الرئيسية / آخر الأخبار / بجرّين – جبيل، والذاكرة الشعبية!!

بجرّين – جبيل، والذاكرة الشعبية!!

مجلة وفاء wafaamagazine

كتب د. إيلي جرجي الياس، كاتب، وباحث استراتيجيّ، وأستاذ جامعيّ: على ضوء انطلاق بحثنا المُتواصل عن القرى المأهولة في زمن متصرفية جبل لبنان ١٨٦١-١٩١٤، والتي تعرّضت للإخلاء القسريّ خلال الحرب العالمية الأولى، وباتت منسيّةً فيما بعد، كقرية بجرّين في جبيل بدايةً، على سبيل المثال لا الحصر، يجدر إيراد بعض المُلاحظات البحثية الهامّة والنوعية:

  • مشروع جمال باشا السفّاح هو الأخطر في تاريخ لبنان الحديث والمُعاصر ، وقد شرحت وفنّدت وحلّلت ذلك في مقالتي العلمية: صمود المناطق اللبنانية بمواجهة مشروع جمال باشا الجريء والخطير!! في مجلة تحولات مشرقية العلمية المحكمة، عدد كانون الثاني ٢٠٢١.
  • الهدف الرئيسيّ من مشروع جمال باشا السفّاح، كان إقامة المملكة الجمالية في لبنان وسوريا وبعض فلسطين، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف بذل جمال باشا ورجاله كلّ المُحاولات الممكنة، حتّى ولو كانت صعبة التحقيق أو متناقضة.
  • وفي طليعة إجراءات جمال باشا السفّاح إخضاع سكّان جبل لبنان وولايتي بيروت وسوريا وترهيبهم بكلّ الوسائل العنيفة، لذلك كانت المجاعة والحصار وانتشار الجراد والأمراض والأوبئة…. حتّى خيّم شبح الموت رهيباً فوق المنطقة المذكورة!!
  • ومقابل مقتل ثلث سكّان تلك المنطقة، رغب جمال باشا السفّاح بنقل مجموعات سكّانية من آسيا الوسطى تدين بالولاء الكامل والأعمى له، لتسكن وتسيطر على هذه المنطقة، من خلال وجودها في تجمعات سكانية عديدة ومغلقة ومترابطة، على شكل ثكنات شبه عسكرية….
  • و انطلاقاً من ذلك، تظهر الفرضية المنطقية باختيار قرية بجرّين، على سبيل المثال لا الحصر، لتكون تجمّعاً سكانياً لهؤلاء في منطقة جبيل، كونها نقطة جيوستراتيجية مطلّة على القضاء وساحله بشكل خاصّ…. فتمّ ترحيل أهلها عبر دفعهم إلى الهجرة القسرية….
  • إنّ الصمود التاريخيّ للشعب اللبنانيّ، وشعوب المنطقة، وبالتالي الفشل الذريع لمشروع جمال باشا السفّاح في خاتمة المطاف، لا ينفي ضرورة البحث العلميّ الجادّ، عن حضور هذه القرى الصامدة المنسيّة، في الذاكرة الشعبية الوطنية!!

الجمهورية