مجلة وفاء wafaamagazine
في مثل هذا اليوم 25 نيسان تحررت إيطاليا من النازية والفاشية، واليوم رغم الإجراءات الخاصة بالتباعد الاجتماعي بسبب جائحة كورونا، تشهد معظم المدن الايطالية احتفالات وتظاهرات، تخليدا لمن سقطوا دفاعا عن وطنهم وانتصروا على الاحتلال النازي والفاشية.
وقال النقابي البارز آنسو برتسيالي في حديث الى “الوكالة الوطنية للأعلام”: “انتصرت المقاومة الايطالية بوحدة قواها وأحزابها رغم اختلاف هذه الاحزاب، أتحدت ضمن ما يعرف بالجبهة الوطنية للتحرير حيث التقى الحزب الشيوعي مع الحزب الديموقراطي المسيحي، والاشتراكي مع الليبرالي والاشتراكي الديموقراطي مع الجمهوري ضمن جبهة عريضة كان هدفها المشترك تحرير ايطاليا من النازية والفاشية واقامة دولة حديثة ديموقراطية دولة الحقوق للمواطن”.
وفي هذه الذكرى، توجه الرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريلا إلى ميدان فينيتسياPiazza Venezia في قلب العاصمة روما، حيث وضع إكليلا على نصب الجندي المجهول، في حضور حشد من كبار المسؤولين.
لقد ادت الحرب العالمية الأولى إلى انتشار الفاشية في إيطاليا بشكل كبير، ومع انتشارها في أنحاء البلاد بعد الحرب، واستحواذها على الاقتصاد المحلي، وخنقها للحريات الاجتماعية، نمت ببطىء وثبات حركة معارضة قوية للفاشية.
وأدى سقوط حكم بينيتو موسوليني العام 1943 واحتلال ألمانيا النازية لإيطاليا، إلى تكثيف عمل المعارضة التي عرفت رسميا ب ” لا ريزيستنتسا” La Resistenza أي “المقاومة”.
منذ الأمس ومن على شرفات المنازل يغني الكبار والصغار أغنية بيلا تشاو Bella Cioa وتعتبر أغنية “بيلا تشاو” أو “وداعا أيتها الجميلة” من أبرز الأغاني الفلكلورية في إيطاليا، انتشرت مع العاملات الإيطاليات في حقول الأرز، حيث كانت من أهم الأناشيد خلال موسم إزالة الأعشاب الضارة، بالأخص في وادي “بو” شمالي إيطاليا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
وكانت إزالة الأعشاب الضارة مهمة شاقة وطويلة، تلقى على عاتق النساء في القرى الإيطالية اللواتي عرفن باسم “mondinas”. ساعات العمل الطويلة والأجور البخيسة تسببت بأن يكون الفلاحون الأفقر اجتماعيا، لتتحول أغاني العاملات لرموز استخدمتها المقاومة لرفض الظلم وانعدام المساواة الاجتماعية.
وأعادت حركة المقاومة الإيطالية إحياء هذه الأغنية بين العامين 1943 و1945 ضد الاحتلال النازي لإيطاليا ومقاومة الفاشية تحت ظل موسوليني.