفت جونز إلى أن إهدار ما يتبقى في القوارير، في حال توفر ما يكفي من التطعيمات، “لن يكون مهما”، ويضيف: “لكن في الوقت الحالي، لدينا نقص يقدر بملايين الجرعات، لذا فإن بضعة جرعات إضافية من كل مجموعة قوارير، ستحدث فرقا لمئات الأشخاص يوميا.”
سكاي نيوز