مجلة وفاء wafaamagazine
لا شيء يدعو للتفاؤل في توتنهام. نتائج متخبطة وحظوظ ضئيلة للتتويج بالبطولات تجعل موسم الفريق سيئاً. يزيد الأمر سوءاً، فقدان المدرب جوزيه مورينيو السيطرة على غرفة الملابس في الآونة الأخيرة، وهو ما ينبئ بصيفٍ ساخن قد يشهد نهاية ولايته في لندن
بعد سلسلةٍ من المحطات «المهزوزة» والتي اختُتمت بإقالة قاسية من مانشستر يونايتد، حطّ المدرب البرتغالي المخضرم جوزيه مورينيو رحاله في نادي توتنهام اللندني، وذلك بهدف إعادة تعويم اسمه مع نادي عاصمة الضباب على الساحة الكروية من جديد.
حصل مورينيو أثناء ولايته على الدعم الكافي من الإدارة، بعد أن عزّزت المنظومة بأسماءٍ جديدة كما حافظت على نجوم الفريق، غير أن النتائج لم ترقَ للتطلعات. امتدّ التخبط لهذا الموسم، وهو ما يثير الشكوك حول مستقبل المدرب البرتغالي المثير للجدل.
رغم بدايته الجيدة، مرّ توتنهام بسلسلة من النتائج السلبية حتى أصبح يحتل حالياً المركز الثامن في جدول الترتيب برصيد 45 نقطة، مبتعداً عن الرابع تشيلسي بـ 6 نقاط (يمتلك توتنهام مباراة مؤجلة في رصيده).
في ظل ابتعاده عن المنافسة المحلية، انصبّ التركيز على البطولة الثانية على مستوى القارة العجوز، يوروبا ليغ، غير أن توتنهام غادر المسابقة يوم الخميس الفائت. وعلى الرغم من تقدمه (2-0) في مباراة الذهاب، تعرض نادي شمال لندن لهزيمة صاعقة في الإياب بنتيجة (3-0) على يد نادي دينامو زغرب، الأمر الذي زاد من الضغط على جوزيه مورينيو.
وبحسب ما يتم تداوله في الوسط الرياضي، فإن رئيس مجلس الإدارة دانيال ليفي يفكر جدياً في إقالة المدرب البرتغالي، لكنه يؤجل قراره حتى نهاية الموسم قبل تحديد مصيره.
لم يتبقَّ أمام توتنهام سوى 10 مباريات في الدوري للوصول إلى المراكز الأربعة الأولى، وفي الوقت نفسه، ينتظر الفريق نهائي كأس كاراباو ضد مانشستر سيتي في 25 أبريل/ نيسان المقبل في ويمبلي. سيشكل حصاد المسابقتين دعامة أساسية لقرار ليفي الصعب، نظراً إلى البدل المالي الهائل الذي يتقاضاه المدرب البرتغالي.
يحصل جوزيه مورينيو على 19 مليون يورو في الموسم الواحد كراتب له لتدريب الفريق، كأعلى من في الدوري الإنكليزي بالتساوي مع مدرب مانشستر سيتي بيب غوارديولا ومدرب ليفربول يورغن كلوب. ويستمر عقد مورينيو مع توتنهام لمدة أربعة أعوام، ما يعني أن رحيله عن صفوف الفريق قد يكلفهم دفع راتبه كاملاً.
رغم الضبابية حول مستقبل مورينيو، يبدو أن الإدارة قد وضعت مسبقاً خطة بديلة. فبحسب ما يتم تداوله في الوسط الرياضي، يعدّ مدرب نادي لايبزك الألماني، الشاب جوليان ناغيلسمان، هدفاً رئيسياً لإدارة توتنهام في حال فشل موسم الفريق.
جميع المؤشرات تدل على انهيار توتنهام. يعكس ذلك ربما التصريح الصحافي لمدرب الفريق بعد الخروج أمام دينامو زغرب، حيث أعرب جوزيه مورينيو عن أسفه بسبب سلوك بعض لاعبيه، في حين وصف قائد الفريق، الحارس هوغو لوريس الخسارة في الدوري الأوروبي بأنها «وصمة عار». وفي كلام له قبل حوالى 24 ساعة قال المدرب البرتغالي إن غرف تبديل ملابس فريقه منقسمة من قبل لاعبين «أنانيين» ومن وكلاء لاعبين يرتبطون بعلاقات مباشرة مع الصحافة. وفي تصريح لقناة «سكاي سبورتس»، قال مورينيو: «كرة القدم في الوقت الحاضر ليست سهلة من هذه الناحية»، مضيفاً «الأنانية موجودة، والمصالح الفردية أيضاً، ووكلاء اللاعبين أيضاً والروابط بين الوكلاء والصحافة موجودة». وتابع ضمن السياق ذاته «الأنانية تزيد اليوم، بدلاً من تطوير شعور الفريق، التعاطف، أنا أفعل من أجلك وأنت تفعل من أجلي». وأكد المدرب البرتغالي أن هذه الكلمات تحتاج الى الوقت لكي تترجم في المجموعة، مؤكداً أنه في الفترة الحالية «تحتاج إلى الوقت لأن المجتمع والملف الشخصي النفسي للاعبين الشبان ليس بالأمر السهل».
يفكّر رئيس مجلس الإدارة دانيال ليفي جدياً بإقالة مورينيو
أي خطوة مقبلة ستكون مرتبطة بنهاية الموسم، فإما بلوغ المراكز الأربعة والتتويج بالكأس ما يساهم باستمرار مورينيو، وإما الفشل وبالتالي إعادة هيكلة الفريق من جديد.
قرار إبقاء مورينيو من عدمه سيكون مصيرياً أيضاً لمستقبل بعض اللاعبين الذين خاب أملهم بعد غياب الفريق مرة أخرى عن المنافسة والتتويج بالبطولات، على رأسهم هاري كاين وغارث بايل. من المرجّح أن يغادر هذا الأخير الفريق مع نهاية الموسم بسبب كثرة إصاباته وراتبه الضخم، في حين يبقى مستقبل كاين غير واضح.
يحظى المهاجم الإنكليزي باهتمام العديد من الفرق على رأسها مانشستر يونايتد، وقد تضطر إدارة توتنهام للتخلي عن نجمها الأول مقابل مبلغ ضخم بهدف احتواء الخسارات الناجمة عن تداعيات كورونا والغياب عن منصات التتويج.
ناقوس الخطر يقرع بالفعل داخل النادي اللندني، بانتظار ما ستحمله الأيام من مفاجآت.
الاخبار