wafaamagazine مجلة وفاء
يتعلّم الطفل منذ صغره كثيراً من المبادىء الأساسية، منها الإنتظار. فمنذ أن يكون في عمر الثلاثة أشهر، يبدأ بفهم أن والدته لا تلبّي حاجياته فوراً، لذا يجب الإنتظار. في بادىء الأمر، لن يكون الطفل معتاداً على الإنتظار، لذا ردة فعله تكون البكاء. ولكنه كلما كبر، كلما اعتاد على الإنتظار. ولكن بعض الأطفال، وبسبب التربية الخاطئة، لن يتعلموا أبداً الإنتظار منذ صغرهم، ويحملون ذلك حتى عندما يكبرون، وهنا تكمن مشكلة الإنتظار. قصة هذا الأسبوع عن «هادي» الذي لاحظ أنه أينما يذهب، يجب الإنتظار. قراءة مفيدة للأهل وأولادهم على حد سواء.
اليوم سيذهب «هادي» عند طبيب الأسنان. فهو يزور الطبيب كل ستة أشهر للتأكد من صحة أسنانه. وعند وصوله مع أبيه لاحظ أن عيادة طبيب الأسنان تعج بالناس. فقال «هادي» لأبيه»:
- هناك الكثير من المرضى أتوا لزيارة الطبيب!
- صحيح يا بني، لذا يجب الإنتظار. قال الأب وهو يأخذ إحدى المجلات الموجودة على طاولة الإستقبال.
في بادئ الأمر، لم ينزعج «هادي» كثيراً من الإنتظار، ولكن بعد مرور بعض الوقت بدأ صديقنا الصغير يتململ في مكانه، منزعجاً من شيء ما.
- ما بك يا بني؟ هل أنت خائف من شيء ما؟
ردّ «هادي» بكل تأكيد:
- كلا، لست خائفاً من شيء. ولكن أشعر بالملل، لا أريد الإنتظار.
إبتسم الأب من مكانه، واضعاً المجلة على الطاولة وفسّر لابنه:
- كل الحياة فيها انتظار. ننتظر دورنا عند الطبيب، ننتظر في البنك لصرف شيك مالي أو لسحب بعض النقود من المصرف. وننتظر دورنا في السوبرماركت لندفع سعر الأغراض التي اخترناها. كما ننتظر دورنا عند الحلاق والفرّان وبائع الحلوى.
ثم أضاف «هادي»:
- كما ننتظر عند بائع المنقوشة، وأنتظر دوري للتكلم في الصف أو حل مسألة حسابية على اللوح، وأنتظر دوري أيضاً للعب بالبالون خلال استراحة الساعة العاشرة.
وبعد انتظار بعض الوقت، أتى دور «هادي» لكي يفحصه طبيب الأسنان، فقال لوالده:
- وأيضاً يا أبي، أنتظر دوري في البيت، حين ألعب مع أختي «جنى» وأنتظر طبخة أمي وأنتظر مجيئك في المساء من العمل. فكما قلت يا أبي، الحياة كلها انتظار.