مجلة وفاء wafaamagazine
اعتبر رئيس “لقاء الفكر العاملي” علي عبد اللطيف فضل الله في بيان “أن الخسارة بالمجاهد أنيس النقاش خسارة لكل الساحة الجهادية بكل عناوينها الأخلاقية والمعرفية والميدانية”، مضيفا انه “النموذج الجهادي الذي لم تحكمه إلا مكونات الهوية الإيمانية الأصيلة وموجبات القضية ومواجهة الظلم والاحتلال في زمن الردة العربية والإسلامية والصفقات والتسويات المذلة، هو الشاهد على عصره بالكلمة والموقف والعمل الميداني المقاوم، فقد كان المتميز بقدرته على الارتقاء الى مستوى المسؤولية برؤيته الثاقبة، ووعيه المتقدم وسلوكياته المترفعة عن حيثيات التكسب والانتهازية والنفعية”.
ولفت إلى أن الراحل الكبير “لم يكن في كلماته إلا شاهد الحق الذي لم ينهل إلا من عصارة عقله المنفتح وفكره النير وقلبه الصافي، ولم يكن في نهجه إلا الثابت الذي لا يتغير والأصيل الذي لا يداري والوحدوي الذي لا يتعصب، كان الشاهد على عصره بالموقف وهو من جيل السابقين الأولين الذين تبنوا نهج المقاومة فحملوا هم العمل الفدائي من أجل تحرير فلسطين منذ الانطلاقة الأولى في القرى والساحات العاملية، وكم حدثني عن ذكرياته في جبل فريز في عيناثا التي كانت قاعدة لانطلاقة العمل الفدائي المقاوم”.
تابع : “هكذا بقي الأنيس أمينا على نهج المقاومة عندما انتمى إلى ثورة الإمام الخميني بلا حسابات وشروط، فأعطاها من أصالة فكره وسعة ثقافته وعنفوانه الثوري وكل قدراته وطاقاته، وبذلك كان نموذجا للثوري الذي يعطي دون أن يأخذ ويبذل دون أن يتكسب وينتمي دون أن يتعصب”.
وشدد فضل الله على “أن أنيس النقاش بقي حتى الرمق الأخير شاهدا على نهج المقاومة وأمينا على مسؤولية حراسة خطها وصون نهجها رغم كل التحديات. وفي زمن التكفير والتطبيع والغلو والتحريف والزيف بقي التنويري العربي الإسلامي المتألق”.
وختم بالقول: “أنيس النقاش قهر الحياة فعاش حرا كريما ويبقى بعد مماته نموذجا قيميا حيا ينتصر على الموت، تصديقا لقول الإمام علي “الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين”.